بيان نعي بطلين من أبطال الإسلام
|| أبو أرسلان سعيد الشحات وأبو هاجر محمد نصر زغلول||
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه والتابعين
أما بعد:
قال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ{169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ{171} آل عمران - ننعي إلى الأمة المسلمة بطلين من أبطال الإسلام وفارسين من فرسان التوحيد في أرض الكنانة ،أبوأرسلان سعيد الشحات وأبو هاجر محمد نصر زغلول - رحمهما الله.
يا ذا المسجَّى في الترابِ رفاتُه مَن لي بمثلك صانعًا للمعجزات؟
أنعِم بقبرٍ قد تعطَّر جوفُــــــــه إذْ ضمَّ في أحشائه ذاكَ الرفـــاتْ
آن الأوان يا كريم لراحــــــــــةٍ في صحبةِ المختار والغر الدعــاةْ
أبشرْ فإن جهادَنا متواصـــــــلٌ إنْ غابَ مقدامٌ ستخلفه مئــــــاتْ
- قضى فارس التوحيد وبطل الميادين أبو أرسلان سعيد الشحات نحبه بعد رحلة من البذل والعطاء والجهاد بالنفس في سبيل الله ، تعرفه ساحات العز فارسًا مقدامًا هصورًا شجاعًا ، بائعًا للدنيا مقبلًا على الآخرة ، فكان من السباقين إلى اقتحام مبنى أمن الدولة إبان الثورة ، فأسقط رايتهم ومزقها بيده ، كما تعرفه طواغيت الشام بشدة بأسه ورباطة جأشه ؛ فقضى فيها فترة من الزمن ثم ما كان له أن يترك أهله وإخوانه في مصر وقد تسلط عليهم الطواغيت يهتكون الأعراض ويقتلون المسلمين وينتهكون الحرمات ويحاربون الشريعة فعاد إلى مصر ليخط ملحمة جديدة من ملاحم البذل والفداء مع إخوانه المجاهدين، فشارك إخوانه جهادهم وإعدادهم وقد أكرمه الله بالنكاية في الطواغيت ، الذين ما فتئوا يمكرون به حتى قدر الله أن أرشد عليه أحد عملائهم ، فتمت مداهمة بيته فترجل فارسنا ففجر وشاح العزة (حزامه الناسف) فقتل منهم وأصاب وملأ بالرعب قلوبهم فتقبلك الله يا أبا أرسلان.
- وأما فارسنا البطل فارس ميدان الدعوة والبلاغ الصادع بالحق ، الذي لا يخشى في الله لومة لائم ، بشوش الوجه بسام المحيا ، سهل الطباع ، سامي الأخلاق ، أبو هاجر محمد نصر زغلول ، فقد قضى بعد رحلة من الدعوة إلى الله عز وجل ، وطلب العلم الشريف ، فصدع بالحق مبلغًا أهله التوحيد ، محاربًا للشرك والتنديد ، محرضًا على الجهاد في سبيل الله ، ونصرة المجاهدين ، وقد كان رحمه الله مثالًا لما يدعو إليه ، فاعلًا لما يبلغه ، وبرغم رقة قلبه ورفقه بمن يدعو ، كانت تتمثل فيه عقيدة الولاء والبراء حتى مع أخص الناس به ، فما لان في حق وما داهن في دين ، وإنما أعلنها مدوية {إن الحكم إلا لله ، أمر ألا تعبدوا إلا إياه} فابتلي رحمه الله بأن سقط في يد الطواغيت المجرمين لأجل دينه فثبت وصمد برغم مرضه بالسكري ، ونال من التعذيب ما نال الأوائل من سلفنا الصالح ، حتى قضى نحبه على يد جلاوزة المخابرات الحربية بعد أن منعوا عنه العلاج واشتدوا عليه في التعذيب ، فشربت كلماته من دمائه ، فرحمك الله من فارس ورفع الله قدرك في عليين مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا ورحم الله ابن تيمية الذي قال [قوام هذا الدين كتاب يهدي وسيف ينصر وكفى بربك هاديًا ونصيرًا] .
- ألا فليعلم الطواغيت وأذنابهم أننا بعون الله سنثأر لهم ، ولنضربن منكم الرقاب ولنقطعن منكم كل بنان ولنشدن بكم الوثاق حتى يتم النصر أو نهلك دونه .
أخي إنني ما سئمت الكفاح .. ولا أنا ألقيت عني السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح ... ويرفع رايتنا من جديد
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
جماعة أنصار بيت المقدس
1 ربيع أول 1435
2 يناير 2014