عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-16-2007, 09:12 PM
 
رد: هل تعلم .. السرطان القبل للشفاء ؟؟ ..

سرطان الدم النخاعي الحاديكثر هذا المرض لدى البالغين ويقللدى الأطفال وفي هذا المرض تتكاثر خلايا بدائية Primitive تشبه الخلايا الأم حتىتملأ معظم النخاع العظمي بحيث لا تبقى سوى مساحة محدودة للخلايا الطبيعية , فتحدثالأعراض لما يسمى بفشل النخاع العظمي .
وهذا المرض له أنواع فرعية عديدة جرىتمييزها بحسب شكل الخلايا وبحسب الخلايا الطبيعية التي نشأت منها . ثم في الفترةالأخيرة صار يقسم هذا المرض حسب الاختلالات في الكروموسومات التي يمكن الكشف عنهامخبريا حيث ثبت أن بعض الحالات التي توجد فيها اختلالات معينة في كروموسومات (16 أو 15-17 أو 8-21) يكون فيها المرض أقل خطورة من حالات أخرى في كروموسومات (5 أو 7) .

أعراض سرطان الدم النخاعي الحادتكون أعراضسرطان الدم النخاعي الحاد عادة غير خاصة بهذا المرض لوحده , فمثلا يشعر المريض بضعفعام ودوار وإرهاق وضيق في التنفس عند بذل مجهود وخفقان بالقلب وقد يميل إلى النزفمن اللثة أو الأنف وقد تظهر عليه آثار نزف تحت الجلد على شكل طفح في الساقين أو بقعدموية في أنحاء مختلفة من الجسم وقد ترتفع درجة الحرارة لديه لوجود عدوى بكتيرية فيمكان من الجسم أو عامة في الدم , وتسمى هذه الأعراض أعراض فشل النخاع العظمي وذلكلأن سببها ضعف إنتاج كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية .

تشخيص سرطان الدم النخاعي الحادبسبب كون أعراض هذا المرضغير خاصة به لوحده , لذلك لابد للطبيب أن يكون لديه درجة عالية من الشك في هذاالمرض خاصة إذا اجتمعت أعراض ضعف إنتاج أكثر من نوع من خلايا الدم .
وفي دراسة تم نشرها من قبلي فيالمدونات الطبية السعودية أظهرت أن جميع المرضى الذين عاينتهم خلال عامي 1993-1994م كان الوصول إلى الاشتباه في التشخيص بسيطا جدا أي بواسطة تحليل عدد من خلايا الدم , وفحص شريحة من الدم تحت الميكروسكوب . لذلك لا بد من إجراء هذا التحليل البسيطلأكبر عدد من المرضى الذين لديهم الأعراض المذكورة , ولا بد من وجود الاشتباهوإحالة المريض لمركز متخصص في علاج هذه الأمراض حتى يستبعد هذا الاشتباه . وعادةيتم التأكد من التشخيص بواسطة بذل النخاع العظمي الذي هو عبارة عن إجراء بسيط يتمتحت التخدير الموضعي أو بعد إعطاء حقنة منومة ولا يحتاج إلى تخدير عام إلا عندإجراء الفحص في الأطفال . ثم في حالة التأكد من المرض يتم إجراء فحوص خاصة للتأكدمن النوع الدقيق للمريض وإجراء فحوص كروموسومات للنظر في احتمال الإجابة للعلاج .

علاج سرطان الدم النخاعي الحاديكون علاجهذا المرض عن طريق العلاج الكيماوي المكثف الذي يستمر لمدة 5-10 أيام باستخدام 2-3عقاقير , تشمل في الغالب عقار Cytarabine واحد في العقاقير من مجموعة Anthracycline مثل عقار Daunorubicine .
وللأسف فإن جميع العقاقير المؤثرة فيهذا المرض تهاجم الخلايا الطبيعية للنخاع العظمي مثل ما تهاجم خلايا المرض الخبيثةولذلك تزداد أعراض فشل النخاع العظمي لفترة مؤقتة تطول ثلاثة إلى أربعة أسابيع بعدفترة العلاج المذكورة ثم يستعيد النخاع العظمي عافيته وتعود خلايا الدم الطبيعيةإلى التكاثر والنمو ويعود إنتاج الدم وتختفي أعراض فشل النخاع العظمي المذكورة .
ويرجع السبب في أن الخلايا الطبيعيةتعود إلى نشاطها وتكاثرها دون عودة الخلايا الخبيثة إلى أن الخلايا الخبيثة تتكاثربسرعة أبطأ من الخلايا الطبيعية في هذا المرض ولكن هناك اختلال في الخلايا الخبيثةيمنعها من التميز إلى خلايا قادرة على القيام بالوظائف المسندة إليها , وكذلك لدىهذه الخلايا قصور عن الوصول إلى ما يسمى بالموت المبرمج Apoptosis بالتالي يزدادعددها في النخاع دون أن تكون سرعة تكاثرها عالية .
ونظرا لازدياد شدة أعراض فشل النخاعالعظمي وضعف الخلايا في الفترة التالية للعلاج يحتاج المريض أثناء هذه الفترة إلىعزل عكسي بحيث يجب أن يكون في غرفة منفردة لوحده ولا يدخل عليه شخص سواء منالعاملين بالمستشفى أو الزائرين إلا بعد اتخاذ احتياطات مثل غسل اليدين ولبس كمامةعلى الفم والأنف وإذا حصل له ارتفاع في درجة الحرارة يتم إرسال عينات مزرعة للدموغيره إلى المختبر ثم يبدأ إعطاء المريض مضادات حيوية قوية وفعالة بجرعات عالية عنطريق الوريد دون انتظار إثبات وجود عدوى لدى المريض , وتتم مراجعة المضادات الحيويةالموصوفة للمريض كل 3 أيام ومقارنتها بحالة المريض وكذلك مقارنتها بنتائج عيناتالمزرعة المرسلة إلى المختبر وقد تتم إضافة مضادات حيوية جديدة أو استبدال المضاداتالحيوية الموصوفة سابقا .
وكذلك يحتاج المريض إلى نقل دم (كريات دم حمراء) ونقل صفائح دموية , وحيث أن المريض يحتاج إلى تكرار نقل الدموالصفائح الدموية عادة , لذلك يستخدم في هذه الحالات ما يسمى بمستحضرات الدمالمفلترة لمنع نقل كريات الدم البيضاء إلى المريض حيث أن هذه الكريات البيضاء تسببتكوين أجسام مضادة ضدسمات الأنسجة HLA مما قد يؤدي إلى تحطيم الصفائح الدمويةالتي سوف تنقل Antigens في المستقبل وغير ذلك من المشاكل المناعية .
أما الصفائح الدموية فهناك نوعان منالصفائح الدموية , النوع الأول هو الذي يحضر بواسطة فصل وحدات الدم الكامل التي يتمالتبرع بها إلى مستحضرات مثل كريات الدم الحمراء المركزة , البلازما , الصفائحالدموية . ووحدات الصفائح الدموية هذه تسمى علميا بلازما ذات محتوى عالي من الصفائحالدمويةPlatelet Rich Plasma وكل وحدة من هذه الوحداتتحتوي ثلاثين بليون من الصفائح الدموية فقط , وهذه الكمية تعتبر غير كاملة لإيجادارتفاع مناسب في تركيز الصفائح الدموية لدى الشخص المتلقي لهذه الصفائح , لذلك كانلابد من جمع 6-8 وحدات من 6-8 أشخاص مختلفين تبرع كل منهم بوحدة من الدم الكامل .وإذا اضطررنا إلى 6-8 وحدات أخرى من 6-8 أشخاص آخرين في كل مرة يحتاج فيها المريضإلى صفائح دموية , لأن الأشخاص الذين تبرعوا بوحدة من الدم الكامل لا يمكن أنيتبرعوا مرة أخرى إلا بعد 3 أشهر , فإننا نستطيع أن نتصور أن المريض سوف يتلقىمستحضرات دم من عشرات بل مئات الأشخاص أثناء علاجه .

النوع الثاني منالصفائح الدموية يحضر بواسطة جهاز يسمى جهاز فصل الخلايا يتم وصله بالمتبرع ثمتشغيل برنامج خاص في كمبيوتر الجهاز لفصل الصفائح الدموية فيتم تمرير دم المتبرععبر أنبوب يمر في الجهاز (الذي يشبه أجهزة الغسيل الكلوي) ثم بواسطة تقنية خاصة يتمفصل الصفائح الدموية وجمعها في كيس خاص وإعادة جميع مكونات الدم الأخرى مثل كرياتالدم الحمراء والبلازما إلى المتبرع . وكل وحدة من هذا النوع تماثل 6-8 وحدات منالنوع الأول ولذلك يعرض المريض الذي يحتاج إلى نقل الصفائح إلى دم من متبرع واحدفقط , بل ويمكن للشخص المتبرع بالصفائح بواسطة هذه التقنية أن يتبرع بالصفائح مرةأخرى خلال يومين أو ثلاثة , عندما يكون المريض مرة أخرى في حاجة إلى الصفائح وبذلكيتم حصر عدد الأشخاص الذين تنقل مستحضرات دم منهم إلى المريض إلى عدد يقل بكثير عمالو استخدمنا الصفائح الدموية من النوع الأول .
وهنا نحصل على ميزتين , الميزةالأولى الوقاية من احتمالية العدوى إذ أن من المعروف أن نقل الدم أو أي منمستحضراته يظل قابلا لنقل الأمراض الفيروسية الخطيرة مثلالتهاب الكبد بأنواعه أوفيروس الإيدز . بالرغم من إجراء جميع الفحوصاللازمة للتأكد من سلامته , إلا أن هذا الاحتمال ضئيل جدا يصل إلى 1 من 60000 فيحالةالتهاب الكبد من نوع ب أو إلى 1 من 500000في حالة فيروس الإيدز كما أثبتت ذلك الأبحاث في الولايات المتحدة . ولذلك حين ننقلللمريض صفائحمن متبرع واحد مرارا خلال 3 أشهر تكون احتمالية نقل العدوى أقل بكثيرمن احتمالية نقل العدوى في حالة نقل صفائح من اكثر من مئتين متبرع خلال ثلاثة أشهروالميزة الثانية أن تعريض المريض للصفائح الدموية من المتبرع الذي هو بطبيعة الحاليختلف عن المريض في سمات الأنسجة HLA-Antigens يؤدي إلى احتمال تكوين أجسام مضادةلسمات الأنسجة هذه , وطبعا يكون الاحتمال في حالة تعرض المريض لصفائح دموية منمتبرع واحد كما هو الحال فيما لو نقل إليه صفائح من متبرع واحد عن طريق جهاز فصلالخلايا .
بعد مرحلة العلاج المكثف هذه ومايتبعها من فترة ضعف خلايا الدم , التي يجب التغلب عليها كما ذكرنا بمكافحة الأمراضالبكتيرية المعدية ونقل كريات الدم الحمراء ونقل الصفائح الدموية , ويستعيد النخاعالعظمي عافيته ويبدأ في إنتاج خلايا الدم الطبيعية ولا نجد أي أثر للخلايا الخبيثةفي حالة حصول استجابة للعلاج , إلا انه بالرغم من هذا النجاح فإننا نعلم أن هناكالعديد من المرضى لا تزال هناك خلايا خبيثة في النخاع العظمي لديهم وذلك بسبب أنالخلايا الخبيثة تشبه الخلايا الأم الطبيعية ولذلك لا يمكن تميزها إذا كانت موجودةبنسبة تقل عن 5% من خلال النخاع العظمي ولذلك نقوم بإعادة دورة أو أكثر من العلاجالكيماوي المكثف لمحاولة ضمان عدم عودة المرض وتكون هذه الدورات مترافقة مرة أخرىبفترة ضعف لخلايا الدم التي تتسم بضعف مقاومة الأمراض البكتيرية المعدية والحاجةإلى نقل كريات الدم الحمراء ونقل الصفائح الدموية , ثم عودة الخلايا الطبيعية مرةأخرى .
حتى عهد قريب كان جميع المرضى الذينيعانون من سرطان الدم النخاعي الحاد ينصحون بإجراء بعملية زراعة النخاع العظمي ولكناليوم نعرف أن هناك مجموعة من المرضى الذين إمكانية عودة المرض إليهم موجودة ولكنهاصغيرة بحيث أنها لا تبرر إجراء عملية زراعة نخاع عظمي على الأقل حاليا لأن عمليةزراعة النخاع العظمي نفسها تحمل مخاطر ليست بالقليلة..

يتبع ..