عرض مشاركة واحدة
  #4704  
قديم 12-07-2013, 12:50 AM
 
العاقل من النَّاس :
من راض نفسه على السُّكون إلى الحقائق وإن آلمته في أول صدمة

وكان اغتباطه بذم الناس إياه أشد وأكثر من اغتباطه بمدحهم إياه :
• لأن مدحهم إياه إن كان بحقِّ وبلغه مدحهم له أسرى ذلك فيه العجب فأفسد بذلك فضائله 0

• وإن كان بباطل فبلغه فسره فقد صار مسرورا بالكذب وهذا نقص شديد 0

وأما ذم النَّاس إياه :
• فإن كان بحقٍّ فبلغه فربما كان ذلك سببًا إلى تجنبه ما يعاب عليه ، وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه إلاَّ ناق

• وإن كان بباطل وبلغه فصبر اكتسب فضلا زائدًا بالحلم والصبر ، وكان مع ذلك غانمًا ؛ لأنه يأخذ حسنات من ذمه بالباطل 0
فيحظى بها في دار الجزاء أحوج ما يكون إلى النَّجاة بأعمال لم يتعب فيها ولا تكلفها ،
وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه إلاَّ مجنون 0

• وأما إن لم يبلغه مدح الناس إياه فكلامهم وسكوتهم سواء ، وليس كذلك ذمهم إياه ؛ لأنه غانم للأجر على كل حال بلغه ذمهم أو لم يبلغه 0
ولولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثناء الحسن ذلك عاجل بشرى المؤمن لوجب أن يرغب العاقل في الذم بالباطل أكثر من رغبته في المدح بالحق ، ولكن إذ جاء هذا القول فإنما تكون البشرى بالحق لا بالباطل فإنما تجب البشرى بما في الممدوح لا بنفس المدح 0

فتأمَّل

من كلام ابن حزم في الأخلاق والسير
بتصرف يسير
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس