عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-30-2013, 02:00 AM
 
هل ندم ابو بكر الصديق على الهجوم على بيت فاطمة الزهراء ؟

يستدل الرافضة بحديث منسوب للصحابي الجليل ابو بكر الصديق وهو :

(( قال أبوبكر في مرض موته : أما أني لا آسي على شيء في الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت اني لم أفعلهن ـ إلى قوله ـ فأما الثلاثة التي فعلتها : فوددت (أني لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته) ولو اغلق على حرب ... ))


ذكر الطبري هذا الخبر في تاريخه ( 2/ 353) بهذا السند :

حدثنا يونس بن عبدالأعلى قال حدثنا يحيى بن عبدالله بن بكير قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثنا علوان عن صالح بن كيسان عن عمر بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه أنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ...
ثم ذكر الخبر ..


ولكن قبل ان أتكلم عن صحة هذا الخبر انقل لكم منهج مؤلف الكتاب الإمام الطبري - رحمه الله-

قال الطبري في مقدمة التاريخ (1/13) :

(( وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه دون ما أدرك بحجج العقول واستنبط بفكر النفوس إلا اليسير القليل منه .

إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين وما هو كائن من أنباء الحادثين غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك زمانهم إلا بإخبار المخبرين ونقل الناقلين دون الاستخراج بالعقول والاستنباط بفكر النفوس.

فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين ممايستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا ))

اذن نجد ان الطبري –رحمه الله – لم يزعم في المقدمة انه ذكر في كتابة الصحيح بل نص على انه لم يلتزم بالصحة بقوله ((فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا )) .

فإذن ليس كل ما ذكره الطبري صحيح ولا بد من التمحيص والتدقيق في كتابه وهذا لايطعن في علم الطبري رحمه الله .

ولنرجع لسند الحديث ...

وبعد دراسة الحديث وجدت ما يلي :

في ترجمة يحيى بن عبدالله بن بكير :

قال المزى فى "تهذيب الكمال" :

(( قال أبو حاتم : يكتب حديثه و لا يحتج به ، و كان يفهم هذا الشأن .
و قال النسائى : ضعيف .
و قال فى موضع آخر : ليس بثقة ))

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 11/237 :

(( و قال البخارى فى " تاريخه الصغير " : ما روى ابن بكير عن أهل الحجاز فى " التاريخ " فإنى أنفيه ))

ثم بحثت بعد ذلك فلم اجد لعلوان ترجمه فاصبح في حكم المجهول لانثبت صحة هذا الخبر حتى يتبين لنا حاله ...

فمختصر الكلام على هذا الخبر يتركز على :

1-ان ليس كل ما ذكره الطبري في تاريخه صحيح .
2-ان السند فيه يحي بن عبد الله بن بكير ونقلت لكم حاله .
3-وجود مجهول لا يعرف وهو علوان ....!!

فالخبر لا يصح ولا يثبت وهو الظن بصديق هذه الأمة – رضي الله عنه –.

والله تعالى أعلم

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !