السجن مقبرة الاحياء
بقلمي
السجن ... مقبرة الاحياء
يحمل قصصهم ومآثرهم اليه
يجرهم نحو الظلام المغمور في الظلال
يغير طباع الناس ويخلق من العاقل مجنوناً
يرمي بغلاله على القلوب ويغمر الوجوه بالخمول
يترب الحي ويدفنه تحت الانقاض المتراكمة فوق رئتيه
يختنق شيئاً فشيئاً وتبدأ شعله حياته بالبهتان
متجاهلاً نفسه و غيره
يحقد ويزيد ظلمه واحيـآناً ...
يضعف ويذبل ويرمي بنفسه في الهاوية
ذلك السجن الملعون ... يكتم شهقات ضحاياه
يقتلهم بدم بارد واعصاب فولاذية
يحول بقاياهم الى تراب تتناثره الرياح المغتربة
ينظر اليهم بنظرة احتقار وتعال
ليصرخ بقوة : اي ذنب خبأته بين ثناياك ؟!
يخلق مجرمين وان لم يكونوا مجرمين
مكبلين بالسلاسل ومقيدين بالحديد
يساوي الاثام والذننوب ولا يفرق بينها
وحش مسعور لا يعرف الرحمة !!
يخترق جدران الطمأنينة في الروح
يدمره ويحرق آثاره
ليمسك بقلب السجين بيديه الباردتين العاريتيين
يعصره ويضحك بشيطانية على وقع انغام سقوط دمه
يلون جدرانه باللون القرمز الاحمر
يطليها ليجعلها ابشع وافظع لوحة في العالم
يبتسم برضا عارم ويهز رأسه بارتياح
يجري نحو سجين آخر
ويبدأ بمسلسل التعذيب مرة اخرى
ليتداعى صدى اصواتهم الصارخة
وتخترق البدر في الليالي الجافة ...!
ويبدأ الكابوس من جديد
ويرسم لوحة اخرى و يحتقر ارواحاً مختلفة
ليدوي الصياح وتمزق الارواح
وتنتهي الالام
والى نهاية لا عودة بعدها