عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 11-17-2013, 04:14 PM
 
التكملة


إتجهت نيكولا إلى السيده مافروني لتهدئتها، وإنتبهت إلى جلوريا التي كانت تراقبها بنظرات غاضبه،
يجب أن تنسى جلوريا الآن، إن واجبها هو تهدئة السيده مافروني.
وضعت نيكولا ذراعها برقة حول كتفي ماريا التي كانت تبكي زوجها

هدئت ماريا قليلا وتوقفت عن الصراخ ولكن بكاءها كان مستمرا
- سأتولى تهدئة ماريا ياعزيزتي. إذهبي أنت لمساعدة بلاي، قالت السيده بارنز.
إتجهت نيكولا إلى حافة المنحدر الصخريه بينما وقف البقية يراقبها.

كان بلاي قد وصل إلى أسفل المنحدر وكان يقوم بفحص أنتون ثم نادى إليهم:
- سأحتاج إلى مساعده.
- سوف آتي إليك. قالت نيكولا.
- سأذهب أنا. قال ديريك.
- لا، لقد تعلمت بعض الإسعافات الأولية، لذا سأذهب أنا.
- لكن نيكولا...
- إنه واجبي ياديريك...

من حسن الحظ أنها قد جلبت عدة الإسعافات الأولية معها.
كان مدرب الدوره قد أصر على إستصحاب حقيبة الإسعافات الأولية دائما.

- نيكولا.. قال ديريك محاولا إقناعها، هذا عمل رجل.
- إني أريد الذهاب ياديريك وسأكون بخير، قالت مبتسمه.

- إنها تعمل أي شيئ لتكون مع بلاي، قالت جلوريا، ولكن نيكولا لم تعر لها أي إهتمام.

هبطت نيكولا بخطوات حذره وهي تفكر. لماذا لم تمنع ماريا زوجها من هذه المخاطره؟ ألم تر أنه يخاطر بنفسه؟
هل سيكون بإمكانها منع بلاي من عمل ما؟ هل تجرؤ أن تحاول؟، إن تساؤلاتها في غير مكانها...



هل سيكون بإمكانها منع بلاي من عمل ما؟
هل تجرؤ أن تحاول؟
إن تساؤلاتها في غير مكانها.
إن ماريا زوجة أنتون أما هي وبلاي فليست هناك علاقة تربطهما.
هل يمكن أن تشارك بلاي حياته؟ كزوجة مثلا!، ياإلهي أنها غبية حقا.

كان بلاي يراقب نزولها، وعندما إقتربت منه، مد لها يد المساعده.
أرادت أن تبقى يدها في يده ولكنها تذكرت واجبها واتجه إهمامها إلى أنتون الذي كان يرقد بلا حراك والشحوب واضح على وجهه.
- هل مات؟ قالت بقلق.
- إنه مازال يتنفس ونبضاته جيده.
- الحمد لله.
- لقد غاب عن وعيه إثر السقوط ولكنه على وشك أن يعود إلى وعيه.
- هل إصابته بليغه؟
- لقد جرح من مكانين، ويجب أن يضمد قبل أن نتمكن من نقله.
من حسن الحظ أنك قد جلبت حقيبة الإسعافات الأولية.

لا بد وأن بلاي يعلم قليلا عن الإسعافات الأولية.
كان منظر الدم قد أخافها ولكنها سيطرت على شعورها.
وأخذ بلاي يرشدها، وعندما رفعت نظرها إليه أثناء عملها، قال لها بلاي:
- إنك فتاة ممتازة، قالها بصوت خافت.

تحرك أنتون فجأة وفتح عينيه ونظر إلى نيكولا:
- ماريا؟ قال متسائلا، ثم صرخ من الألم.
- ستكون بخير، قالت نيكولا بحنان.
- ماريا، قال مرة أخرى.
- إنها بخير وتنتظرك، قالت نيكولا.
- إنه لايفهم كلامك، قال بلاي.
- أظن قد فهم.

وضع بلاي يده على ذراعها قائلا:
- لعله قد فهم، إنك فتاة رائعه يانيكولا.،
سأنادي ديريك ليساعدنا في حمله، أظن صاحبك مستعدا لذلك، لقد أراد أن يحل محلك.

- هل أنت متأكد أن أنتون بخير؟ سألت نيكولا بينما كان ديريك في طريقه إليهم.
- نعم.

حاولت نيكولا أن تتصور حالها لو أنها كانت في موقف ماريا تنظر إلى زوجها الجريح.

- ستسعد ماريا برؤيته، قالت نيكولا ثم أضافت:
بلاي..، إن ديريك ليس صاحبي.
- أنا سعيد لسماع ذلك.
- حقا؟
- لو أنه كان صاحبك لما إستطاع السيطره عليك.

كان ديريك يهبط ببطء وتحركت صخرة من تحت قدمه، فجأة فقد توازنه وسقط.، ولكنه عاد فرفع نفسه وأكمل سيره.

- لا تقلل من شأنه يابلاي، قالت نيكولا.
- إني لا أقلل من شأنه، ولكنه فعلا لا يستطيع السيطره عليك، فتحت هذا الوجه الجميل الرقيق، لديك روح قوية وعنيده، إنك في حاجة إلى رجل قوي.


إنها فعلا بحاجة لرجل قوي، رجل من نوع خاص، رجل كالأسد،. أنت يابلاي.، إني أعلم ذلك، ولكنك لاتعلم.

- من حسن الحظ أني لم أرتبط بأحد، أنظر يابلاي لقد وصل ديريك.

كانت مهمة حمل أنتون إلى أعلى المنحدر مهمة شاقة مرة أخرى.

كان بلاي يعطي الإشارات والتوجيهات أثناء حمل أنتون، وكان كل من نيكولا وديريك يتبعان إرشاداته حتى وصلا إلى أعلى المنحدر بسلام.، حيث كان أنتون إسترد وعيه كاملا.

كانت ماريا بانتظاره ومدت ذراعيها إليه، كان وجهها شاحبا من فرط البكاء والقلق.
وأخذ أنتون يطمئنها.
إبتعد الجميع قليلا وتركوا العروسين لمواساة بعضهما البعض.

- لقد أحسنت العمل يابلاي.، قالت جلوريا وهي تضع يدها على ذراعه، لقد خاطرت بحياتك لإنقاذ ذلك الغبي إنه لايستحق هذا الجهد.
- أشكرك ياجلوريا، ولكن ديريك ونيكولا يستحقان ثناءك كذلك.
- أن من واجب نيكولا أن تقوم بالإسعافات الأولية.، قالت جلوريا ولم تخف غضبها.

إبتسم بلاي لنيكولا:
- إنها تستحق الثناء بقدر ما أستحقه أنا، إذا لم يكن أكثر.

ترددت جلوريا قليلا، ثم إبتسمت لبلاي وقالت:
- بالطبع ياعزيزي، لدى نيكولا الصغيرة مواهب عديده.
- نعم إني أكتشفها شيئا فشيئا.، قال بلاي وهو ينظر إلى عينيها وشفتيها ورقبتها وجسدها الرشيق، ولم يبال بجلوريا التي لاحظت نظراته.
- ولكنها عديمة الخبرة في بعض الأمور.، قالت جلوريا بإلحاح.
- اه.، قال بلاي.

تساءلت نيكولا مع نفسها إذا ماكانت جلوريا قد أدركت أن بلاي لم يكن يعني قدراتها ومواهبها كمرشد سياحي، لقد كان يعني أمورا أخرى.

- من الذي أعطاها هذه الوظيفة؟ قالت جلوريا.

هز بلاي كتفيه وغمز باتجاه نيكولا وقال:
- عزيزتي إن هذه ليست رحلتي الأولى وقد سبق وأن شاهدت مرشدين سياحيين، ونيكولا تختلف عنهم.

- لم أفهم قصدك.. قالت جلوريا، لكن قاطعها بلاي قائلا:
- ليس بوسعي أن أشرح لك وجهة نظري.، أعذريني ياجلوريا، أريد أن ألقي نظرة على أنتون.. نيكولا، فلنتوجه إلى الباص.

راقبته نيكولا وهو يتجه إلى الباص وقد شعرت بسعاده.، لقد كان حديثه مع جلوريا حديثا ذا معان عديده، أغلبها غير ظاهر أو واضح، ولكنها قد أدركت مغزى حديثه.

لم يسبق لبلاي أن حدث جلوريا عن نيكولا. وقد علمت من حديثها مع السيدة بارنز أن علاقة بلاي بجلوريا قوية جدا.
لقد كانت تبين أن بلاي قد حدث جلوريا عنها وعن سبب وكيفية إختيارها للوظيفه.، ولكنه واضح في حديثهما أن جلوريا لم يسبق لها وأن سألت بلاي عنها.، لقد أخفى بلاي كل أسرارها.

كان أحد ما قد وضع يده على ذراعها، نظرت نيكولا إلى اليد الموضوعه على ذراعها لترى أصابع طويله ذات أظافر جميله.، أرادت نيكولا أن تسحب ذراعها بقوة ولكنها لم تفعل ذلك، وسيطرت على أعصابها ورفعت عينها إلى جلوريا.
- نعم؟ قالت نيكولا بأدب.
- كفاك تمثيلا.، قالت جلوريا بغضب، لقد ذهب بلاي.
- لا أفهم..
- إنك دائما تتظاهرين بالبراءة والسذاجه أمامه.
- أرجو أن تبدئي من رأس الموضوع ياسيده باين.

عندما تتحدث نيكولا بصوت لطيف مؤدب هكذا، كان يعني أنها غاضبه للغاية، ولكن جلوريا كانت تجهل ذلك.

- الموضوع هو أن حركاتك واضحه للغاية، إنك ستلتهمين بلاي بنظراتك.

هل كانت عواطفها شفافه لهذه الدرجه؟ شعرت نيكولا بألم يحز في قلبها، لن تدع جلوريا تؤثر عليها.
- أنت مخطئة، قالت بأدب.
- كفى يانيكولا، إنك تسعين وراء بلاي منذ اللحظة الأولى التي رأيته فيها.

ياإلهي، يجب أن أتذكر أني المرشد السياحي لهذه الرحله ومن واجبي أن أتصرف بكل أدب مع الزبائن.، ولن أدع هذه الإمرأة الفظيعه أن تغير من تصرفاتي.