عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 11-26-2013, 06:55 PM
 


الــحــــــلقة الثــــالثه مــن " كيــف تتعــامل مع الله ؟! "



هــل رأيت أحـــد في حيـــاتك يــوقــد ناراً عظيمة لمدة ثلاثة أيــام ثم بعد ذلك يلقي إبنه فيها !!؟

بكــل تأكيــــد ستخبرني بأنه لايـــوجد

إذا إستمعوا إلى هــذا الحــديث " جاء رجــل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه صبي ، فجعــل يضمه

بمــعنى ان هذا الرجل يضم إبنه إليه ، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : أتــرحمه ؟؟

فقــال الرجل : نعــم!! .. فقــال عليه الصلاة والسلام : فإن الله أرحــم بك منك به وهو أرحـــم الراحمين
"

إنتهى كلامـه صلى الله عليه وسلم ..

إذا الله أرحـــم من أن يلقيـــك أنت في النار .. الله أرحــم من ذلك .. فكيــف نتعـــامل مع هـــذه الرحمــه ؟؟؟

كيـــف تتعــــــــــامل مع الله إذا رحمــك ؟!



وهـــذا سؤال مهــم جــدا يجب أن نعــرف إجابته ولكن قبل ذلك يجــب أن نسأل أنفســنا

كيــف نحصل على رحمــة الله ؟!

أبـــشر أخي الكــريم أبشــري أختي الكريــمه الحصول على رحمة الله سهــل جــداً

لأن رحــــمة الله تعالى وســعة كل شيء وأما غضبـــه فلم يســع كل شيء ؛ لأنه هو الذي قـــال سبحانه :

" ورحـــمتي وسعــت كل شيء " .. وهــذا الذي يليــق بشــأن أرحــم الراحميـــن ولولا ذلك

لكـــنا جميــعاً خـــــاســـرين هالكيــــن ....



كـــل من رحمـــك من أهلك وأحبـــابك فالله تعـــالى قــد رحمك أكثر منهم ، أصــلا هو الذي أرسلهــم إليك رحمة بك

لـــو جمعـــت رحمـــات الخلق جميــعاً التي وصلت إليك في حيــاتك كلها لكـــانت رحمة الله بك أكثر و أوســع

ولــن يفــوق أحـــد رحمــة ربي سبــحانه أبــداً ، ولا يمكــن للواصفين أن يعبــروا عن جــزء يسير من رحمة الله

التي نشــرها في أرجــاء مملكــته سبــحانه ...

ولهــــذا سبــحانه قــد رفع شــأن رحمته في عيــن الخلق يقــول النبي صلى الله عليه وسلم :

" لمــا قضى الله الخــلق كتــب في كتــاب فهــو عنده فوق العرش إن رحــمتي غلبــت غضبي "

الله أكبــــر .. لاحــظوا كيــف جعل هــذا الكتــاب عنــده فوق العــرش وقــد كان يمكنه أن يضعـه

في الســماء الدنيــا .. أو على رأس جبـــل من الجبــال .. لكــنه لم يفعــل

بــل جعـــله عنده تشــريفاً و تعظيــما لشــأن الرحمه ...

فلـــماذا تيــأس من رحمــة الله ؟؟ لمـــــاذا ؟؟؟

إذا كـــانت رحمــة الله قد وســعة كــل شيء فلمــاذا لاتســعك أنت ؟؟

وســعة من هــو شــر منك قتـــل تسعة وتسعين نفســا ثم كمــل المئة بعــابد ومع هــذا وسعــته رحمة الله

وأنـــت ما قتلت أحــداً .. فكيـــف لا يرحمــك !!



الكــــــون كلــه من أوله إلى أخـــره مملوء برحــمة الله كامتـــلاء البحـــر بالمــاء وكامتــلاء الجــو بالهواء

فقــل ما شئت عن رحــمة الله فهو فوق كل مــاتقول وبــعد تصــور كل ماشئت عن رحمة الله فإنها فوق ذلك

قــد يقول قائــل منكم " طيــب كيــف أحصــل عليها ؟؟ كيــف أحصــل على هــذه الرحمــه ؟؟ "

اقــول لك : إنه ليس بيــــنك وبيــن رحمــة الله ســوى أن تطلبها منه وهو يعطيك إيــاها

لأنه هو وحده الذي يملكها .. قال تعالى : " مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا "

من شــدة قرب رحمة الله منك فليس عليــك سوى أن تظــن بالله أي شيء تحب أن يــفعله لك

وهو سيـــكون لك عنــد حســن ظنك .. صدقني سيــفعله لك

ربما تسألني يعني أي شيء أحبه ؟؟ نعــــم أي شيء تحبه .. تــظن بالله بأنه سيرحمك .. إذا سيرحمك

تـــظن بإنــه سيعتــقك من النــار .. إذا يعتــقك من النار .. تـــظن أنه سيدخلك الفـردوس الأعلى .. صدقني سيدخلك

لاتـــوجد أي مشكله فالأمــر أبســط مما تتصــور ..



هـــذا ليس كلامي هــذا كلامه هو سبحــانه هو الذي قال ذلك عن نفســه .. وإلا أنا مالذي يدريــني عن كل هذا ؟؟

إســـتمع إليه سبحــانه وهو يقول ذلك عن نفسه في الحديث القدســي الذي يرويه لنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم

عن ربــه قــال الله تعالى : " أنا عنــد ظــن عبــدي بي فليــظن بي ما شــاء "

وليست المســأله إحتمــال بمعنى ربمــا يستجيب لي وربما لا .. لا أبــدا إنه يقين تـــام

يقــول حبيبنا صلى الله عليه وســلم : " أدعــوا الله وأنتــم موقــنون من الإجــابه "

أصلا إذا فعـــلت ذلك أعـــطاك أكثــر مما ترجــوه وتــريده منه

ولكــــــــن بشــرط !!

أن يــكون رجــــاء وليــس أمـــاني ..

مالفـــرق بيــن الرجــاء و الأمــاني ؟؟!!

الرجـــاء معــه عمـــل .. أرجـــو رحمته مع الإمتثــال لأوامــره

أمــا الأمــاني فهي ظنون فــقط بدون امتثال للأوامر او اي شيء

ومــن رحمــته سبــحانه أنك تحـس بهــذه الرحمــه تضمك وتغــمرك فشــعورك أصلا بوجــودها رحمــة بحد ذاتها

هــذه في الدنيـــا ....



أمـــا في الأخــره أمـــل كبيـــر بالله أن يرا الخلــق منه يــوم القيامه رحمـــة لم تخطــر على بال

من العفــو .. والمــغفـــره .. والرحــمه .. والغض عــن بعض الهـــفوات والزلات ...

إن الخــلق يعقــدون أماالاً كبيـــرة على ذلك .. فالطبع عليهم أن يعملوا ليــحصل لهم ذلك

وهـــذا هو الشــرط الذي اشتــرطه الله تعالى عنــدما قال : " وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى "

طبـــق الشــروط أولاً ثم أبـــشر بالرحمــه .. أما إذا كــان الإنســان بعــد هذه الرحمات والأبــواب المفــتحه

إلى الاآن وهو الى هذه اللحظه يصــر على المعصيه وعــدم الدخول في هذا الباب العظيم من الرحمه

بعــد هــذا كله خســر رحمة الله التي تبــدل السيئــات إلى حسنــات .. خســر رحمة الله التي وسعت كــل شيء

ولم تســعه هــو !! .. هـــذا فــعلا لا يستــحق أن يــرحم

بعـــد كل هــذا ماذا يــريد أكـــثر من هذا الكرم ماذا يــريد !!!

فإذا قلت لي كيــف أقــترب من رحمة الله ؟!

أخي الكــريم .. أختي الكريــمه إذا وصلتم إلى مرحـــلة ترحــم فيها النــاس وتعطف عليهم

فرحمــة الله فعــلا ستــكون قريــبة منك .. وليســت قريبة فقــط بل قريــبة جـــدا

لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الراحمــون يرحمهم الرحمن " وأيضـــا قال :

" أرحمــوا من في الأرض يرحمكم من في السماء " .. فإذا لم يفعــل الإنســان ذلك فلــن يرحم

يقول ايضا حبيبنا صلى الله عليه وسلم : " من لايــرحم لا يُــرحم "

هــذه هي رحمــته .. وهــكذا يجــب أن نتــعامل نحن معــها ...



ختــــاما ...

أرجـــوكــم نــود فعلاً أن نجتــمع نحن وإيــاكم جميــعاً تحت رحمــته يوم القيامه

فلــــنتــعاهد الآن على أن نسعى قــدر الإمكان في هــذه الحيــاة الدنيا على تحصيــل تلك الرحمــه

لنلتقي بإذن الله معكم في جنــــات ونــهر مع النبيين والصديقيين والشــهداء والصالحين وحســن أولائك رفيقا



الحلــقة الرابعـــه بعـــد سويعات من الان أنتــظروني حب3

__________________
أتمنى أن تدعوا لأختي أميره بمملكتي بالمغفره
فلقد توفيت قبل أيام وجزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس