المتكلمه بالقرأن..!! ذكر ابن عباس في كتابه طرائف النساء :
أن الإمام عبد الله بن المبارك خرج ذات مرة للحج إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه - صلى الله عليه وسلم- يقول عبد الله بن المبارك : وبينما أنا أسير في بعض الطريق إذا بي أرى سواد فتميزته فإذا بها امرأة عجوز عليها درع من صوف أسود وخمار من صوف فاقتربت منها فلما اقتربت منها قلت لها ....
* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
- فقالت: (( سلام قولا ً من رب رحيم ))
* فقلت : يرحمك الله يا أمة الله ماذا تصنعين في هذا المكان ؟
- فقالت( ومن يضلل فلن تجد له وليـًا مرشدا))
قال فعلمت من كلامها أنها ضلت الطريق
* فقلت لها : فإلى أين تريدين ؟ إلى أين الذهاب ؟ إلى أين المسير ؟
- فقالت: (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى))
قال فعلمت من كلامها أنها قد قضت الحج وتريد أن تزور بيت المقدس
* فقلت لها : منذ كم وأنتِ في هذا المكان؟
- فقالت: (( ثلاثة ليالي سويا ))
* فقلت لها : أنا لا أرى معكِ طعام ولا شراب فمن أين تأكلين ؟
- فقالت: (( هو الذي يطعمني ويسقين ))
* فقلت لها : فبماذا تتوضئين إذا جاءك الصلاة ؟
- قالت : ((فإن لم تجدوا ماء ًا فتيمموا صعيدا طيبا ))
* فقلت لها : أن معي بعض الطعام والشراب فهل أعطيكِ منه ؟
- فقالت: (( ثم أتموا الصيام إلى الليل ))
فعلمت أنها صائمة
* فقلت : لماذا لا تكلميني مثلما أكلمكِ؟ لماذا لا تتحدثين معي كما أحدثكِ ؟
- فقالت : (( ما يلفظ من قول ألا لديه رقيب عتيد ))
* فقلت لها : هل لي أن أحملكِ على ناقتي هذه ؟
- فقالت : (( وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم))
قال فأنخت الناقة أنخت ناقتي لتركب عليها فلما أنخت الناقة....
- قالت : (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ))
قال فغضضت بصري فلما ركبت
- قالت : (( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين أنا إلى ربنا لمنقلبون ))
قال فسرت بها قليلاً ...
* فقلت لها : يا أمة الله هل أنتِ متزوجة ؟
- فقالت: (( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء أن تبدَ لكم تسؤ كم))
قال فسكت ولم أتحدث معها حتى أدركنا القافلة
* فقلت لها : هذه هي القافلة فمن لكِ فيها ؟ هل لكِ فيها أحد فأناديه ؟
- فقالت: (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ))
قال فعلمت من كلامها أن لها أولاد في القافلة
* فقلت لها: وما شأنهم ؟ ماذا عملهم ؟ ماذا يفعلون في القافلة ؟ أهم مسافرون ؟
- فقالت : (( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ))
قال فعلمت أنهم أدلاء الركب قال فتحركت بها إلى العمارات والقباب التي يجلس بها المسافرون
* فقلت لها : نحن أمام هذه العمارات فمن لكِ فيها ؟ فمن أنادي ؟
- فقالت : (( واتخذ الله إبراهيم خليلا)) ((وكلم موسى تكليما)) ((يا يحيى خذ الكتاب بقوة ))
قال فناديت : يا إبراهيم يا موسى يا يحيى قال فأقبل ثلاثة من الشباب كأنهم الأقمار قال : فلما جلسوا بين يدي أمهم
- قالت : (( فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه ))
تريد أن تضيف عبد الله بن المبارك قال: فذهب أحدهم فجاءنا بطعام وشراب فوضعه أمامي
فقالت لنا العجوز : (( كلوا وشربوا هنيئا ً بما أسلفتم في الأيام الخالية ))
* فقلت : طعامكم وشرابكم حرام علي حتى تخبروني ما شأن أمكم هذه ؟ ما قصتها ؟
فقالوا : أن أمنا هذه منذ أربعين سنة وهي لا تتكلم ألا بالقرآن مخافة أن تزل لسانها فيسخط عليها الرحمن
فقلت : (( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )) .......