اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة that person 
أبغى أشارككم في النقاش
---
قال تعالى: (كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) [سورة الشعراء : 59]
ما أفهمه من هذه الآية يفسر ما يحدث في مصر, هل من شخصٍ يتفق معي؟ |
بارك الله فيك، نقطة مهمة تلفت النظر وعلينا التأمل فيها كثيراً.
لا شك أن المسلمين في مصر الأن في حالة استضعاف وقد تسلط عليهم فرعون هذا الزمان (السيسي) فقتل منهم وسجن وعذب فأصبح حالهم كحال بني إسرائيل أيام تسلط فرعون (الأصلي) وكأن التاريخ يعيد نفسه لكن البشرى أن بعد الاستضعاف سيكون التميكن إن شاء الله ولن يأتي ذالك بالهين أو الرخيص وسيسبقه ابتلاء عظيم.
كتب الشيخ عبدالعزيز الطريفي : لا تتمكن أمّة بعد ظلم إلا بابتلاء شديد، فبنو إسرائيل ما انتصروا على فرعون إلا بعد أن قتّل مواليدهم ثم من آمن منهم. قتل منهم وصلب وموسى فيهم.
فالصبر الصبر والعمل العمل وليكون ذالك في سبيل الله وتحكيم شرعه ولاشيئ غيره لا ديمقراطية ولا دستور وضعي ولا علمانية ولا استرضاء للغرب أو العرب، فوعد الله لا شك فيه لكن على العبد أن يقوم بما أمر به حتى يستخلف، قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) والدين الذي ارتضاه حاشا أن يكون دين الديمقراطية والمساوة بين الكافر والمسلم أو دين يقوم على أساس الوطينة والقومية، هو الدين الذين يقيم الشرع في بقعة من البلاد التي لا تجزاها حدود ثم يسعى لتحرير باقي البلاد والعباد ليكون الدين كله لله -وهذا ليس ضرباً من الخيال- ولعل فلسطين تكون البدابة إن شاء الله.
كما أنه بعد التمكين لا بد من التمسك بما كان قبله فلا يكفي رفع لواء"نريد إقامة الشريعة" وعند بداية إرهاصات التمكين تكون التنازلات والمساومات، قال تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) ومن بدل بعد ذالك فعلى نفسه.
إن ما حدث في مصر من وصول حزب اسلامي إلى الحكم ثم خلعه بالانقلاب العسكري تجربة لا بد من تعلم الدروس منها وتصحيح الأخطاء التي وقعت فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، هذا والله أعلم.