تواضعْ لمن تلقـاهُ تـزدادُ رفعةً ِ فليس يزينُ المرءَ مثلُ التــواضـعِ
فضوء النجومِ العالياتِ مطئ طئا عوا ليه يسري في زوايا المـرابـع
وتعلو طواويس الغرور بريشها وليس لها وزن النجوم السَّواطــع
فإن رمتَ نجماً يستنير به الورى فكن واحة الأخلاق في كل موضع
وإن رمت فلكا لا يفلُّ شراعهُ فَخض في غمار الموج دون تراجـع
وغادر حظوظ النفس من كل خلّةٍ ولا تلتفـت للذات بين المجامــع
وألــقِ بأرياش الفخامة جانباً فمـا هدَّ نفسَ الحر غير المطامـع
وخذ من شموخ الذل تاجَ مفاخرٍ إذا كنت بين المؤمنين اللـوامــع
فإن كبير القوم من كان خافضاً جناحيه ممدود العطا والمنافـــعِ
تولى بكبر من يرى الناس دونه ويأمر أو ينهى بغـير تواضـــع
فليس خلوقاً من جفا الناسَ أو طغى وتـــاه بأثواب الغرور المخادعِ
وظن بأن الأرض ملكُ يمينـهِ وأن له حكمٌ على كــل سامـع
يرى نفسه فذاً ويحقر غيــرهُ ولا بــد أن يحظى بأرقى المواقـعِ
يحدِّث كل العالمـين بفضـلـه وإن كان أدناهم مكاناً ولا يــعي