عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 12-12-2013, 10:28 PM
 
_








حديقة الإنسان | بالمشمش (3/3)

(رجل السلطة)
قفز الشاب الأنيق، فجأة، إلى مقدمة الطابور الطويل أمام مخزن التموين.
ارتفعت أصوات الواقفين بالاحتجاج، وحاولوا دفعه إلى الوراء دون جدوى.
من منتصف الطابور اشرأب عجوز وقور وناداه بلطف:
- بالدور يا ولدي. نحن واقفون هنا منذ ساعتين، وليس من العدل أن تتخطانا إلى المقدمة وقد جئت لتوك.
قهقه الشاب ساخراً:
- العدل في وزارة العدل يا جدي.
صاح العجوز:
- أعلم ذلك.. وينبغي أن يكون العدل في الطابور أيضاً.
عفط الشاب، ولزم مكانه.
عندئذ ترك العجوز موضعه، ومشى نحو الشاب بتؤدة، حتى إذا حاذاه قال بصوت خفيض:
- خذ محلك في آخر الطابور. نحن جميعاً غير راضين عما فعلت.
نفر الشاب وأمسك بياقة العجوز:
- وصلتنا رسالتك. والآن عد إلى مكانك، وإلا فسأمسح بك الأرض. هل تعرف من أنا؟
- لا أعرف من أنت، لكنني أعرف أن ما فعلته خطأ.
- أقفل فمك، وعد إلى مكانك قبل أن تندم.
- لن أندم على قول الحق أبداً.
- أنصحك لوجه الله أن تغرب عن وجهي، وإلا فإنك ستبول بملابسك إذا عرفت من أنا.
- سامحك الله. ليس فعلك وحده القبيح.. أقوالك أقبح. للمناسبة.. من أنت؟
- أنا ابن وزير الداخلية!
- ابن وزير الداخلية؟!
- نعم.. وزير الداخلية.
- يا للويل. لم يخطر في بالي شيء من هذا على الإطلاق.. يا للويل.
- ألم أقل لك إنك ستندم؟
- صدقت. ليس في الدنيا من هو أكثر ندماً مني.
استدر يا ولدي وطأطئ؟!
- نعم.. تطأطئ، لكي أستطيع أن أركلك بقوة تكفي لإرسالك إلى أحضان أبيك الذي لم يعرف كيف يربيك.
احتقن وجه الشاب غضباً، وتطاير الشرر من عينيه:
- ضيّعت عمرك.. ضيّعت عمرك.
- نعم. ضيعته مع أمثالكم.
- أيها العجوز الخرف، كيف تواتيك الجرأة على مخاطبتي بهذه الطريقة؟ من تظن نفسك؟!
- إنني لا أظن نفسي. إنني أعرفها حق المعرفة..
أنا رئيس الجمهورية!



* أحمد مطر
__________________
_



Smile everything will be okay


مدونتـيِ ♥



رد مع اقتباس