خطابه الأول :
قد لاتعرفوني , أو لاتريدون ذلك , وليكن , فأنتم في عالمي لاأحد , مجرد حثالة تعيشون عالة على المجتمع , تحبون من شئتم , أكان غبي قبيحا مثلكم , يخافكم فتظنون أنفسكم شجعان , أو متسلط خبيث تخافونه , فتعتقدون أنفسكم مسالمون , في كلتا الحالتين أنتم حمقى , لقد جعلتم من القتلة والسفاحين أبطالا وشهداء , صدقوني أنت مجبرون على ذلك , ليس ذكاء منكم أو طيبة بل مرغمون وبائسون , عندما تنظرون إلي فأنتم تشاهدون أنفسكم في المرآة بقبحها وقذارتها , أنانيتكم الوقحة دمرتكم ودمرت جميلكم إذ وجد , أخطاءكم تنسبونها لبعضكم , أحقادكم تنسبونها لحسد بعضكم , مخاوفكم تنسبونها لطيبة بعضكم , غروركم تنسبونه لجهل بعضكم , أنانيتكم تنسبونها لطمع بعضكم , لاأدري , ربما حتى أبناءكم تنسبون طيشهم لغيركم , الجميع يحاول أن يكون حلوا حتى لو دمر أقرب مالديه , أهذا ماتعيشون من أجله , أرجوكم , فليخبرني أحدكم عكس ذلك .
من يبكي تظنونه مسكين , ومن يضحك تظنونه لعين , تلك السخافات ترسخت في عقولكم , يصارحكم أحدا بالحقيقة تجيبونه بشيطان مريد , كاره أو عقله صغير , اللعنة , ألا تستحون أو تخجلون , مجتمعا يعيش على تقاليد عتيقة بالية , تلبسون الجديد بصرعات الموضة وصيحاتها , تختبؤن خلف رداءكم فأصبحتم أرخص منه ثمنا , ليته ذاك فحسب تقتنون ذهب وفضة ومجوهرات وأجهزة حديثة , لأجل ماذا , أخبروني , كي تقنعون أنفسكم بعكس ما أنتم عليه , تتباهون بذلك أمام أصدقاءكم فقط , هذا ماتعيشون لأجله .
كلن يظن نفسه طاهر مبجل , لا صدقة ولا تزكية ولا مساعدة , أنظروا بداخلكم وستعرفون خطأكم , من يسرقكم تبررون له , من يتلاعب بكم تتحججون له , من يغشكم تتبسمون له , ويحكم , حتى من أرتكب جرما تفتحون أبواب له , ثم تسألون وتتسائلون , لما يحدث كل ذلك , ألم تعرفوا بعد , القبيح بداخلكم ألم يجبكم , أنفسكم لم تسلم شرا منكم , لم تلومكم أو توبخكم أو تأنب , تقلبون الحقائق وتؤلبونها , مايهم أن تبعدون الذنب عنكم , كملائكة وصفتم أنفسكم بصفاتها , هي بعيدة عنكم بل أبعد وأبعد , ستقولونها يوما ما وستقولون , كان هناك معتوها أسمه فرانك , قالها وقالها مرارا ولم نصدق , كل مايحصل لنا ويحدث , أنفسنا جنت عليه قبل أيدينا .