12-30-2013, 11:08 PM
|
|
القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع من الأصوات التي حباها الله من فضله بالموهبة، والطلاوة، والقدرة على تلاوة آيات الكتاب الحكيم من أعماق القلوب، لتصل إلى قلوب المسلمين كافة، في مشارق الأرض ومغاربها . إنه واحد من جيل المقرئين الرواد، الذين نذروا حياتهم لخدمة القرآن الكريم، تلاوة وتجويدًا، قراءة وإقراء، واضعين نصب أعينهم، قوله صلى الله عليه وسلم: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) رواه البخاري . مولده ونشأته ولد أبو العينين شعيشع في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ شمال مصر في 22 أغسطس 1922م، وهو الابن الثاني عشر لأبيه حفظ القران، وذاع صيته صبياً من خلال حفل أقيم بمدينة المنصورة سنة 1936. نشأ قارئنا في ريف من أرياف مصر، وحفظ القرآن في سن مبكرة في حياته، واستمع لأصوات كبار المقرئين في وقته، كالشيخ محمد رفعت ، والشيخ مصطفى إسماعيل ، وغيرهما، وتأثر كثيرًا بالقارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ، الذي كان يرى فيه المثل الأعلى، والقدوة الحسنة في مسيرته القرآنية . في عام 1939 اختير الشيخ مقرئًا في الإذاعة المصرية، التي من خلالها انتقل صوته إلى أرجاء العالم الإسلامي كافة شرقاً وغرباً . وكان منهجه في الحياة قائماً على الوسطية والاعتدال في كل شيء، وكان شعاره الذي سار عليه، وعمل لأجله يقوم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونبذ ما سوى ذلك . وكان من دعائه دائماً: "يا رب لا تحرمني من خدمة كتابك حتى ألقاك". وقد استجاب الله دعوته، وجعله سفيراً للقرآن في كل مكان حلَّ به . رحلته مع القرآن سافر الشيخ أبو العينين شعشيعإلى العديد من أقطار العالم العربي والإسلامي، تالياً لكتاب ربه، وداعياً إلى دينه، بالحكمة والموعظة الحسنة؛ كما لبى الشيخ أبو العينين شعشيع دعوة من الراحل الشيخ عبد الله الأنصاري لزيارة دولة قطر في الستينات من القرن المنصرم، وقرأ فيها ما تيسر له من القرآن . مرضه وفي بداية الستينات أصيبالشيخ أبو العينين شعيشع بمرض خطير أثر على حباله الصوتية فلم يستطع القراءة , ومن ثم مات أخوه الشيخ أحمد الذي كان له بمثابة الوالد , ولكن الشيخ أبو العينين شعيشعاستطاع بالصبر والتوكل على الله أن يهزم المرض , وعاد الى القراءة من جديد , ويسافر كل عام الى الخارج ليقراء في ليالي رمضان المبارك في كثير من بلدان العالم الإسلامي , وأشرطته تسجل أرقاماً عالية في التوزيع . أثره ومن مآثرالشيخ أبو العينين شعيشعرحمه الله دعوته المستمرة للدول الإسلامية إلى تحفيظ القرآن الكريم للشباب منذ مرحلة الطفولة، لما للقرآن الكريم من دور أساس في بناء النفس الإنسانية، وإرساء معالم الشخصية الإسلامية، وهو يرى أن الأمة لو حفظت كتاب ربها فسوف يحفظها الله من كل المؤامرات التي تحيق بها...نسأل الله أن يوفق المسلمين لكل خير، ويحفظ عليهم دينهم، آمين . خاتمة المطاف بعد رحلة روحية خصبة في بحار القرآن الكريم وعن عمر يناهز 89 عاما فقدت الأمة العربية والإسلاميةالشيخ أبو العينين شعيشع أحد أحب الأصوات تلاوة لآيات الذكر الحكيم، وآخر حبة في عقد المقرئين الرواد، بمستشفى معهد ناصر بالقاهرة، عقب وعكة صحية ألمت به ودامت 3 أشهر. توفي يوم الخميس 21 رجب 1432 هـ الموافق 23 يونيو 2011م |