عرض مشاركة واحدة
  #3052  
قديم 12-16-2013, 01:59 PM
 
شكرا ابي ،،،،،،،،،

دخل علي الغرفة مرة قبل الفجر ليوقظني للصﻼ‌ة ،، فوجدني ساجدا ، فما كان منه إﻻ‌ أن نزل على ركبتيه وقبل رأسي وأنا ساجد ثم خرج من غرفتي ..........
انتهيت من صﻼ‌تي وأنا مندهش مما حصل ،،
مازلت على سجادتي أحاول القيام من عليها لكن قدماي ﻻ‌ تحمﻼ‌ني ،، شعرت كأن يداي تنتفضان من هول ما جرى ،،
هنا ارتفع صوت المؤذن يعلن للدنيا عن صﻼ‌ة الفجر ، ،
قمت من على سجادتي ، لبست غترتي ، خرجت إلى المسجد وأنا أتساءل :
لماذا فعل ذلك ؟؟
طوال عمري وأنا الذي أقبله على رأسه ، وعلى يده ، أما اليوم فالصورة أرعبتني ،،
هل رأى رؤيا أفزعته ، أم رأى شيئا أسره ؟؟
مازالت الحوارات بداخلي حتى دخلت المسجد
ومن عادتي أن أدخل وأصلي في ميامن الصفوف ولكن هذه المرة توجهت للجهة اﻷ‌خرى حتى ﻻ‌ أراه أو يراني قبل الصﻼ‌ة ،،
انتهينا من الصﻼ‌ة ،، وانتظرت متى يخرج الناس من المسجد ، وأنا أسترق النظر كل دقيقة ﻷ‌رى إن كان الناس قد تناقصوا ، وﻷ‌ني أعلم أنه ﻻ‌ يخرج قبل الشروق ، أريد أن أذهب وأجلس معه وأسأله عما فعله اليوم !!!

قبلت رأسه وجلست بجواره ، تبسم لما شعر بي ، أغلق مصحفه ، والتفت إلي بابتسامته الرائعة المثقلة بعناء السنين ودفئ الطاعة ،،،
أبي يا حبة قلبي ونور بصري ونبضة روحي : لماذا فعلت ذلك ؟؟ لماذا نزلت على ركبتيك على اﻷ‌رض لتحملني عناء اﻷ‌لم بنزولك ، ولماذا قبلتني على رأسي لترهقني بواجبات السداد التي ﻻ‌ يمكنني أن أوفيها ؟؟
هنا وجدت أن ابتسامته اختلطت بعبرات ودمعات كادت تخنقني قبل أن تخرج منه ،،
نظر إلى عيني وقال :
والله لوﻻ‌ عاطفة اﻷ‌بوة لقلت : حرام أن تعيش في دنيانا .....

لم أتمالك نفسي ، بكيت ، قبلت رأسه ويده ، وقلت له : إنما أنا نبت سقيته أنت ، وارتوى من معينك ، ومازال يتعلم من مدرستك ، ولوﻻ‌ أن يقال كل إنسان بوالده معجب ، لقلت : هنيئا لﻸ‌رض والدنيا بوجود أمثالك .....

أيها اﻷ‌حباب :
هذه ليست قصة من نسج خيالي ، إنما هي صورة حية ﻷ‌خ أعرفه وأعرف والده
قد يقول قائل : إنها مبالغات اﻷ‌بوة وانبهار البنوة !!
وحق لكل واحد منهما ذاك ،، ولكني عندما جلست أتأمل قوليهما وجدت فيه الكثير من الصواب ، فاﻷ‌ب يرى أحوال شبابنا اليوم مابين سهر ولعب وسينما وسفر وغناء وتدخين ومباريات وأفﻼ‌م ومسرحيات وتأخر عن الصلوات ،، ثم هو في وسط هذا الزحام المنتشر من الملهيات يرى ولدا ﻻ‌ يفتر عن طاعة ، صوام قوام ، عابد زاهد ، يقبل بالقليل وﻻ‌ تفتنه شهوات الزمان ، قلبه معلق بالشوق للجنان والخوف من النيران ،،
وولد يرى والده الشيخ الكبير ﻻ‌ ينقطع عن مصﻼ‌ه وﻻ‌ يفتر عن الصدقة ، وﻻ‌ يقطع مصحفه ، مع ما آتاه الله من خير الدنيا إﻻ‌ أنه متواضع إلى آخر درجة

عندما أخبرني بالقصة ، قلت له : هنيئا لك به وهنيئا له بك
نعم الوالد والولد

أخيرا :
جميل يا أحباب أن نربي أبناءنا هكذا ثم نفرح بجني الثمار بصﻼ‌حهم ، وجميل أن يكون اﻵ‌باء قدوة ﻷ‌بنائهم فيمثلون لهم الصورة الرائعة للدين

اللهم ارحم آباءنا وأمهاتنا واغفر لنا تقصيرنا تجاههم
وبارك في ذرياتنا واجعلهم من الصالحين المصلحين..
__________________
ليلى
رد مع اقتباس