أين التقوى من هؤلاء !! بسم الله
السلام عليكم
رأيت كثيراً من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة و لا يتحاشون من غيبة ، و يكثرون من الصدقة و لا يبالون بمعاملات الربا ، و يتهجدون بالليل و يؤخرون الفريضة عن الوقت ، في أشياء يطول عددها من حفظ فروع و تضييع أصول ، فبحثت عن سبب ذلك ، فوجدته من شيئين :
1 - أحدهما العادة ،
2 - الثاني غلبة الهوى في تحصيل المطلوب ، فإنه قد يغلب فلا قد يغلب فلا يترك سمعاً و لا بصراً .
. و في الناس من يطيع في صغار الأمور دون كبارها ، و فيما كلفته عليه خفيفة أو معتادة ، و فيما لا ينقص شيئاً من عادته في مطعم و ملبس . نرى أقواماً يأخذون الربا و يقول أحدهم : كيف يراني عدوي بعد بعت داري ، أو تغير ملبوسي و مركوبي !
و نرى أقواماً يوسوسون في الطهارة و يستعملون الكثير من الماء و لا يتحاشون من غيبة .
و أقواماً يستعملون التأولات الفاسدة في تحصيل أغراضهم مع علمهم أنها لا تجوز ، حتى أني رأيت رجلاً من أهل الخير و التعبد أعطاه رجل مالاً ليبني به مسجداً ، فأخذه لنفسه و أنفق عوض الصحيح قراضة ، فلما احتضر قال لذلك الرجل : اجعلني في حل فإني فعلت كذا و كذا .
و نرى أقواماً يتركون الذنوب لبعدهم عنها ، فقد ألفوا الترك ، و إذا قربوا منها لم يتمالكوا .
و في الناس من هذه الفنون عجائب يطول ذكرها .
و قد علمنا أن خلقاً من علماء اليهود كانوا يحملون ثقل التعبد في دينهم ، فلما جاء الإسلام و عرفوا صحته لم يطيقوا مقاومة أهوائهم في محور رياستهم .
كذلك قيصر فإنه عرف رسول الله صلى الله عليه و سلم بالدليل ، ثم لم يقدر على مقاومة هواه و ترك ملكه .
فالله الله في تضييع الأصول ، و من إهمال سرح الهوى ، فإنه إن أهملت ماشية نفشت في زروع التقى .
ما مثل الهوى إلا كسبع في عنقه سلسلة فإن استوثق منه ضابطه كفه .
و ربما لاحت له شهواته الغالبة عليه فلم تقاومها السلسلة فأفلت ، على أن من الناس من يكف هواه بسلسلة ، و منهم من يكفه بخيط ، فينبغي للعاقل أن يحذر شياطين الهوى ، و أن يكون بصيراً بما يقوى عليه من أعدائه ، و بمن يقوى عليه . من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي..
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |