عرض مشاركة واحدة
  #219  
قديم 12-01-2013, 10:55 PM
 
كنت طفلة صغيرة أدخل لتوي ذلك العالم الغريب والذي يسمى بالمدرسة

لهفتي لما يسمى بالصداقة كانت قوية لدرجة كبيرة

أمسكت يدي وقالت لي : مارأيكِ أن نذهب للمقصف سوياً ونشتري شيئاً نأكله

فأجبتها بحماس طفولي وتوجهنا لهناك

أصناف الطعام كانت موضوعة أمامنا

أخرجت من جيبي مالي الذي لم يكن يكفيني الا لشيء واحد فقط

فإما الحلوى اللذيذة واما فطيرة الجبنة التي ستشبعني أو علبة العصير التي سترويني

وتذكرت كلمات أمي " اشتري فقط مايشبعكِ لاتسرفي بتناول الحلوى "

وبالفعل قررت أن أتخلى ككل مرة عن اختيار الحلوى واكتفيت فقط بالنظر لها

عدت وتلك التي اسميتها صديقتي للباحة وتناولنا افطارنا وماان عدنا للصف حتى قالت لي : مارأيكِ أن ترسمي لي شيئاً

بسعادة اخرجت دفتري وقلمي وصرت ارسم له ماشائت وسرعان مااجتمعت الفتيات حولي يردن أن ارسم لهن

وكل واحدة تقول بعد أن تأخذ مارسمته لها : اذا نحن صديقتان

سعدت كثيراً .. لدي الكثير من الصديقات الكل يحبني

في اليوم التالي وجدتها جالسة على الكرسي تبكي

دونما شعور وجدتني اسرع نحوها بخوف : من اذاكِ لما تبكين

لا أحد كان يتحدث من فتيات الصف ولاحتى هي

فماكان مني الا ان جلست بجوارها وصرت ابكي معها

مرت الايام وأنا أنفذ كل ماتطلبه صديقاتي " كما اعتقدت " مني

كانت تكفيني ابتسامتهن السعيدة اهتمامهن وتحلقهن حولي

ومضى العام وودعتهن على امل ان القاهن في العام المقبل

وظللت طوال اجازتي افكر فيهن وكيف سيستقبلوني بعد كل هذه الفترة

تدربت اكثر على الرسم لكي اهديهم لوحات تليق بهن

وحان الموعد

وابتدأ العام الدراسي

دخلت المدرسة سعيدة

التقيتهن هناك فصرت ابحث عنهن واحدة واحدة واتحدث معها

ولكن المفاجئة

هي انهن عاملنني كما لو كنت غريبة عنهن

لقد نسيت تماماً وكونت كل منهن صداقة اخرى

وأنا اكتسبت صداقاتٍ جديدة سرعان ماتنتهي كسابقتها تماماً

دخلت الى الصف المتوسط وقد قررت أن لا أثق بأحد

أن لا احب احداً

لكن لم يكن لي غنى عن الصداقة

حصلت على صداقاتٍ دامت معي حتى نهاية المرحلة الثانوية

وبمجرد ان افترقنا

هاهي قصة الفراق تعود وتنقطع الصداقة

حتى رغم وجود وسائل الاتصال

اجدها تقول لي : معذرة فلدي عمل مهم لن استطيع محادثتكِ الليلة

وفي الوقت ذاته اجدها " متصل " وحالما احدث صديقتنا الاخرى ادرك انها تحدثها بينما تهمشني أنا لسبب اجهله

اتسائل مالذي ينقصني .. مالذي ارتكبته؟!!

الهذه الدرجة أنا منبوذة .. ولكن بأي حق ؟؟

لما في احيان أراني صرت كل شيء بالنسبة لهم

فترة قصيرة لا أعلم كيف تذكروني بها

وحالما تنتهي أعود المجهولة المنسية !!

كرهت هذا الشعور

وبسببه كرهت الصداقة وماعدت اؤمن بها

صرت منعزلة وحيدة انفرد بنفسي واصدقائي الخيالين حتى صعب الخروج من عالمي هذا

لست مجنونة .. لكني ابتعد عن كذبات هذا العالم الظالم

والذي سبب لي الكثير من الألم

لا مزيد من الألم والكذبات

بعد ان استعدت حلم الصداقة من جديد ولهفتي للاصدقاء

قررت مجدداً أن ابقي هذا الحلم الكاذب واستبدله بلقب " رفيق " وحسب

لأني أعلم أني وككل مرة

سأغدو محطة في حياتهم

فقط

مجرد محطة !