عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 11-27-2013, 10:54 AM
 
الحـــــــلقه الرابــــــــــعه من " كيــف تتعــامل مع الله "






ربـــنا تعالى حــليم .. كـــريم .. عليـــم .. وهو بالمؤمــنين رؤوف رحيــم



ولكــنه سبــحانه إذا غــضب على شيء فإن غــضبه يــكون شــديداً يقول الله تعالى : " إنَّ بَطْش رَبّك لَشَدِيد "



وإذا غضب الله على عبــد فسيــغضب عليه كــل شيء .. لاحظ سورة الفاتحه لما ذكر الله الغضـب قال سبحــانه :



" صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ " .. لم يقل غير الذين غضبت عليهم مع انه قال قبلها



" صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ " .. لــكن في الغضب أختــلف الأمر " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ " جمـع وليس مفرد



لمــاذا ؟؟



لأن الله إذا غضــب على عبــد فكــل شيء سيغضــب عليه .. الملائكه ستغضب عليه .. السمــاوات ستغضب عليه



الجمـــادات .. النباتات .. كل شيء سيــغضب عليه .. حتى الحيــوانات



يقـــول أحد الصالحين : " والله إني لأعــرف أثر معصيتي إذا تغيــرت أخلاق دابــتي و زوجتي "



أيــوه الله .. حتى البهــائم تحس بذلك .. لهــذا قال تعالى : " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ "



وأحـــيانا .. أحيــانا يتــنازل بعض النــاس ليغضبــوا الله لكي يرضــي بعض الأشــخاص



يــفعل شيئــاً ممنــوعاً أو محــرما لكــي يرضي مســؤله في العمل .. لــكي يرضي زوجته .. لكي يرضي زبون



سبــحــان الله .. هؤلاء النــاس الذين يحاول أن يرضيهم هم أنفسهم سيغــضبون عليهم






هــذا ليس كلامــي هــذا كلامه صلى الله عليه وســلم ..



قــال صلى الله عليه وســلم : " ومــن ألتمــس رضى الناس بســخط الله ، سَخِــطَ الله عليه و أسّــخَطَ عليه الناس "



فإذا غــضب الله على شيء فلن يــفلح أبــدا ولو فعــل ما فعــل إلا إذا ارتــفع عنه هــذا الغضــب



وإذا زاد الإنــسان من إصراره على المعصية كان غضــب الله تعالى أقرب وأشــد ..



حسنــا ربما تسألني كيــف أرفع غضــب الله عني ؟؟ كيــف أتعامل مع الله إذا غضب ؟؟



كـــيف تتعــامل مع الله إذا غضب ؟!






ربنـــا سبــحانه مع أنه غــاضب على العبــد إلا أنه يمــهله .. يحــلم عليه .. مع أنه حــقه سبــحانه



أن يقتــص بمن عصــاه فورا الان هــذا حقه .. إلا أنه يعــطيه فــرصه وهــذه الفرصه تسمى " مرحــلة الإمهال "



وهي مــرحلة مؤقــته تعتــبر محــاولة له لكي يرضي ربه بســرعه قبــل أن يحــدث أي شيء



فمــن كـان منا يعيش هذه المــرحلة الان فليــستغل الله حــق الإستــغلال وينتــهز الفرصــه قبــل أن تنتهي هذه المرحلة



لأن هــذه المـرحلة " مرحــلة الإمهال " إذا أنتــهت سيــدخل العبــد بعــدها إلى " مرحــلة الإنتقــام "



وإذا غضــب الله على العبــد فإنه لاينتــقم منه مبــاشرة بــل يتــركه يعيش فترة الإمهال والحلم



ويتــركه مع انه غاضب عليه لعــله أن يــرجع .. لعــله أن يتــرك معصيته



سبــحان الله قــد يــكون ربي غضــبان على العبــد ، والعبــد لايشــعر



وبـــعض النــاس له سنـــوات وهو يعيــش في غضــب الله والذي يبقيه على قيــد الحيــاه حِلمه سبحانه



فإنه صبــور على النــاس سبحانه وحليــــــم فإن قال قائــل : كيــف أعـــرف هل الله غضبــان علي أم لا ؟؟






كيـــــــف أعرف هل الله غضبــان عليّ أم لا ؟!



الجــواب بسيط إذا كــان العبــد مصّرا على المعصيه فيخشى عليـه والله أن يكون ربنا فعلاً غضبان عليه



وإلا فالله تــعالى ليــس له ثــأر ليــأخذه من عبــده كما قــال لنا ابن القيم رحمه الله ..



ولو أهلك الله تعالى عبــاده جميــعا مــازاد ذلك في ملكه شيئا .. بـل إن رحمته سبــحانه تسبق غضبه



كمــا حكم هو بذلك جــل في علاه ...



إذا مــاذا سيــحدث إذا أنتهت فتــرة الإمهــال ؟؟



إذا انتهت مرحـلة الإمهال فســتبــدأ مرحــلة الإنتقام وهي مــرحلة صعبــة جــدا ..



ولها أشكال عديده يختار الله تعالى منها ما شــاء .. كــل عاص بمــا يناسبه ..






والان من كان في وســط غضب الله مــاذا يفعل ؟؟؟



عــليك الآن أن تعــلن حــالة الطواريء التــامه و بســرعه قبل أن يحــدث أي شيء



ربما تسألني طيــب أخبــريني ماذا أفعل ؟؟؟؟؟



إذا أحســســت أن الله غضب عليك توجــد طريقه تذهــب هــذا الغضب عنك بحيث يــعود الرضا إليك بعد أن فقدته



الحـــل ...



هــو أن تبــحث عن أحــد يخلصك من هــذه الورطــه .. ولــن تجــد أحــد يخــلصك إلا هو سبــحانه



فهـــو الذي سيخــلصك من هــذا الغضب .. كــل شيء تــفر منه عنــه إلا الله .. فإنــك تــفر إليه



قــال تعالى " فَفِرُّوا إِلَى اللَّه "



أرأيــــــــــــــــتم كيــف أن التعــامل مع الله يخـــتلف تماما عن التعــامل مع غيــره



ربمــا أنت مندهش وتقــول : كيــف سيخلصني ؟؟ كيــف أنا لم أفهم ؟؟



صدقني سيــخلصك من غضــبه إذا لجأت إليه وحــده .. ولهــذا كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول :



" لا مــلجأ ولا منـــجأ منـــك إلا إليـــك " فتســتعيذ به منه بلا واســطه ولا اي شيء






وهـــذا لايــوجد مع اي أحــد أخر إلا مع الله .. ولــهذا كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم أذكى الخلق وأعرف الناس بالله



كــان يســتخدم هــذا الأســلوب فيــقول في دعائه : " أعـــوذ برضاك من سخطك "



طبـــعا هــكذا تكون الدقــه في إختيــار الكلــمات .. " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "



قــل له .. كــلمه بكــل مشــاعرك وأحــاسيسك ..كــلمه من كــل قلبــك قـل له : " ياربي لاتغضب عليّ



يارب أرضى عني ، يــاربي ليس لي ســواك ، قل له : ياربي إن لم يكـن لك عليّ غضب فلا أبــالي ،



اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خــلقتني وأنا عــبدك وأنا على عهــدك ووعــدك ما استطــعت "



كــلمه قل له : " لا إله إلا أنت سبــحانك إني كنت من الظالمــين " .. صدقني سيرضى عنــك



صدقيــني أختي انتي ايضا سيرضى عنكي .. صدقـــوني جميــعا سيرضى عنكم



" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ "



فإذا لم نطــلب منه ذذلك ولــم نســأله أن يرضى عنــا فســوف يزيد غضبــه سبحانه



قــال حبيبنا صلى الله عليه وســلم : " من لم يســأل الله غضــب الله عليــه "



وربنــا سبحــانه يعلــم ذلك .. يعــلم أن العبــد إن لم يطلــب منه فســوف يغضب عليه



ولعــله لايطيــق هــذا الغضب .. لايــقدر عليه ....






أيضا تـــوجد مشــكله أخرى وهــذه تهــدد سرعــة الإمهال وهو أن الذنب وإن كان صغيرا فإنه سيصبح أعظم



وأشــد إذا كــان في حــال الغضــب ... يقــول بعـض الحكمــاء : " كمــا أن الأجســام تعظم بالعين في السـراب



كذلك يعظــم الذنب عنــد الإغضــاب " ؛ لأن اللذي يكون راضي عنك يتحمــل منك أخطاء قد لايتحمــلها منك عندما



يـــغضــب عليك .. فإذا أتى الحبيــب بذنب واحـد *** أتت محــاسنه بألف شفيع






وهنــــاك أمــر مهم يجـــب أن تعــرفه عن الله ... أعــــلموا جميــعا أنه سبــحانه يرضــآ بسرعه



يرضـــى بالقلـــــيل وهــذا لكرمه وفضـله وإلا فهــو سبحانه يستحق الكثيــر والكثيـــــــر ..



تخيلوا معي في لحــظة واحــده تتــوب إليه فيتحــول غضبــه إلى رضــا بــل أكثر من ذلك إنه " سيــفرح "



أيووه الله سيفرح .. سيفــرح بك أكثــر من النــاجي الذي نجى من الهــلاك المحــقق



فحــــاول أن ترضيــه بالأشيــاء التي يحبها هو سبــحانه .. مثلا حبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول :



" صدقة الســر تطفيء غضــب الرب "



وتأكــد أنه سبــحانه يريد أن يرضى عليــك أكثــر مما تــريد أنت أن ترضى عنــه



قال تعالى : " وَاَللَّه يُرِيد أَنْ يَتُوب عَلَيْكُمْ وَيُرِيد الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَات أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا "



ربــنا سبــحانه لايــطرد الناس من رحمته ولــكن أحيــانا لا بلا فائــده .. العبـــاد أنفسهم هم الذين يطردون



أنفسهم من رحمة الله .. أيوه الله بعض الناس مُصّــر جدا .. كأنه يــقول لآآآبد أن أدخل النار .. مُصّـر على أن يغضبه سبحانه



وإلا فالله عز وجل مع ذلك كله مازال يــدعوهم في كـل يوم يــريد منهم أن يــرجعو إليه



وهو لايــريد أن يغضب عليهم .. يــريد منهم أن يعــودوا إلى محبته ومرضــاته ..



يقول حبيــبنا صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبســط يــده بالليل ليــتوب مسيء النهــار ، ويبســط يــده



بالنهار ليتـــوب مسيء الليل "






ألم يــحدث مــره أنهم أخبروك أن والدك قــد غضب عليــك ، أو أن المديــر يــريدك فوراً وهو غاضب



فخــفت وأصبــحت تفــكر وتــتوتـــر وتــقلق فــلما دخلت عليــه وكلمته هــدأ غضــبه وأصبح يضحك



في تــلك اللحظه لمــا ضحك ســتحس بشــعور رائع .. مــــريح جـــدا



أتعـــرف هــذا الشعــور ؟؟ أنــا متأكده أنك تعــرف هــذا الشعــور فقد مــر بك من قبــل



ما رأيــكم أن نشــعر بهــذا الشعــور ولكــن هــذه المرة ليس مع المــدير .. بل مع من هــو أهم من المــدير



أهـــم من الوزيــر .. واهــم من النــاس جميـــعا .. " إنـــه الله "



أنا متأكــده أيضا أن هــذا الشعور يوم القيامه سيكون في صدرك أحلا و أجمــل بأضعاف مضـاعفه عن الشعور به بالدنيا



ايــوه الله .. عنــدما تقف في أهــل المحشر وتنتظــر الحكم الذي سيصــدر عليك يوم القيامه



فيــنادى بإســمك لتــقف بينن يدي الملك فإذا هــو رب رحيــم رحمــن وهو راضي غيــر غضبان



كيــف سيــكون شعـــورك وأنت خــايف أنه يكــون غاضــب !!!



ولـــكن فإذا به راضي



أنا متـــفائله جــداً أن هــذا ما سيحــدث لنا جميــعا إن شــاء الله ..



ولــكن دعــونا نرضيــه الان قبــل أن يحدث أي شيء




أراكـــم بالحلقة القادمه بإذن الله حب3

__________________
أتمنى أن تدعوا لأختي أميره بمملكتي بالمغفره
فلقد توفيت قبل أيام وجزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس