عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-02-2014, 03:25 PM
 






هو "أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة"،
ينتهي نسبه إلى "مرة بن كعب بن لؤي"
الجد السابع للنبي (صلى الله عليه وسلم) و"أبي بكر الصديق" رضي الله عنه.

وينتمي خالد إلى قبيلة "بني مخزوم" أحد بطون "قريش" التي كانت إليها "القبة" و"الأعنة".

وكان منهم الكثير من السابقين للإسلام؛ منهم: "أبو سلمة بن عبد الأسد"،
وكان في طليعة المهاجرين إلى الحبشة، و"الأرقم بن أبي الأرقم"






عرف خالد البطولة وعرفتْه منذ صباه، فلقد نشأ في أعرق بيوتات بني مخزوم.
وبنو مخزوم من أكبر بطون قريش. كان لهم في الجاهلية أمر القبة والأعنة.
أما القبة فهي خيمة عظيمة يضربونها ليجمعوا فيها عدة القتال. وأما الأعنّة فهي الخيل وفرسانها.

وكان طبيعياً أن تبدو ملامح الفروسية على الشاب الناشئ في هذه البيئة المكافحة
المجاهدة فيرشحه أبوه لقيادة الخيل، لنراه على قيادة فرسان قريش في وقعة أحد.

ولا ريب أن ولاية خالد –في هذه السن المبكرة- القيادة الموكولة إلى قبيلته
بين بطون قريش جميعاً هي آية استعداده للرئاسة والقيادة منذ صباه.

ولا غرو، فقد غشي خالد البادية وإنه لشاب يافع،
وراضَ نفسه على الخشونة فيها ليتعود الصبر على مضانك الحرب وشدائد الجوع والظمأ،
ووعورة الطرق ولفحات الرمضاء. فكان له من ذلك كله قوة وضخامة في الجسم،
ودراية وخبرة بفنون الصراع والكفاح.

ومن هنا استطاع أن يقلب هزيمة قومه في أحد إلى نصر.
فلقد تجلى في ذلك اليوم ما يتمتع به خالد من يقظة وثبات،
فلم تذهله الهزيمة المطبقة بقومه،
بل اهتبل الغرة التي بدرت من الرماة المسلمين
حين خالفوا وصية النبي عليه السلام وتركوا أماكنهم سعياً وراء الغنيمة،
فكرّ عليهم من الوراء
بما بقي معه من خيل، فأخذهم أخذة قاضية وإنهم لفي سدرتهم يغنمون،
فشتت منهم الصفوف، وزلزل بهم الأقدام،
فاستدارت رحاهم وهزموا دهشين مروعين.

واشترك خالد في جاهليته في وقعة أخرى هي وقعة الأحزاب أو الخندق،
فكانت هي أيضاً من أهول الغزوات على المسلمين،
وأوشكت أن تحيق بهم دوائرها لولا يقظة
علي بن أبي طالب ووقيعة بعض الدهاة بين
أحزاب قريش وهبوب الريح التي عصفت ببيوتهم
وقدورهم وزادتهم يأساً من اقتحام الخندق على المسلمين.

في هذه الوقعة طوف خالد بخيله حول الخندق يلتمس مضيقاً يقحم من الخيل فأعياه
وكان هو الموكل بالنبي عليه
السلام في كتيبة غليظة من خيل قريش والأحزاب،
فاندفع يقاتل سحابة النهار وهزيعاً من الليل إلى أن تحاجز الفريقان وعادا
إلى مواقعهما، فارتد خالد بعد هنيهة يطلب الغرة وإنه بالفوز لطامع،
وكاد أن يظفر لولا يقظة حرس المسلمين.
وانقطع القتال وهو لا يزال على الطلب والطواف، وكان آخر من ترك الحومة بعد يأس
الأحزاب من عبور الخندق ودخول المدينة،
فلبث هو وعمرو بن العاص ردءاً للجيش كله مخافة أن يتعقبه المسلمون.






وظل خالد على لدده للإسلام ومعاندة نبيه سنوات.
كانت خصومته فيها للإسلام ونبيه خصومة شريفة نبيلة،
هي أقرب إلى المبارزة والمناجزة منها إلى المقت والضغينة، فهي تأبى عليه أن يغدر بالنبي يوم
الحديبية وهو يصلي بأصحابه صلاة الخوف،
وإنه لقادر على الإغارة عليه لولا نخوة من الفروسية
أبت عليه العدوان على المسالمين.
ولما صالح النبي [صلى الله عليه وسلم] قريشاً ودخل وأصحابُه مكة معتمرين،
كره خالد أن يشهد دخول المسلمين دون أن يخلى بينه وبين حربهم،
فتغيب من جوار البيت ريثما يعتمر المسلمون ويرجعون من حيث أتوا.

ولكن الدعوة الإسلامية التي وقف في وجهها فترة من
زمان سرعان ما ملكت عليه شعوره
ولامست كوامن الإيمان في نفسه،
فإذا هو يمشي إلى النبي عليه السلام، يعلن إسلامه،
وإذا به اليوم يرمي مع المسلمين عن قوس واحدة مَن كانوا أنصاره بالأمس.


فلقد روي يروى في سبب إسلامه:
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال للوليد بن الوليد أخيه،
وهو في عمرة القضاء: "لو جاء خالد لقدّمناه، ومن مثله سقط عليه
الإسلام في عقله"
، فكتب "الوليد" إلى "خالد" يرغبه في الإسلام،
ويخبره بما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه،
فكان ذلك سبب إسلامه وهجرته.

وقد سُرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بإسلام خالد،
وقال له حينما أقبل عليه: "الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير".

وفرح المسلمون بانضمام خالد إليهم، فقد أعزه الله بالإسلام كما أعز الإسلام به،
وتحول عداء خالد للإسلام والمسلمين إلى حب وتراحم، وانقلبت موالاته للكافرين إلى عداء سافر،
وكراهية متأججة، وجولات متلاحقة من الصراع والقتال.




الرجاء عدم الرد
رد مع اقتباس