عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-22-2013, 07:11 PM
 






"أشباح الجحيم"

هي الرواية التي وقع اختياري عليها، واحدة من الروايات الثلاث المعروفة بـ

"سلسلة فسيفساء" والتي ناقشت الخلافات الاسلامية الغربية في المعتقدات

والتصرفات والايديولوجيات، .

تناقش الرواية مأساة ومعاناة العراق وأهله والتداخل المريع بين المقاومة المسلحة

وبين العمليات الإرهابية. أين يدفع الكاتب بأفكاره لتنطلق عبر شخصيته المحورية.








تأليف: ياسمينة خضره

ترجمة: محمد ساري

الموضوع: رواية عالمية

سنة الإصدار: 2007 - 11

الطبعة: الطبعة الأولى

عدد الصفحات: 384





تدور احداث الرواية عن فتى لا إسم ولا هوية له نشأ في قرية "كفر كرم" وهي قرية بالبادية ريفية تقبع بعيدة عن آثار الحظارة والتمدن ،
منزوية بين ثنيات مظاهر الفقر ،لكن.. و بالرغم من عزلتها وانطاوائها على نفسها فقد كانت تتلقى غارات من المستعمر بين الفينة والأخرى .
_
نشأ ذلك الفتى بعيدا عن مظاهر العدوانية والوحشية وانفجارات القنابل المدوية الى أن جاءت تلك الأيام التي اخذت تلقي بآثارها وأوزارها عليه ، ليتوضع أمام عينيه مالا يجدر بفتى مثله أن يراه ..فقد سقط شرف عائلته أمام ناظريه وفي عقر داره ، وفقد أحد أصحابه أمام عينيه .. نعم شاهد ذلك الرصاص يثقب وينهش جسد رفيق دربه ليتراى له بعد ذلك يهوي نحو الأرض ككيس مثقوب ، وفي خضم تلك الأحداث بقي الفتى يعيش حياة مضنية خالية من كل مظاهر الرفاهية ، شاهدا بأم عينيه على مظاهر إدانة وإذلال كل فرد من أفراد القرية التي يقطن بها .

...تتالت الأيام المملة والمشاهد المكررة نفسها الى أن طفح به الكيل وقرر المغادرة إلى بيروت دونما علم من أهله عدا أخته التي أخذت تودعه والدموع الحارقة تنهمل من عينيها ...
شق الفتى طريقه والصعوبات تواجهه الواحدة تلو الأخرى ولا تمنحه أدنى فرصة ليرتاح ويسترجع أنفاسه .. رغم المشاقات ، رغم تعرضه للسرقة وبقائه مشردا في شوارع بيروت الا أنه بقي يشق طريقة في تلك الشوارع المظلمة .

وجد القتى عملا لدى أحد الأشخاص بفضل أحد معارفه ، قبل بالعمل بالرغم من الأجر الزهيد لكن ماعساه يفعل وهو لا يملك أدنى شئ ،بعد مرور الأيام إكتشف أمر رب عمله فقد كان يزاول أعمالا خارجة عن القانون لكنها كانت لمصلحة بلده (على الأقل من وجهة نظره) ولأنها كذلك قرر الفتى الإنخراط في العمل مع رب عمله .
مرت الأيام وهو يتلقى حقنات يجهل سبب حقنه بها ويتناول جرعات من أدوية دونما سؤال ، لكن بلغ السيل الزبى وألح لمعرفة سبب كل مايمر به من علاج
ليتلقى تلك الصدمة التي ماكان ليتوقعها ، فقد كانو يجهزونه ليحقنوه بسم ، وليس أيما سم ،
إنهم يحقنونه بسم لن يقتله لكنه سيقتل كل شخص يستنشق الهواء الذي يزفره . تلك هي خطتهم دفهم له ككبش محرقة ثم إرساله للولايات المتحدة ليلوث هواءهم ويصرعهم أرضا !

بالرغم من جنونية الفكرة الا أن الفتى وافق فهو لم يغادر قريته هباء بل غادرها لينجز شيئا ! ليحرك ساكنا! عل غرار غيره .

مرت الأيام وقد حان موعد الرحلة ، وصلت لحظة الحقيقة وآن أوان توديعه لتراب بلده والمغادرة لقتل أعدائه ... لكن أين ذلك الشعور الذي كان يدفعه للإنتقام لنفسه وشرف عائلته وأبناء وطنه .. حتى أنه هو نفسه يشك في نجاح مايسري في دمه .. لقد تراجع وقرر عدم الذهاب.. وعند مغادرة الطائرة التي كان يفترض به ركوبها أدرك أنه قد أنهى حياته ووضع حدا لها حيث علم أنه ما إن يكتشف رفاقه عدم ذهابه سيحين موعد لقائه حتفه على أيديهم .

فااختار أن يكون آخر منظر تراه عيناه هو أضواء مدينة بيروت التي تتلألأ تحت ظلمات الليل ، فانزوى بنفسه أعلى صخرة وأخذ يتأمل ويستذكر أحداثا كان قد عاشها في قريته ، يستذكر أشخاصا حن إليهم قلبه ..لقد إنتهى الأمر الآن وقد مضى أوان الندم .. وما إن وصلت السيارات التي يركبها رفاقه حتى نطق بآخرجملة له في قرارة نفسه " فاليعجلوا المحتوم..." ودموع الحرقة تنحصر في مقلة عيينه.





__________________



Merci nahnouha
رد مع اقتباس