عيون العرب - ملتقى العالم العربي - عرض مشاركة واحدة

**آرْلِيتْ : ظَلَامْ** · #2 12-05-2013, 05:37 PM

[

استيقظت فزعاً على كابوس مهيب ..

واذا بي لا اعرف كنهه , لذا هرعت مسرعة الى اختي

فإذا بها تستحقر ما رأيته في منامي

لتهمس ببرود مرعب : ستموت الليلة !

وقضيت وقتي في حلقة زمن مغلقة من التفكير والشعور بالرعب

وإذا بالليل جثم كل سائر في الظلام وعيناي على انبلاج شديد

فنهضت الى غرفة اختي فزعة مضطربة ولكنها كانت باردة وشاحبة كالأموات

وهي .. لم تفتح عينها بعد تلك الليلة !

امسكت بالقلم وقد نويت هذه المرة ان ارسم شبحاً
اخذت يدي تخط الخطوط بسرعة وعشوائية بحتة حتى تناهى الى عقلي وقع صورة مرعبة مجسدة ومستديمة
لم ادرك افعالي حينها حتى ... بل كنت خالية الوفاض من الادراك والتفكير
وحينما انتهيت .. واذا بلوحتي بشعة , قبيحة وغير انسانية
متجسدة بهيئة شيطان اشعث وذو ملامح مبتسمة متهكمة و متصنعة
وقد طاردني شبحها في منامي ويقظتي
حتى فقدت آخر ما تبقى لي من وعيي !

كنت اسير بخطى متثاقلة على ارضية المتحف الزلقة وانا اجوب بين لوحاته الغامضة المغبرة

التي لم يرحمها الزمن مطلقاً

واذا بي اشعر بعيون تراقبني من بعيد .... فالتفت

واذا بها لوحة خالية من الحياة لامرأة حزينة وحيدة

تنهدت وتابعت السير الا ان هواجسي لم تنتهي وانا اشعر بها تراقبني بعيونها الشاحبة

وفي لحظة انطفأت الانوار وامتدت يد باردة اطبقت على انفاسي

وفي شحوب يده الزرقاء سُترت شهقتي

واذا به قد سفك دمي بين ثغرات الارض المتشابكة ...

كانت لي جارة ذات شعر اشعث وعيون غائرة , الهالات السوداء طغت على وجهها

ارملة وحيدة وبائسة بين جدران الحياة الطويلة

لها مهد مكسور مغبر يهتز ليصدر صريراً تقشعر له الابدان هلعاً

وظهرها مقوس فلا تميز لها ملامح معينة ، ولها صوت اجش يقشعر له البدن من صلابته

من يراها يظن بأنها شبح قد سكن ثنايا منازل الاموات !

زرتها يوماً لأطمئن على احوالها , واستمع الى اخبارها

وقفت على عتبة باب منزلها ، وإذا بلفحة صقيع قد هبت ويبست عظامي

دلفت اليه وإذا به بارد , مظلم ومتصدع الجدران

اجلستني على اريكتها المتهاوية والتي حال الدهر عليها من تراكم الغبار في ارجائها وارجاء المنزل كافة

الستائر كانت متشققة وتكاد تسقط وما حولها كان محطماً تماماً من الاثاث

صدى صوت بكاء رضيعها فجأة ودوى المه بين ثنايا هذه الشقوق

تركتني لحظة فانتابني الفضول لأرى الطفل المزعوم هذا ، فاتجهت الى المهد الذي يهتز وحيداً وسط الفراغ

وحينها كانت صدمتي ....... كان المهد خالياً !

صرخت ودوت صرختها في ارجاء العنبر كافة

حتى هزت جدران المشفى البيضاء

دفعتي بعنف وهي تجرني مجدداً من ملابسي و تصيح بصراخ مدوي ادخل الى قلبي التوتر

" لقد رأيت شبحاً , انه حي ويطاردني ! وسوف يأتي لأجلي "

امسكت بيدها المهزوزة وأبعدتها برفق عني وأنا ارمقها بنظرات حادة

" كلا , انه فقط انعكاسك على المرآة "

برب