وما أروع أن تكون هذه الآية نُصْبَ أعيننا ..
(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) ..
آية عظيمة في أول سورة نزلت في القرآن ، وهي سورة العلق .
هذه الآية تهزُّ الوجدان ، وتفعل في النفس ما لا تفعله سلطات الدنيا ، ولا أحدث المقتنيات في عالم المخابرات .
آية تضبط النوازع ، وتكبح الجماح ، وتدعو إلى إحسان العمل ، وكمال المراقبة .
وقد جاءت بهذا البيان المعجز الذي لا تصل إليه قوة بشر .
جاءت بهذا التعبير الواضح مُبِيْنَةً عما تحتها من معنى ، جاءت بصيغة الاستفهام : (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) .
وتحت هذه الآية من اللطائف والأسرار الشيءُ الكثير ؛ ففيها إشارة إلى وجوب المراقبة ، وفيها تهديد لمن يتمادى في الغيّ ، وفيها تلويح إلى وجوب الإقصار عن الشر ، وفيها تلميح إلى أن اطلاع الله -عز وجل- على الخلائق أمر فطريّ لا يحتاج إلى دليل ، وفيها تعريض بغباوة من يجهل هذه الحقيقة ، أو يكابر في شأنها .
فيا الله ما أجمل أن يستحضر كلُّ أحدٍ هذه الآية إذا امتدت عينه إلى خيانة ، أو يده إلى حرام ، أو سارت قدمه إلى سوء !