11-19-2013, 11:57 AM
|
|
مقبرة البرجسية الجماعية: حيث لا كرامة للإنسان تحت الأرض، لا كرامة له فوقها alsumaria
ما تزال أرض العراق تتكشف عن المزيد من المقابر الجماعية, حيث رفات أناس مجهولو الهوية ينتظرون أن يتعرف عليهم أحد,
أهل, أقارب, حكومة, لتتم الصلاة عليهم, ومواراتهم الثرى كما يليق بكرامة الإنسان في كل مكان وزمان. ما تزال أرض العراق
حبلى بالمزيد. لكن ما همّ, طالما أن المعنيين مشغولون بأمور أهم واخطر من أن يكشفوا مصير مدنيين وعسكريين, طواهم
النسيان بعد أن سلبهم مجرمو الحروب حياتهم, وألقوا بهم في حفر جماعية كأن لم يكونوا يوماً, ولم يمروا , ولم ينتموا الى
وطن اسمه العراق. حين يقتل الشهداء مرتين هؤلاء الشهداء قتلوا مرتين: مرة بأيدي جلاديهم, ومرة اخرى بأيدي المسؤولين
اللامبالين, والمستنكفين عن البحث عنهم, والتعرف الى هوياتهم. وآخر الشواهد على هذا الواقع المشؤوم, مقبرة البرجسية
الجماعية التي عثر عليها مؤخراً في البصرة, بالقرب من الحدود العراقية- الكويتية, وتضم رفات ما يزيد عن خمسمئة شخص.
إعلان وزارة حقوق الانسان وزارة حقوق الانسان كانت اعلنت ان المقبرة تضم رفاتاً تعود لاشخاص اعتقلتهم أجهزة النظام
السابق وساقتهم الى هذه المنطقة حيث تمت تصفيتهم جماعياً. واشارت الى ان العمل والتنقيب سيتطلبان مدة لاتقل عن
ثلاثة اشهر, نظراً للدقة التي تتطلبها عملية فتح المقبرة بطريقة لا تضر بالرفات, مع اخذ عيّنات من مادةDNA للتعرف على
هويات القتلى. لماذا اعتذرت منظمة ICMPعن أعمال الحفر؟ وفيما كان من المقرر, ان تشرف منظمة ICMP (المنظمة الدولية
للاشخاص المفقودين ) على العمل قبل أن تعتذر لأسباب لم يعلن عنها, بادر فريق من الطب العدلي التابع لوزارة الصحة،
وشعبة المقابر الجماعية التابعة لوزارة حقوق الانسان, للعمل على استخراج الجثث. حفر بوسائل بدائية وفي ظل استنكاف
المسؤولين عن توفيرالحماية الامنية للمقبرة , بوشر العمل على استخراج الجثث بأدوات غير مناسبة تسببت بضرر كبير
وكسور في عظام الجثث الأمر الذي اوجد خلافا بين فريق الطب العدلي, وشعبة المقابر الجماعية, حيث طالب الأول, شعبة
المقابر بالتخلي عن الوسائل البدائية في الحفر رغم المبالغ التي رصدت لاستئجار العمال بقيمة بلغت نحو 15 الف دينار
عراقي للعامل الواحد. ضحايا الحرب العراقية الايرانية ايضاً وأيضاًّ! والمفارقة, انه بعد استخراج اثنتى عشر جثة خلال ثلاثة ايام,
تبين ان بعضها تعود لجنود عراقيين لقوا حتفهم خلال الحرب العراقية الايرانية , وذلك من خلال الملابس والاحذية العسكرية,
وجعب الماء والعتاد والمقذوفات غير المستعملة, الى جانب العثور على قناع مضاد للأسلحة الكيميائية في احد القبور . وتبين
من خلال فحص الرفات وجود شظايا متفاوتة الأحجام مستقرة في العظام وفي ملابس الجنود الأمر الذي يشير الى تعرضهم
للقصف. كما ان بعض الجثث بغير رأس. وزارة لحقوق أي إنسان ؟! والمثير للاستغراب, انه بعد اكتشاف ان الرفات تعود لجنود
عراقيين، قرر سعد لازم مدير شعبة المقابر الجماعية اغلاق المقبرة , بحجة أن أمراً صدر عن وزارة حقوق الانسان بإغلاقها
نهائياً كونها لا تحتوي على ضحايا الانفال اوالانتفاضة الشعبانية . وكان ان اعترض فريق الطب العدلي وطالب بأستكمال
استخراج الجثث الخمسمئة ليتم اخذ عينات للتعرف علي اصحابها ، فجوبه طلبه بالرفض وتم إغلاق أربعة وعشرين قبراً,
وأرجعت الجثث الإثنتي عشرة الى أمكنتها من قبل شعبة المقابر الجماعية دون الصلاة عليها او دفنها بحسب الأصول. إلى
العلن رغم قرار التعتيم وبناء عليه, حصل تعتيم إعلامي حول الموضوع من قبل وزارة حقوق الإنسان نظراً لما يمكن ان يثيره
الأمر من استهجان واحتجاج لدى الرأي العام. ترى من يراقب ويحاسب في بلد لا كرامة للإنسان فيه حياً وميتاً !! امجد الربيعي
-السومرية - بغداد
__________________ |