عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-17-2013, 03:31 PM
 






في إحدى شوارع طوكيو المزدحمة .. كان ذلك الفتى ذو خمسة عشرة عاماً يسير
بين المارة بسرعة وهو يحمل حقيبته المدرسية خلف ظهره .. كاد أن يصطدم
بسيارة ما واقفة أمامه إلا أنه تدارك الأمر بسرعة ولكن توازنه قد إختل مما أدى
إلى سقوطه أرضاً .. بينما كان جموع من المارة تنظر بإتجاهه بإستغراب .. شعره
الأشقر الذي وصل إلى أسفل أذنيه بقليل .. وعينيه باللون البنفسجي .. نظر
للمارة ببرود شديد وهو ينهض وينفض ثيابه قبل أن يتحدث بصوت بارد تماشى
مع نظراته .
- هل تخططون لقضاء يومكم هنا وترك أعمالكم اليومية أم ماذا ؟
عاد الجميع ليسير بإتجاه عمله بينما بدء هو بالسير مجدداً بسرعته السابقة إلا
أن قفز أحدهم عليه من الخلف ليقول له بمرح :
- هي بيتر لماذا هذا المزاج السيء منذ الصباح ؟
- ما شأنك ماكس ؟ أخبرني أنت لماذا ترسم هذه الإبتسامة البلهاء على شفتيك ؟
- لا أمل منك صحيح ؟ هيا لنسرع فقد تأخرنا على المدرسة بالفعل .
- تتحدث وكأن المدرسة ستهرب منا إلى مكان ما .. ثق بي إنها لا تطير
- أجل لن تفعل ولكن السيد روبنز سيلقي بنا لتنظيف ساحات وحمامات المدرسة
إن تأخرنا .
تنهد المعني ليسرع أكثر ويتبع صديقه المتفائل كما كان يدعوه .. شخصية
ماكس وبيتر مختلفتان تماماً .. فماكس فتاً متفائل يرى الأمور من الناحية
الإيجابية فقط .. على عكس بيتر الذي يشعر بأن الحياة ستخونه في
أي لحظة .
لم يكن هذا اليوم مختلفاُ بدرجة كبييرة عن باقي الأيام التي مرت على
صديقنا .. هذا الروتين القاتل سيجعله ينتحر في إحدى الأيام لا محالة .
كان ينظر من نافذة الفصل المطل على إحدى حدائق المدرسة .. شرد بعقله
وهو يفكر بحياته .. ما قيمتها ؟ ولماذا ولد هو أساساً ؟ ما عمله هنا وماذا
سيستفيد من هذا الكابوس الذي يدعونه هم بالمدرسة .. إنه ليست إلا أداة
ما لجلب الصداع فقط ! أخرجه من ذلك صوت المعلم الذي قال بغضب :
- سيد روبنسون .. إن كنت تشعر بالملل أو النعاس فلماذا لا تخرج من الفصل .
نظر بيتر لمعلمه بملل شديد ليغلق كتابه ويقف وهو يقول :
- حسناً شكرا لك سيدي .. أراك لاحقاً .
نظر إليه معلمه بغضب شديد قبل أن يتحدث من بين أسنانه
- من الأفضل لك أن لا اراك إلا مع والدك أتفهم ؟
نظر المعني له بضجر قبل أن يجيبه بهدوء يخفي خلفه غضباً شديداً
- أنت من طلب مني المغادرة .. لا تنسى ذلك سيدي .. ومن ثم أبي مشغول
بأعماله ولن يأتي .. يمكنك أن تأتي أنت إلى منزلنا لإنتظاره .
ليغادر بعدها ويغلق الباب بقوة شديدة .. توجه بعدها بخطوات هادئة على
عكس غضبه الذي كتمه بداخله ليتوجه إلى سطح المدرسة ويجلس هناك بهدوء
وهو يسمح للهواء بمداعبة شعره الأشقر ... ولكنه سرعان ما شعر بحركة ما
خلفه ليلتفت بسرعة .. إلا أنه لم يرى أي شيء غريب حوله .. أغمض عينيه
وفتحهما أكثر من مرة ولكنه شعر بيد ما تضربه على معدته بقوة شديدة أسقطته
أرضاً .
بعد مرور الوقت .. شعر بحركة ما حوله .. أشخاص يتحدثون وشخص ما
يمسك بيده اليمنى .. فتح عينيه ببطئ رمش أكثر من مرة حتى إتضحت الصورة
أمامه .. السقف الأبيض .. والضماد الذي يحيط برأسه .. إنه بل المشفى ولكن
كيف وصل إلى هنا ؟
تهادى إلى سمعه ذلك الصوت القلق :
- صغيري هل أنت بخير ؟
- أجل أبي لا تقلق .
- أخبرني ماذا حدث لك يا بني ؟
لا يعلم لماذا شعر بأن ما حدث كان أمراً لا يجب له أن يخبر أحداً عنه .. بكل حال
إنها مغامرة ما .. إكتشاف من فعل هذا به .. ولماذا سيكون أمراً ممتعاً .. ظهرت
تلك الإبتسامة الشيطانية على وجهه قبل أن يتحدث بتحدي :
- لا تقلق أبي أنا على ما يرام .. لقد وقعت فحسب .. بكل حال متى سأغادر
من هنا ؟
- أظن أن الطبيب قال أنه يمكننا أن نأخذك إلى المنزل الآن .. ولكن هل انت
بخير حقاً .
ملاحظة : بيتر هو من سيتحدث لا الكاتبة .
نظرت إلى أبي بملل .. لا أعلم لماذا يعاملني كالأطفال تماماً .. لست كذلك
وأكره هذا الإهتمام فأنا أشعر بأنه كاذب بطريقة أو بأخرى .. نظرت إليه لأجد
أنه مازال ينتظر مني أن أجيبه .. لذلك أخبرته ببرود أنني بخير ولستُ بحاجة
للبقاء هنا .. حسناً هو لم يقتنع كثيراً بهذه الفكرة ولكن ما باليد حيلة صحيح ؟ .
بعد نصف ساعة من الإنتظار هنا في هذه الغرفة الكئيبة أتى أبي والطبيب أخيراً
وقد أنهوا معاملات خروجي .. وصلت إلى المنزل لأرمي بحقيبتي وأغراضي
بشكل مبعثر في أنحاء غرفتي التي كانت تعم بالفوضى !
حسناً أدعى بيتر روبنسون .. طالب في الكابوس المدعو في المدرسة .. عمري
خمسة عشر عاماً .. وقع بصري على صورة موضوعة بجانب سريري .. لا
أعلم لماذا في كل مرة أنظر بها إلى هذه الصورة أشعر بأن ذلك الخبر الذي تلقيته
قبل ستة سنوات .. بوفاتهما بحادث سير مجرد كذب .. لقد أصبحت حياتي
فارغة تماماً .. مجرد روتين ملل جداً .. أُمي وأختي الكبرى .. لقد كنا نعيش
بسعادة قبل أن يحدث ذلك الحادث الذي أودى بحياتهما .. أنا لا أعرف
الكثير من التفاصيل بالنسبة لهذا الموضوع .. تذكر أن أمي كانت تمتنع عن
التحدث معي قبل يوم من موتها يجعلني أشعر بإختناق شديد .. أنا لم أكن
أعلم حتى ماذا فعلت كي تغضب .
تنهد بصعوبة وبألم ليلقي بجسده المرهق على سريره ويغط في نوم عميق
في تلك الأثناء دخلت عليه إمرأة تبدوا أنها في نهاية عقد الستينات نظرت له
بحنان لتقوم بوضع الغطاء عليه وترتيب الغرفة .. شعرت بدخول وحيدها
إلى الغرفة ..
- باترك .. لا داعي للقلق إنه بألف خير .
- أعلم ذلك أمي .. ولكنني خائف .. إن إكتشف الحقيقة في أحد الأيام ..
- قاطعته بإنزعاج " وكيف له أن يكتشفها ؟ "
- تحدث وهو يشعر بالحزن والقلق "أتصدقين أنه قد وقع فقط .. لقد ضربه
أحد ما في معدته ولكنه لم يخبرني بالحقيقة .. إنه بعيد عني يا أمي .. وأخشى
أنني سأفقده هو أيضاً .. تماماً كما فقدت البقية ."
تنهدت والدته بحزن وهي ترى أن وحيدها يعاني وهي غير قادرة على مساعدته .
كان كل شيء هادئ جداً في ذلك المنزل الياباني التقليدي .. فبالرغم من كبره
إلا أن عدداً قليلاً من الأشخاص يعيشون فيه .. باتريك مع إبنه الوحيد بيتر
ووالديه توني وتونيا .. وبالرغم من أن المنزل يحتوي على ستة غرف إلا
أن أربعة فقط هي المستخدمة .. فقد قرر توني أن يمنح غرفة لشاب ما
( لن يظهر الشاب قبل البارت الرابع أو الثالث على الرغم من أنه بطل الرواية ) .. وبالرغم من أن ذلك الشاب يعيش في نفس المنزل إلا أن السيد باتريك
لم يقابله لا هو ولا بيتر .. لا أحد يعلم بوجوده سوى تونيا وتوني فقط
.. فغرفته مستقلة عن المنزل تقريباً .
بعد عدة ساعات بدئت عاصفة برقية تلوح بالأفق .. إستيقظ بيتر من نومه
إثر هبوب رياح قوية من النافذة التي فُتحت فجأة وبقوة .. نظر لها
بإنزعاج شديد ولكن سرعان ما تبددت تلك النظرة المنزعجة إلى أخرى
مدهوشة أو لنقل مصدومة .. حسنا هل بدء برؤية الأشباح ؟ أم أنها تقف
حقا أمام النافذة .. لم يستطع إلا أن ينطق بإسمها بدهشة وخوف في
آن واحد : " كاميليا "
إبتسمت بخبث وهي تقترب منه بخطوات هادئة بينما بقي هو في
مكانه دون أن يحرك ساكناً .. تحدثت بخبث رهيب وبإبتسامة تثير الرعب
- آسفة أخي الصغير ولكنني سأنتقم من أبي عن طريق القضاء عليك .
نظر لها بشيء من الذهول وقبل أن يتمكن من التحدث وضع يده على
تلك السكينة التي غُرزت بجسده .. إمتلئت يده بدماءه نظر إليها بهدوء .. قبل
أن يبتسم لها ويغمض عينيه .. أما بالنسبة لها فقد غادرت من النافذة وكأنها
لم تكن هنا أساساً .




ما هو السر الذي يخفية باتريك عن بيتر ؟
ما سبب غضب والدة بيتر عليه قبل موتها بيوم واحد ؟
ومن يكون الشخص الذي قام بضرب بيتر على السطح ؟
ماذا عن كاميليا شقيقة بيتر الكبرى ؟ ألا يفترض أنها ميتة ؟ ولماذا الإنتقام ؟
كل هذا وأكثر في روايتي فتابعونا .....
**************************************
البارت الأول يوم الجمعة القادم بإذن الله مع الشخصيات


رد مع اقتباس