عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 12-23-2013, 04:22 PM
 
Part #1









تتسللت أشعةُُ الشمس لـتعلن شروقها,
و تلُون السماء باللون البرتقالِِـي و البنفسج الرائع.

كما لو ان الشمسِّ كرة من النار
تخرج من المُحيط قبل ان تنطفئ اشعتها بالماء.

البرد قارص يجمد العظام و احياناً القلوب !
فتاة تقف عند حافة الجسر
تنظر لليمين تارة و لليسار تارة اخرى
و كأنها لصة هاربة من العدالة
لكن هل هناك عدل في هذه الأيام ؟

تمسك بخصلات شعرها السوداء و ترجعها للخلف
تضع يديها على السور و تقفز لتعتلي السور

ترتدي ملابس المستشفيات للمرضى
ازرق اللون و هي حافية القدمين.

تنظر للأسفل فترى المحيط الأزرق الكبير الهائج,
ترفع رأسها و تمد يديها مستقيمتان فالوسط,
و تبدأ بأخذ خطواتٍٍ, كخطوات الطفل.

تحرك رأسها على صوت الرياح,
و هو بدوره يداعب خصلات شعرها الناعمة.

تبتسم ابتسامة هادئة مزيفة
لكن تليها دمعة على خدها الاحمر الناعم,
تعود بها الذكريات الى الوراء الى اليوم الاسود المشؤم !

تنظر الى البحر و تضع يديها على صدرها بألم
تصرخ قائلة :
لماذا أنا ؟!
مالذي فعلته لأستحق هذا؟!
لماذا لم أموت معهم ..

تذكرت الذي حدث فالمشفى
دخول والدت جولي عليها و هي تصرخ
و تبكي على فقدان وحيدتها.

نظرت تلك الفتاة ليديها
و تذكرت تلك الكلمات
التي لم تغيب للحظة عن عقلها
كلمات والدت جولي الغاضبة
" يديكِ ملوثة بدماء إبنتي جولي ! "

ضلت ترجف في مكانها
و هي تنظر ليديها و تبكي بصمت.

كان المكان خالي من الناس,
و لكن في نفس المكان
كان هنالك فتى يستمتع بالتزلج على لوحهِ الخشبي.

يضع يديه داخل جيوبه من شدة البرد
و يحرك رأسه على تلك الموسيقى الصاخبة
لتتراقص خصلات شعره الشقراء مع الرياح.

لفت انتباهه الفتاة التي كانت تستعد لتقفز من الجسر,
فركض بأتجاهها مسرعاً و حضن قدميها و قال:
لا تقفزي !

بدأت الفتاة بالبكاء و قالت بصوتٍ مبحوح:
اتركني هذا ليس من شأنك !

حضن الفتى قدميها بقوة و قال:
الأنتحار ليس حلاً للمشكلة,
مهما كانت المشكلة معقدة و كبيرة !

وضعت يديها على عينيها
و بدأت بالبكاء بصوتٍ عالي.

تكاد اطراف يديها تتجمد من شدة البرد
أزرقت شفتيها و أحمر خدها الناعم.

قفز الفتى ليعتلي الجسر فقال لها بأبتسامة:
ما أسمكِِ ؟

ضلت صامتة, فقال و هو يضع يديه على كتفها:
ادعى جو .. جوفاني .. ماذا عنكِ ؟

لم تجب عليه فقال بسخرية:
هذا ليس عدلاً أخبرتكِ بأسمي !؟

اجابته و هي تحضن نفسها بيديها ثم نظرت له:
كارلا .. كارلا غراي

مسك بيديها الباردة و قال:
حسناً كارلا .. ما رأيك لو نقفز معاً ؟

أتسعت عيني كارلا
و ظهرت علامات التعجب على وجهها !

فقال جوفاني بأبتسامة مكر:
إذاً انتِ خائفة من القفز ..!؟
كما توقعت ! بالمناسبة كنتُ أمزح

ثم نظرة لها و قال بنبرة حادة:
الأنتحار ليس حلاً , بل هو الهروب من المسؤلية ..
خذي الحياة ببساطة و لا تعقدي الأمور !
كما يقول المثل عندما تعطيك الحياة الحمضيات اصنع عصيراً

ضلت كارلا تنظر له بأستغراب,
فمسك بيد كارلا بقوة و قال:
هيا للننزل من هنا ..
فصدقيني هذه المياه باردة جداً !

بينما كانت كارلا تحاول النزول
تعثرت قدمها, فسقطت على الوراء و سحبت جوفاني معها
ليسقطان معاً في أعماق ذلك المحيط المتجمد !!

أقتربت كارلا من حضنه اكثر و اكثر,
الى ان امسكته بقوة ,
كان يضع يديه على بطنها
و هي تضع يديها على كتفه ,
همست في اذنه بقلق:
لا أعرف..السباحة !

تتطاير خصلات شعرها فالهواء ,
يأخذان نفساً عميقاً,
يسقطان معاً داخل قاع المحيط ! فيفترقان..

تحاول الصعود إلى القاع لكن دون جدوى !
تحرك يديها و قدميها
املة بأن تستطيع الخروج من هذا المأزق,
تنظر لجوفاني و كأنها تقول
" استيقظ ساعدني أرجوك! "

للحظة شعرت بأن هذا أفضل ..
أحست بأن هذا هو ما تستحقه ..
" الموت غريقة .. وحيدة في أعماق المحيط المتجمد ! .. "

فأغمضت عينيها و أسترخت,
كما لو كانت مستسلمة للأمر الواقع,
او انها لا تريد ان تعيش بعد الان,
نعم أستسلمت كارلا للموت .. !

لكن سرعان ما أحست بتلك اليدان ترفعانها للأعلى
يدان ناعمة انقذتها من الموت.
لم تستطع ان تفتح عينيها لقد احست بتعب شديد,
فأستسلمت للنوم.






أهلاًً أحبتِِي
اتمنى بأن البارت نال على إعجابكم
لننتقل للأسئلة



- من انقذ كارلا من الغرق ؟
- توقعاتكم للبارت الثاني ؟
- أنتقاد ؟
- تعليقاتكم ؟


__________________


شـُكراً غِيمةة