عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 11-23-2013, 01:10 AM
 



هــــــــــاقد عــدت إليكم بحلقة جديــــــدة من " كيــف تتعـــامل مع الله ؟؟ "

وهو أهم ســـؤال فـــي حيـــاتك كلـــها .. وأنــا أريـــد أن أبـــدأ في الإجـــابة عليه .. لكــني لا أستطيع

لا أستطيــع ؛ لأنني قبـــل أن أدخل في كيــفية التعــامل مع الله فإني أحتاج أولا أن أعـــرف

مــــــــــــــن هــــــــــــو الله ؟؟

كثـــــير من النـــاس إذا فاجئــــته بسؤال من هــو الله ؟؟

فإن بعضـــهم سيــقول هو الخالق .. هو الرازق .. نحن نعــــرف ذلك ولــكن !! هل هذا كل ما نعــرفه عن الله ؟!

إن الإنســان كلما زاد علمــه بالله كلــما زادت خشيــته وتحسّــن تعامله مع ربه

قال تعالى : " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ " .. فــكم تعــرف عن الله ؟!!

الله تعالى في السمـــاء لا يــعلم حقيــقة ذاتــه إلا هــو .. ماذا عساي أن أقول لك عن عــظمة الله

يكــــفي أنه لا يستطيــع أحد أن يــراه الآن ، ولو رآه أي شيء في هذه الحيــاة الدنيــا فــإنه

سيـــــــــــــنهار تمـــاما .. أقوى الأجســاد المخلــوقة الان لاتقــوى أن تنـــظر إليه

فإذا كـــانت ذاتـــه بهذه العظمــة و القــوة لدرجــة أن الذي يشــاهدها يتــلف وينــعدم لمــجرد الرؤيه

فكيـــف بحقيقة هذه الذات ؟؟ .. كيــف بالصفــات الجليــلة التي تتصــف بها ذات الله ؟؟

لهذا فإن ربنــا يعلم ذلك ، يــعلم بأن أحبــابه متشـــوقون جــدا لرؤيته ؛ لأنهم كثــــيرا ما كــانوا يسمعون عنه

كثيـــــــرا ما كانو يتعلــمون عنه وعن عظـــمته و عن جمــــاله وهم يــريدون الان أن يــروه ..



أن يــرو هذا الجمــال لهــذا فإنه سبــحانه سيقوي أجســادهم يوم القيــامه ويقوي أجســادهم

ويعطيــها من القدرة ما يمكــــنها من رؤيـــته سبحانه ... لمـــــــــاذا ؟؟

لــكي تنــال هذه الأجســاد لــذة رؤيته بلا تــلف في ذواتــهم ..

لأنهم ضعــاف أمام رؤية هذا الإله الكــــــــــبير الجــــــــــليل العظــــــــيم

وذات الله تعالى لها صفــات قــد اتصــف بها سبحانه هــذه الصــفات كــاملة لايــوجد لها مثيــل في أي شيء آخــر

ولا أي مــكان آخر والمخــلوق قـد تكون له صفة تشــابه الخالق بالإسم فقط ..

يعني مثلا ربنا سبــحانه حيّ وله الحياة الكامله .. المخلوق له حياة ايضا لكنها حياة خاصة به ليست كحياة الله

ولايــوجد نــوع من أنــواع الشبه بين الحيــاتين أبـــداً .. ولا حتى تقــارب بسيــط

فلم يحــدث ولا مرة واحده أن تشـــابهة صفة من صــفات الخالق مع صفة من صفات المخلوق



فمــــن هو الله ؟؟

الله سبــحانه هو اله جميع المخلوقــات ، ولن يجدوا لهم إله غيــره ، هو المتكفل بهــذه المخلوقات لوحده

يـــدبر شـــوؤن مملكته الوااســـعة التي تشمل السموات والأرض ولايسـاعده في ذلك أحــد

ومنــذ أن خــلق الله تعالى أول مخلوق و إلى أن ينتهي هذا العــالم فإن الله تعالى هو الوحيــد الذي يرزق

هو الوحيـــد الذي يملك .. هو الوحيــد الذي يأخذ وصــفاته هذه قد علمنا الله منها وأخبرنا عنها

لـــــــكن !! توجــد صفــات لم يخبرنا الله عنها ولا نعلمها ولا يعلم عنها أحد ..

بــل أستأثر الله بها عنده في علم الغيــب عنده .. نعم من شدة عظمة الله أنه لم يستطع أحد أن يحيط بكل عظمته

أبــــدا ولا أي أحد ، إلا واحـــد وهو الوحيد الذي أحاط بها علــما إنه " الله " فإنه لايعــلم حقيقة الله كامــله إلا " الله "



كمــا أن العين عضو من الأعضــاء فإن لها حدود معينه لا تستطيع النظر إلى مسافة معينة أبــعد من هــذه المســافه

وكمــا أن الأذن عضــو من الأعضــاء ايضا فإنها لن تستــطيع السماع إلا لمســافة معينه ..

كذلك العــقل .. العــقل عضـــو من الأعضــاء لايستطيــع فهــم إلا أشيــاء معينه

تـــوجد أشيـــاء كثيــرة أكبــــر من العقـل .. لايستــطيع أن يتخيلها .. لايستطيــع أن يتصورها

أولـــها : " الخــالق " .. فإنه لايمكن لأحــد أن يتــصوره قبل أن يراه يوم القيــامه .. لايستطيع نهائيا

ولله المثــل الأعلى ، ربنا سبــحانه ليس كمــثله شيء وهو الســميع البصيــر ..

ولا يستطيــع أحد أن يتــصوره أو يتخيــله بل كل من تخيـل الله على شيء فربنا سبحانه على خلاف هذا الشي الذي تخيله

حتى لو بقي الإنســان مئة عام لايفعل شيئا سـوا محاولة تصــور الله عــز وجل على حقيقته فإنه لن يستــطيع

فكــل النتائــج التي سيتــوصل إليها ربنا سبحــانه في الحقيقة على خلاف هذا كــله

لأنه سبـــحانه عنده من العظمة والجــلال والجبــروت مالايمكن تصــوره ولايمكن تخيــله



والله إلى يومــنا هــذا لم يثني أحــد الثنــاء المكــافيء لهذه العظمة

وكــل من حاول أن يثني أو يحمــد أو أن يشــكر بقوله أو بفعــله من الملائــكه .. من الأنبياء .. من الخلق جميعاً

فإنهم إنما يقتربون من الثــناء الذي يستحقه الله تعالى وإلا فالوحيـــد الذي أثنى على الله الثــناء الذي يكافيء عظمته

هـــو الله نــفسه فقط .. هو سبــحانه حينما أثنى على نفسه ولو جمعنا ثناء الناس جميعا .. وعبادات الخلق جميــعا

عبـــادة جبريــل .. عبــادة ميكائــيل .. عبــادة إبراهيم عليه السلام .. عبــادة حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم

عبــادة النبيين .. والصــديقيين .. والشــهداء .. والصــالحين .. من أول ما بــدأ الخلق إلى أن يموت يوم القيامه

جمعنــاها ثم ضاعفنــاها أضــعافـــا كثيـــره وقــدمناها لله لما كافئــة ولا قاربت حتى صــفة واحدة من صفات الله

التي تليـق بعظمته التي يستحــقها هو فــعلاً سبــحانه ..



من الملائكة من هو راكـــع لا يــفع رأســه الى يوم القيــامه .. ومنهم من هــو ساجــد لايرفــع رأسه إلى يوم القيامه

يســبحــون ويتــعبـدون ثم إذا قــامت القيــامه قاالوا : " سبــحانك ما عبــدناك حــق عبــادتك "

أيـــوه الله .. قال تعالى : " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ "

إذا الفضــل له سبــحانه إذا تــقبل عباداتنا على مافيها من نقــص وســرحان في الصلاه وبعض الرياء احيانا

وقــد سبــقنا هذه العبادة بذنوب ثم الحقنــاها بعدها بذنوب أخرى

ولــــــكن!! مع هــذا فهــو يتفضل علينا سبحانه ويقبل العبــاده اذا كانت خالصة لوجهه الكريم

مع أن عبــاداتنا لاتنــفعه بشيء .. ولايحتاج منها شيء .. بل نحن الذين نحتاج أن نــرتاح بهذه العباده اذا أديناها

ونــحن الذين سنستمتع فيها إذا طبــقناها .. ونحن الذين سنــدخل الجنــه ونــحس بالســعادة الخالدة هناك

وأمــا هو فــلن يستــفيد منها في شيء .. بمــاذا قــد نفيــده نــحن !! وهو الغني ونحن الفقراء إليه

وهو سبــحانه يغنيــنا .. ويسقينا .. ويكرمنا .. ويهدينا .. وإذا أحتجنا فإنه يعطيــنا

بــل إنه يحب أن نطلب منه .. وكلــما طلبنا أكثــر فإنه سيحــبنا أكثــر ؛

لأن محبته للكرم والجود فوق ما تتصوره العقــول .. وهذا من جمــال أفعاله

حيث أنه جمــع بين جمال الأفعــال وجمــال الذات سبــحانه .. نعم إنك لو سألتنا عن إلهنــا

فــإن إلهنا الذي نعبــده جميعنا جميــل ..



من هـــو إلهنا ؟؟ .. إلهنــا هو ذلك الإله الجميـــل .. بل أجمـــل مافي الكــون هو " الله "

ولــهذا سمى الله نفســه الجميــل .. وهو فعــلاً جميــل يــحب الجمــال كما أخبرنا بذلك حبيبنا صلى الله عليه وسلم

ويكفي في الدلالة على جمــاله أن كل جمال في الجمــادات اوالبــشر او النبــاتات او الحيوانات

فهو من أثر جمال من صنع هذا الجمال .. لأنه فعلاً جميــل ولهــذا كان أعظــم نعمه لأهل الجنه أن

" يكــشف لهم ربهم عن جمــاله " .. لكي يرونه في الجنه .. لكي يروا هذا الجمال الذي لم يروا مثله من قبل

" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ " فكــل من رءاه سيسعد وسيفرح فرحــا لم يمر عليه في حياته من قبل أبدا

لأنه سبــحانه هو الذي خلق السـعادة كلها ؛ طبــعا فالسعــادة من خلقها ؟؟ ؛ إنه الله سبحانه وعلى هذا سيعطيها

من جاء إليه وتقــرب بين يــديه ولــن يعطيهــا لمن أبــتعد عنه .. وكلمــا اقتربت من الله تعالى أكثــر

كلــما زادت هــذه الســعادة أكثــر .. ولهــذا جعــل الله الجنــه قريبة منه في السمـاء السابعه

لأنها مســتقر الســعاده وكلمــا ارتفعــت في درجــات الجنه أكثــر .. أقتــربت من الذات الإلاهيه أكثــر



طيب إلى متى ؟؟ إلى أن تصــل إلى أعلى مرتــبة في الجنــه وهي الفــردوس الأعلى

وهـــذه هي أســعد منطقة في الجنه مع الأنبياء و الرســل .. لكــن !!

هــل تعــرف ماهــو سقــف هذه الجنــة ؟؟ جنة الفردوس سقفــها هو عــرش الرحمــن

ألم أقــل لكــم أن الســعادة في القــرب منه سبــحانه .. لأنه سبــحانه هو منتهى الســعاده

وعنــده سدرة المنتهى .. عنــدها جنة المأوى .. إذا يغشى الســدرة ما يغشى ...

ومع كل هــذه العظمــة والجــلال فإن أكثــر من يعصى .. ومن يخــالف .. ومن يعرض عنه هو " الله "

هــل رأيت أحــداً يعصى أكثــر من الله عــز وجل ؟؟

صــدقني لايــوجد

ومــع كل هذا فإنه سبــحانه يعطيهم .. ويسقيهم .. وإذا مرضوا فإنه يعافيهم

لأنه حليــمٌ عليهم .. صبـــورٌ على من يعصيه من خلقه لدرجــة أنه سمى نفسه " الصبــور"



بــل لو تــاب أي عاصِ إلى الله ورجع إليه سبحــانه ؛ فإن الله يــفرح به فــرحــاً شديــداً

أكثــر من فــرحة العبــد برجــوعه إلى الله .. سبحــان الله

كيــف أن العبــد هو الذي يحتاج الى الله والرب مستغني عن العبــد كامل الإستغنــاء

مع هــذا كله فإن الله تعالى يفرح بــرجوع عبـده إليه ويكــرمه غايــة الإكــرام

فليــس العجــب من العبــد المملــوك أن يتقرب إلى السيــد .. ويتودد إليه .. ويــريد رضــاه ؛ لأن هــذا هو الأصل

لكــن العجــب كــل العجب إذا كــان الســيد هو الذي يتــودد إلى عبــده .. ويتحبب إليه بأنواع من العطــايا .. والهدايا

والعبــد يعــرض .. ويــصر على الإبتعاد وعــدم التــوبه .. مع أن العبــد لو رفع يــديه إلى الله تعالى

" لآستحى الله منه " .. نعــم ربنا يستحي أن يــردك إذا طــلبته .. هــذا هو إلهنا

هــــذا الذي لانــريــد إلهً غيــره .. هــــذا ربنــا الذي نــعلق أمالنا كثيــرة على رحمــته ومغفرته يوم القيــامه

فإذا كــان إلهنا بــكل هــذا الجــلال وبــكل هـــذه الصــفات فكيـــف نتعامل مع هــذه العظمة ؟؟

الحــلقه القـادمه ســأبــدأ فيها بإذن الله بأول تــعامل بيننا وبين الله عــز وجل حب3

أنتــظروني

__________________
أتمنى أن تدعوا لأختي أميره بمملكتي بالمغفره
فلقد توفيت قبل أيام وجزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس