عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 11-19-2007, 01:46 PM
 
Lightbulb رد: أطفالنا لايعرفون أعلام بلادنا !!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

أحيي أخانا أبا آدم على النفسية الراقية وهذه النفسية من صفات المؤمنين الصادقين الذين إذا سمعوا أو علموا أمرًا لله نزلوا عنده ولو خالف نفسهم، والذين لا يجعلون شخصيتهم محور نقاش ودفاع والذين لا تأخذهم العزة بالإثم ..
فأبشر يا أخي فمثل من يحمل هكذا نفسية فإن شاء الله يكون في طريقه نحو الحق دومًا إن شاء الله .

وأنا أعرف تمام المعرفة أنك لم تكن تقصد أبدًا أن حب الوطن هو الرابطة وأنه مقدم على أمر الله تعالى..


وأما بالنسبة لمقولة حب الأوطان من الإيمان فهذا حديث مكذوب موضوع، وحب الوطن أي حب المكان الذي ولد فيه الإنسان شيء غريزي كحب الولد لأبيه والوالد لابنه .. فهذا شيء فطري فقط
وحب الله ورسوله هو الحب المقدم على كل شيء كما نعلم.


فلم يجعل الإسلام حب الأوطان من الإيمان، إنما هو فطرة من الإنسان كحب التملك وحب الولد ..
فهل حب التملك من الإيمان؟!

إنما إشباع مظهر حب التملك -والذي هو مظهر من مظاهر غريزة البقاء- حسب أحكام الشرع هو الذي يقال أنه من الإيمان ( الأعمال الصالحة). ويكون هذا بالتملك حسب أسباب التملك الشرعية فقط..
فالإسلام أقر فطرة الإنسان ووضع لها أحكامًا لإشباعها ..

وهكذا حب الوطن فإنه مظهر من مظاهر غريزة البقاء أيضًا، وهو ليس من الإيمان، إنما اتخاذ المواقف تجاه الموطن حسب الإسلام هو الذي يقال أنه من الإيمان ( الأعمال الصالحة)، فلا نقدم حب الموطن على الأحكام الشرعية ولا نجعله الرابط الذي يربطنا بغيرنا.
قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداًيُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ...
والأدهى والأمر أن يحب بعضهم الأنظمة التي حكم البلد بأحكام غير أحكام الإسلام ويحبون الحدود التي وضعها المستعمر والأعلام المفرقة للأمة، ويحبون ويوالون الحاكم الظالم والعميل بحجة حب الوطن!!
فعلاً صار الوطن وثنًا ..

ومن الجدير ذكره أيضًا أن المسلم إذا لم يستطع إقامة دينه في موطنه فإنه تجب الهجرة منه عليه ..

وأما بالنسبة للمهاجرين والأنصار فقد وحدّت بينهم العقيدة الإسلامية وجعلتهم إخوانًا، ولم توحد الأرض بينهم البتة، وقد خاطبهم الله تعالى بذلك في سورة آل عمران: وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَقُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَاحُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْآيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.
وقد وحد الإسلام الأوس والخزرج الذين كان اليهود يشعلون الحروب بينهم ووحد الإسلام بين المهاجرين والأنصار(الأوس والخزرج).
ولمّا كان الأوس والخزرج على وشك الاقتتال من جراء إشعال اليهود نار العصبية القبلية وتذكيرهم بالثارات خرج النبي صلى الله عليه وسلم مسرعًا وهو حاسر الثوب ويقول: أفبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة.

فالتعصب للوطن وللقبيلة جاهلية منكرة.


وبارك الله فيكم.
رد مع اقتباس