عرض مشاركة واحدة
  #796  
قديم 01-06-2014, 01:57 PM
 

















ايها الشتاء لم تكن يوماً بغريب عنا
مهما ازدادت برودتك أزدادت الاروح تعلقاً بك
مثلك بردوتنا هي ذاتها منبع عطائنا
لا نستطيع التعبير بصدق
لكن الكثير منا يملك قلباً صادقاً


صرخت من بين دموعها: لماذا كذبت أكاي قلت لي أنك ستكون هنا
أنسيت وعدتني هي أستيقظ أرجوك أوفي بوعدك لي أرجوك
أكاي أرجوك لا تمثل الآن هذا ليس وقتك
أكــــــــــاي أنت تسمعني أليس كذالك أنت هنا صحيح
لم يحن وقت رحيلك هناك وعد وعدته لي بإرادتك أكااااااااااااي



عندما يهان الكبرياء..يموت الضمير



أمنيته.. بل حلم ؟؟

أجل كان حلماً رأته به يبتسم .. كان بينهم يجلس بجوار لويس ويتحدث
عن نصره المزعوم لا تعلم حقاً لماذا كانت تبكي على الرغم من نقاء حلمها
رماها بنظرة مستغربة وهو يسأل .. لماذا تبكين ميري ؟؟

أجابته بحرقة : لا يجب أن تكون هنا أكاي بالأمس غادرتنا بقسوة

أبتسم بثقة ألفتها به وقال : أنت فريدة من نوعك ميري .
كيف يمكنك أن تجعلي من حلمك تعيس ؟؟ استمتعي بحياتك يا فتاة ..

كلماته زادت من بكائها حتى أنها لم تعد تستطيع كتم شهقاتها

هز رأسه بيأس ووقف متجهاً نحوها وعلامات الاستياء قد خطت على ملامحه

وقف أمامها ثم جلس القرفصاء ومسح دموعها بأطراف أصابعه ..همس بكلمات جعلتها تبتسم

مما جعل من حولها بالواقع يستغربون

مايا بألم : ما بها منذ قليل كانت تبكي والآن تبتسم

فتحت عينها ببطء لترى الجميع حولها عداه

ابتسم ميرك ابتسامه شاحبة ليعبر عن سعادته باستيقاظ أخته بعد مضي يوم كامل على نومها الغريب

نزلت من سرير المشفى الضيق ذاك بسرعة وكلماته تطاردها

أمسكها ماثيو من عضدها وبنبرة آمره أجبرها على الجلوس ثم سألها بقلق : إلى أين تريدين الذهاب ؟؟

حركت شفتيها بثقل : لرؤية أكاي .. هو لم يمت صحيح ..
أريد البحث عنه أشعر أنه بيننا لا أستطيع تصديق انه رحل للأبد

كلماتها تلك حركت مشاعر جميع من هم معها ..
لماذا تريد تعذيبهم أكثر لقد تعبوا حتى استطاعوا تناسي ألمهم لبعض
الوقت كل منهم لا يريد أن يظهر ضعفه أمام الآخر

ـ لقد مات هل تفهمين هذا .. رحل.. أجل رحل للأبد! أنها حقيقة يجب عليك تقبلها بشكل أو بآخر

قالتها مايا بصوتها الثابت الذي بدا غريباً على ملامح وجهها البائسة تلك

ـ ماذا سنفعل الآن بدونه لقد ذهب كل ما فعلناه أدراج الرياح ؟؟

أجاب لويس على سؤال ساندرا بـ كلمتان فقط بدت أكثر تعبيراً عن حقده .: سنكمل طريقه

في تلك اللحظة دخل دونالد وعلامات القوة بادية عليه
وكأنه يقول بذالك لا وقت للحزن الآن .. ألقى عليهم التحية
..تم أستأنف قائلاً اليوم سنقوم بشعائر الدفن فلا يمكننا التأجيل أكثر

الدفن .. الدفـــــــن كانت تلك الكلمة تترد بعقولهم وكلاً يفكر
بطريقته منهم من صدق ورضخ ومنهم من رأى بدفنه خير
للجميع ومنهم من لم يستطع حتى التصديق بموته
إلى الآن فكيف سيستطيع دفنه

اختلفت إجاباتهم مع اختلاف وجهات النظر

إلا أن صوت ذلك الأخير زلزلهم

ـ أمات أكاي حقاً

اتسعت أعينهم هول الصدمة ولم يجرؤ أحدهم على الإجابة

أعاد سؤاله بغضب .. أمـات أكــــاي ؟؟

ـ لم يمت بل قتل ؟؟ إجابة مارك كانت أكثر من كافيه

لوهلة شعر بفقدان للتوازن عكازه ذاك وقع ليصدر صوتاً
مدوياً بالمكان الذي بات هادئاً بالكاد تسمع به أصوات الأنفاس المتقطعة

الصدمة ألجمتهم جميعاً.. لم يعد بـ استطاعة أحدهم
التصرف جل ما كانوا يخشونه فقدانهم لشخص آخر اليوم

شعر أن انهياره ليس بوقته أبدا لذلك ضغط على نفسه بكل ما يستطيع ليبقى واقفاً

بذل القليل من الجهد ليظهر تلك الابتسامة التي أعتادها
الجميع حرك شفتيه ليتحدث بصوته الرخيم : لما لم تخبروني
من قبل .. أترون أنه من اللائق تأجيل دفن البطل

دعوه يرقد بسلام ،قدم الكثير لنا .. هو منذ البداية كان
يبحث عن الراحة .. لا يجب أن نكون بتلك الأنانية صحيح

سأقف على قدماي وأساعد بدفنه تقديراً له .. كيف تسمون
أنفسكم أصدقائه وأنتم بهذا الضعف هيا قفوا امسحوا
دموعكم ودعوه بشكل لائق كما استقبلتموه

أكاي كان بطل .. أنا واثق أنه لا يريد منكم الحزن .. تماسكوا أرجوكم من أجل صديقكم

رمق والده بنظرات ملئها الثقة : أبي دعنا نبدأ بشعائر الدفن

مشى ليخرج من الغرفة إلا أن ماثيو أمسك يده قائلاً :
سأساعدك لتصل لغرفتك وعندما يجهزون أكاي سنذهب معهم


هز رأسه موافقاً على مضض لأنه يعلم تماماً أنه لو مشى خطوة واحدة بعد سيقع لا محالة



سارا معاً ببطء

ليسأل ماثيو بغضب واضح رغم محاولته ليبدو سؤاله عادياً : لما تصر على الضغط على نفسك كاي

ـ ربما هي عادة ,, وقد يعود ذلك لأني على شفى الهاوية .. الانهيار ليس ببعيد عني

أتعلم ماث رؤيتهم بتلك الحالة دمرت كياني ، كنت أريد أن استجمع بعض الثقة منكم لكن يبدو أني لن أجدها بتلك القلوب البائسة

بدا الأسف على ماث وهو يقول : آسف لأننا خذلناك

ـ لا بأس ماث لا تعتذر

دخلا لغرفة كايتو ساعده ماث على الأستلقاء ثم جلس بجوار السرير

ـ ماذا سنفعل الآن ماث؟ .. موت أكاي مؤلم من جميع النواحي

نحن فقدنا الكثير وفقد صديق أخير يكاد يخنقني وأيضا كيف لنا أن نتوقف بعد كل هذه التضحيات؟

ـ أتعلم أن نفسي ضائعة لا أعلم ماذا سأفعل؟! .. أشعر بالضعف منذ إصابتك .. حقا بت أتمنى لو أن أكاي لم يدخل حياتنا

هز كايتو رأسه بالنفي وابتسامة صادقة خطت طريقها لشفتيه رغم اصفرار وجهه قال بامتنان : أكاي كان كزهرة نبتت رغم قسوة الشتاء .. لولا وجوده بيننا لقضينا عام من الشجارات .. وكثير من الحقائق كانت لتختفي .. لم أكن لأعلم أن إيساو أخي و فالون ابن عمتي

لم نكن لنعلم من هي العصابة ولم نكن لنعي إستراتجيتها مطلقاً.. ما كنا قضينا تلك التجربة الممتعة والمؤلمة بالوقت ذاته

أبتسم ماثيو بخبث : تذكر دائما انأ الفائز بخطة لويس المجنونة تلك .. سنسير على خطى أكاي ونكمل ما بدأناه معاً لكن حاول أن تبقى على قيد الحياة تلك الفترة فأنت مدين لي بالكثير كاي

هز كايتو رأسه إيجاباً بتعب

وقف ماث وقال : إذا ارتح الآن وتعافى بسرعة

خرج من الغرفة وهو يفكر بصعوبة دور المتفائل تلك كيف تمكن كايتو من إتقانه

بالنسبة لماث الحقد الذي اشتعل بقلبه لن يطفأه سوى رأس نيكولاس


بدأت شعائر الدفن بتمام الساعة الرابعة عصراً.. لكن المفاجئ قدوم الكثير من عناصر الشرطة والشخصيات المرموقة بالمجتمع لتحضر جنازته

كان لويس هو أول من تقدم ليضعه بقبره ملاذه الأخير .. إلا أن ماثيو تقدم لمساعدته والبقية كانوا واقفين يتابعوا الشعائر بصمت

انهمرت الدموع من عيون البعض وحاول البعض الآخر التماسك بصعوبة بينما قدمت الشرطة التحية على قبره

أما مايا كانت تحترق ألماً كلما رأت حفنه من الثرى تراق فوقه تماسكت بصعوبة .. شعورها ذاك لم يكن أحد ليفهمه ما أصعب أن تفقد عزيز على يد عزيز آخر

كيف تمكن إيساو من فعلها ألم يفكر بمشاعرها كيف ستكون أم أنه كان يخدعها كل ذلك الوقت

التفكير بالأمر جعلها تنهار

رمت نفسها فوق قبره بألم وهي تبكي بصوت واضح للجميع لم تستطع التماسك أكاي كان قريباً منها بكل شيء لماذا قرر الرحيل الآن أستطاع أن يبقى على قيد الحياة دائماً . رغم كل الظروف ورغم كل تلك الإصابات .. لكنه الآن وبسهولة مات

قطع صوتها الباكي وهي تناديه نياط قلوب جميع الحاضرين

حاول لويس إبعادها عن القبر لكنه لم يستطع

أما ميرال فكانت تبدو تائهة تماماً.. لا تعلم ماذا ستفعل أتخفف عن أختها الوحيدة المتبقية لها من الفتيات أم تبحث عن قاتل أكاي؟؟ حدسها دائماً لا يخطئ . وهي الآن تشعر بوجوده .. بحثت عنه بسرعة بين الحاضرين لتراه فعلاً مختلط برجال الشرطة بأرتدائه زيهم وينظر لمايا بألم بدا جلياً على معالم وجهه ..

تساءلت بحقد : ماذا يفعل هنا أشعر بتأنيب الضمير ؟أم أتى ليرى ضحيته ؟ وكيف للشرطة الغبية أن لا تراه؟!

كادت أن تصرخ وتخبرهم بوجوده إلا أن كلمات أكاي التي قالها بالحلم داهمت ذاكرتها على حين غرة .. لذلك آثرت الصمت وتغيير الخطة

تسللت لتجلس بين السيارات ما أن انفض الناس حتى رأته يتجه نحو إحداها فسبقته بالدخول إليها من المقعد الخلفي خلسة

لم تعلم كيف منعت نفسها عن قتله الآن إلا أن خطتها كانت أن تبقى بسيارته حتى يدخل جبل الموت وهناك ستخرج وتقتله مع ابن عمه التافه



ترجل من السيارة ما أن وصل لمبتغاه وكما توقعت كان ذلك الجبل المشؤوم

سار مبتعداً خطوات مكنتها من أخراج مسدسها وملئه بالذخيرة

إلا أن صوته وهو يتحدث لأحدهم جعلها ترهف السمع ..

ـ أخيراً قاموا بشعائر الدفن لقد تأخروا قليلاً أليس كذلك؟

ـ أجل ربما .. من كان هناك منهم؟؟

ـ الجميع حتى كايتو كان معهم

ـ جيد من الغد سنبدأ بخطتنا للإبادة الجماعية

الصدمة جعلتها تخرج من السيارة بتهور مطلق لتتأكد من حقيقة ما سمعته بل لتتأكد من صاحب الصوت الثاني

وجهت مسدسها نحوهما وهي ترتجف : أنتما وغدان .. لقد وثقنا بكما أتعلمان وخاصة أنت فالون كيف تستطيع أن تفعلها بنا ؟؟

تماسكت وهي توجه مسدسها نحوه خاصة وهي تصرخ : سأقتلك هنا أيها الخائن

مشى نحوها بخطوات مترددة وهو يقول .. لا تتهوري ميرال

ـ ضحكت بجنون واضح تناسب كلياً مع شكلها المنهار ذاك وهي تردد سأقتلكما معاً .. وأنت فان لا تقترب مني

صرخ بها : أنت على حافة المنحدر إن أطلقتي النار علينا لن تستطيعي السيطرة على ارتداد المسدس

ـ دعها تطلق تلك المخدوعة الغبية ..

صوته البغيض جعل من غضبها يتضاعف : ثلاثة من الأوغاد بمكان واحد .. سأقتلكم جميعاً

فالون ببرود : أذهب من هنا نيكولاس .. ميرال دعيني اشرح لك

ـ ماذا تريد أن تشرح ؟..كل شيء واضح

هز نيكولاس رأسه باستمتاع وقال : أجل واضح لكن هناك حقائق عليك سماعها أيتها الجميلة

فالون منذ البداية معنا وهو اشترى حياتكم منا وذلك بقتل ثلاثة منكم .( أكاي .. لويس ..ساندرا )

رمقته بغضب أكبر : أتريد أن تقتل أختك؟! فاضت عيناها بدموع لم تستطع منعها على الرغم من جميع الأسوار التي بنتها وهي تردف بألم : أختك التي أحبتك أيها الوغد كيف تفكر بهذا ؟!

أخفض فالون رأسه بانكسار : ساندرا كانت السبب بموت أسامي

دون تردد أطلقت النار عليه إلا أن إيساو أبعده بسرعة مما جعله يتفادى طلقتها بأعجوبة بينما لم تستطع هي السيطرة على قوة ارتداد المسدس فسقطت

ركض فالون نحوها بينما أطلق نيكولاس ضحكات مستمتعة

أما إيساو فلحق بفالون لينظر أين سقطت ميرال

مستلقية دون حراك على صخرة عملاقة والدماء تملئ المكان من حولها

إيساو بأمل : أتستطيع النزول لإحضارها فالون؟!.. قد تكون على قيد الحياة

هز الأخير رأسه إيجاباً وبدأ النزول بحذر بينما ذهب إيساو لإحضار حبل من سيارته عاد ليرى فالون جاثياً على ركبتيه يتفحص نبضها

رمى الحبل لفالون ليقول الأخير بأسف : لقد ماتت

صعقت الصدمة صاحبه..

ليردف فالون: لكن يجب علينا دفنها كما فعلنا بأختها
ربطها بالحبل ليسحب صاحبته


بينما كان جل ما يفعله نيك هو تصوير ذلك بهاتفه المحمول وهو يعلق بسخرية: مجرمان يعملان جاهدان لإنقاذ ضحيتهما

علق إيساو بغضب : أن لم تخرس سأدفنك معها نيك

ـ أوه أتعلم أنا الآن أرتجف

ـ أقسم لك أني سأنتقم منك

ـ وما شأني بموتها ؟!

حملها إيساو بين يديه ليضعها جانباً وهو يقول : لأنك هنا الآن

صعد فالون وبدأ بالحفر لدفنها وضعها بالقبر بهدوء وقال: دعونا نعد للمقر

بينما كان يقف سقطت محفظة نقوده من جيبه

سار الثلاثة وعلى كل منهم تعابير مختلفة إلا أن المتعة كانت من نصيب نيكولاس الذي يعلم تماماً أنهما فقدا شخصاً مهماً

تكلم ببرود : إيساو لما أنت غاضب ؟الم تقل أنك قطعت علاقتك بها؟!

ـ أجل لكنها تبقى صديقتي

ـ أوه لم أتوقع صراحتك تلك

ـ لا بأس بأن أكون صريحاً اليوم معك فأنا لا أعلم متى قد لا أراك

أبتسم فالون مما جعل من نيكولاس يغضب

ـ أنت لم تضحك ؟؟ ألم تدفن صديقتك منذ دقائق ؟؟

عاد الشحوب لوجه فالون الذي قال : ابتسمت لفكرة أني قد لا أراك غداً

وضع يده بجيبه عندما رن هاتفه . فستشعر غياب محفظته

أجاب على المكالمة

مرحباً ماث .. ماذا وصية أكاي ستقرئ اليوم .. حسناً سآتي حالاً.. إلى اللقاء

أبتسم بخبث وقال : منذ الآن سيبدأ المرح

أتجه نحو قبر ميرال ليرى جزء من محفظته الذي بدا جلياً أنها بقبر ميري

أزاح القليل من التراب عن القبر ليخرجها

ابتسم لميرال وقال : تبدين أكثر رقة وأنت ميتة أتعلمين ؟؟

أرقدي بسلام وأعدك أني سأنقل قبرك ليصبح بجوار قبر أكاي




اجتمع الجميع هناك حول المحامي.. الجميع عدى من حكم عليهم بالموت والأختفاء .. في ليلة كانت الأقسى ..

أين ميرال ؟

سؤال دونالد جعلهم ينتفضون تماماً .. الافكار السوداء لفت عقولهم بسرعة .

وقفت مايا متجهة نحو الهاتف في محاولة منها للإتصال بميرال حاولت مرارا ومرارا .. من هاتفها المحمول ومن هاتف المنزل لكن لا إجابة .. الأمر ذاته يحدث يرن الهاتف حتى ينقطع الإتصال

تنحنح المحامي بوقار قائلاً : أيمكننا البدأ الآن ؟؟

هز دونالد رأسه موافقاً . ثم أشار لمايا بالجلوس .. لتفعل هذا على مضض

أخرج المحامي من حقيبته صندوق صغير وقال لم يترك السيد أكاي سوى هذا لكم

طرق الباب ليدخل منه فالون مع جان

مما لفت انظار الموجودين له

أبتسمت مايا بسعادة : جان هنا كنت قلقة عليك أين كنت ؟؟

لم يجبها ذلك الأخير بل اكتفى بإيماءة خفيفة .. صحبتها ابتسامة لطيفة

ليتكلم فالون : لقد وجدته اليوم صباحاً في إحدى أزقة الشوارع .. يبدو أنه كان سجيناً عند نيكولاس

جلس الاثنين وقد اعتذر فان عن تأخره من المحامي

ماث باتزان : هل يمكننا فتح الصندوق؟

ـ أجل لكن السيد أكاي طلب أن أسلم الصندوق للسيد كايتو .. فمن منكم هو كايتو

بدت الدهشة على وجوه الجميع والسؤال الذي يطرح نفسه .. لماذا كاي؟؟

وقف كايتو متجهاً نحو المحامي بخطوات مترددة انحنى قليلاً ليلتقط الصندوق .. ثم عاد لمكانه وبـ يدان مرتجفتان فتحه

وجد بداخله رسالة وشريط فيديو

بدأ بقراءة الرسالة

( أهلا أعزائي .. صراحةً لست من النوع الذي يجيد كتابة الوصايا لذالك تركت لكم الشريط يمكنكم متابعته للدقيقة الرابعة عشر ثم أرجو منكم المغادرة وترك المتبقي ليشاهده كايتو وحده)

رمق دونالد كايتو بحنان قائلاً : أفتحه بني ...

ـ حسناً

وقف بابتسامة لم تتناسب مطلقاً مع خفقان قلبه الشديد وكأنه تنبأ أن ما بداخل ذلك القرص ليس إلا شيء سيثقل كاهليه .. انحنى قليلاً ووضعه بمشغل الفيديو جلس على أريكة قريبة من التلفاز ... وانتظر قليلاً ليفتح ...


(أطل أكاي بابتسامة ملئها الحماس وهو على كرسي أسود .. في غرفة صغيرة طليت بالأزرق .. مرحباً جميعاً .. آسف حقاً لأجلكم لم أكن أريد ترككم وحدكم في هذا الوقت

زاد من إبتسامته وأخذ يبعثر شعره ..: لكن أتعلمون موتي سيوفر لكم المزيد من الوقت

أسمعوني الآن قائدكم من بعدي سيكون ماثيو اتفقنا .. أنا أثق بك ماث لا تخيب ظني وإلا سأقتلك بأحلامك ... أسند ظهره على الكرسي باسترخاء وأردف .. لا تكرهوا إيساو اتفقنا هو لم يؤذني بل نفذ ما طلبته أنا منه .. إنه شخص جيد قد يكون متذبذب بين شخصيتان لكنه في النهاية يبقى أبن دونالد ..

الآن هلا تركتم كاي وحده هناك أمر أريده أن يعرفه .. )

أوقف لويس الفيديو ليقول بلباقة دعونا نخرج

مايا وهي بالكاد تمسك نفسها عن البكاء : أنه هو ذاته بابتسامته وأسلوبه .. أنه صوته .. كيف يمكنه ان يطلب من إيساو أن يقتله ؟؟ كتمت شهقة قوية بوضع يدها على وجهها وأردفت .. كيف له ان يموت ويتركنا هنا أن لا أستوعب الأمر حتى

أمسك لويس يدها بإبتسامة : هيا مايا دعينا نخرج الآن لكن ثقي بأكاي هو من أختار هذه الطريق .. سيتمكن الآن من أن يرتاح ويلتقي بصديقه .. لا تحزني مايا

ساعدها على النهوض وخرج من الغرفة معها ليتبعه الجميع عدا كاي

بعد أن أوصدوا الباب خلفهم .. فتح الشريط

أبتسم أكاي برقة عندها وقال : كايتو وينر عليك أن تعلم يا عزيزي أن ما سأخبرك به لك فقط لا يجب ان يعلمه أحد

بداية إن كنت ترغب بالحفاظ على السر أكمل وإن لم ترغب اتلف الشريط

فكر كاي الأمور التي ستعرفها عن اصدقائك قد تفقدك السيطرة لا أريدك أن تنهار وأكون السبب

.. جيد إذاً .. هناك عدة حوادث جرت بالخفاء ولم يعرف أي منا سببها لكني عرفت

بداية قتل فالون لأبنة عمه ثم هناك من حاول قتل جوليا في الخفاء .. سبب الشخصية المزدوجة لإيساو .. وأخيراً إختفاء جان وموتي المفاجئ .. سأشرح لك كل هذا



جلس في عرينه يضحك بشدة كما لم يفعل منذ زمن .... صوته جعل القشعريرة تجري في جسدها

إتجهت نحو غرفته وطرقت الباب طرقتان ثم دخلت عندما سمعت صوته المستمتع إدخلي جولي

دخلت للغرفة فأشار لها أن تقترب

مشت نحوه بثبات لتقف أمامه أستجمعت طاقتها وقالت : أتيت لأعتذر منك نيك لقد كنت غبية حين حررت ساندرا لكني لم أكن أقصد خيانتك

أبتسم بنصر : أعلم جوليا لا يمكنك ان تفكري بخيانتي حتى لا بأس عليك .. وكهدية لك سأريك فلماً مضحكاً صورته اليوم ..

أشار لها ان تجلس بجواره ففعلت .. مد لها هاتفه بعد أن قام بتشغيله وأردف : تلك هي صاحبة القلب الجليدي لقد ماتت بسبب طيشها

أمسكت جوليا الهاتف بقوة ومع مرور كل ثانية تزيد قوة ضغطها عليه

نظر إليها نيكولاس باستغراب ما بك ؟؟

وضعت يدها اليمنى على جبينها وأخذت تضحك بهستيريه وهي تقول .. لقد ماتت ميرال صحيح لقد ماتت هههههههههه ... وقفت وهي تترنح .. أحسنت نيك لقد صورت كل شيء علينا ان نوصل التسجيل لهم حتى يقتتلوا فيما بينهم

خرجت من الغرفة وضحكاتها تزداد .. أخذت تستند على الجدار حتى وصلت لغرفتها رمت نفسها على الأرض وأخذت تبكي بألم .. من بقي منكم يا رفاق ها قد بدأتم تموتون واحداً تلو الآخر


ماري ... ميرال .. أكاي .. ماريا .. جاك من التالي ؟؟


مرت ساعة وهاهي الثانية تمر ببطء شديد

الجو متوتر جداً

أطل كايتو أخيراً بعد 85 دقيقة من الأنتظار

لكن مهلاً لا يبدو أنه بخير إطلاقاً

وجهه محمر بالكامل ... قدماه لا تقويان على حمله حتى

أسرع ماثيو نحوه ليساعده .. أمسك بيده ليصدم من الأرتخاف

يبدو وكأنك تلقيت صدمة من العيار الثقيل ؟!!

تلك الكلمات التي نطق بها لويس كانت أكثر من كافية لإنفجار كايتو

أنت أوقح مما أعتقدت لويس أتعلم .. أتمنى أني لم أعرفك يوماً

ليتني مت ولم أرك اليوم

أنت تافه لويس .. أتعلم لم أتخيلك يوماً بهذه الخباثة؟!

أبتسم لويس بطريقة كفيلة لتزيد غضب صاحبه وكأنه تعمد أغضابة

أما البقية فكانت الصدمة كافية لتتشل حركتهم

الكثير والكثير من التساؤلات كانت تدور بعقولهم لكن لا طاقة لديهم حتى للكلام

كايتو غاضب من لويس هذا غير طبيعي

ـ لويس أخبرني لماذا؟ .. ألم نكن فريق كيف أمكنك التخطيط لأمر كهذا دون أخبارنا؟؟

أخيراً تنحنح لويس مع ابتسامة خفيفة : عزيزي كايتو هل كنت ستوافق لو أخبرناك ..أختفت إبتسامته: ليجيب لا بالتأكيد ،أنت مختلف تماماً عنا .. أشار لرفاقه بسبابته واحد تلو الآخر وتابع .. هم أسوء منك

نحن في القرن 21 وأنتم تفكرون بأن الحرب لعبة

ـ حقير .. نذل .. أنت استخدمتنا فقط أليس كذلك!!؟ لا مشكلة لديك حتى لو كنا مجرد طعم

قالها كايتو وجسده يرتجف بينما هو يبتعد عن ماثيو

جلس لويس على إحدى الأرائك بدا انه يفكر قبل ان يجيب : لا لستم دمى ولم أستخدمكم .. أنت الآن تعطي الأمور أكبر من حجمها أنا وأنتم كنا شركاء

لكنكم لن تحتملوا أن نكمل ما بدأناه يكفي أنكم فقدتم الكثير لذلك كان علينا إبعادكم عن مخططنا.. أنا وأكاي قررنا أخيراً .. أنتم يجب أن تعودوا لحياتكم الطبيعية قبل أن ترونا ، تخيلوا فقط أن وجودنا معكم كان مجرد حلم

جلس كايتو أخيراً نتيجة عدم توازنه وأخذ يضحك بمراره : فهمتك تماماً انت وأكاي تريدون منا أن نعود لحياتنا الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن

لكن من سيعيد جاك؟ أخبرني لويس هل سأراه غداً عندما أذهب للمدرسة؟!

هل سيكون هناك ليوبخني ؟! أجب هيا ، من سيعيد السيدة ماريا للعيش مع ابنائها ؟؟

ماري على الأقل أعد ماري ثم انسحب

وأنا أعدك في حال فشلت خطتك سأدفنك بطريقة لائقة

لويس أنت حقاً نذل غير مراعي .

بعد كل ما فقدته هنا لن أتوقف أبداً .. سأنسى ما سمعته بالشريط من صديقك الدكتاتوري

أيضاً سأكمل طريقي لإعادة أخي الأكبر أو قتله

كلماته تلك كانت اقوى من نصل سيف مسموم بوقعها على لويس

وقف أخيراً صاحب الوجه البائس وقال : مايا لا تكرهي إيساو هو لم يقتل أكاي

بل لويس من قتله .

ترك الغرفة وهو يمشي مترنحاً

شعر بيد احدهم تمسك يده ثم تسلل صوته الأجش لمسمعه

ـ أحسنت يا صغير يبدو أنك نضجت أخيراً

ـ لماذا تبعتني ؟؟

بأبتسامة خبيثة قصد أن تكون مشابهة لتلك التي يرسمها لويس أجاب : لا أراك تبكي يا صاح

دموعك ستكون ممتعة بعد شجارك مع صديقك المقرب

خلل أصابعه بين خصلات شعره .. توقف وألتفت ناحية صاحبه وقال : لن أبكي مهما فعل لويس .. غضبي عليه لم يكن مبرراً على أي حال ، هو متغطرس وأنا أريد تحطيمه ، فلما علي أن أبكي ؟!

بدا على ماثيو الفهم : أنت لن تبكي إذاً هذا مؤسف كنت ستمتعني لو فعلت

رفع ماثيو يده بسرعة خاطفه و بعثر شعر كايتو مردفاً : أنا لا أعلم ما الذي أخبرك إياهـ أكاي لكن ثق بهم ، وأفعل ما تشاء

عاودا السير ليتكلم كايتو : أتعلم سأخبرك بكل ما أخبرني إياه أكاي في النهاية أنا لم أعده بأن اصمت

هو كذب علينا وأستغفلنا وأنا سأردها له .. في النهاية لا أريد ان أندم لو صمت

ـ ألن تندم إذا أخبرتني؟!

هز برأسه نفياً : لا مطلقاً أنت في النهاية لم تخدعني

سأخبرك بكل شيء تريد معرفته ربما لا نلتقي مجدداً بعد معركتنا

أريد أن أنهي حياتي دون أن تشعر أني قد خدعتك بأمر، أريدك أن تعرف كل الأمور التي لم أخبرها لأحد.

ــ أجل قلها بسرعة لكي أدفنك دفناً لائقاً بعد موتك ايها الوغد




أنا لم أعد أعلم ما هو الصواب من الخطأ

أرى كل يوم شروق الشمس وأفولها لكن أليس من الغريب أنها تواظب على عملها؟!

لو كنت الشمس لغادرت دون رجعة لم أكن لأشرق على نفوس فاسدة ..

كنت سأغادر دون رجعة لمكان آخر مختلف كل الإختلاف عن هذا الكوكب المليء بالمتعفنين أخلاقياً

مجردين من الطهارة كلياً

نفوس بائسة تستحق الموت

أوه صحيح أنا مثلهم تماماً .. يجب أن أبدأ بنفسي قبل ان أتحدث عن غيري

أيقظه من أفكاره الغريبة صوت صاحبه المستاء : جان يا غبي تعال لغرفتي هناك أمر مهم سأخبرك به

ـ آسف لست مستعد بعد لتقبلك عزيزي دعني وأذهب... يكفي أننا نتطفل على منزل دونالد

سحب القليل من الهواء ليملئ رأتيه ثم أطلقه ليخفف من غضب نفسه : جان يكفيك عبث تعال معي وحسب هناك أمور قد يسعدك سماعها

ـ أيها تقصد موت ماري ام أكاي؟! . تبسم مخفياً ألم لا يشعر به سواه وكأن قلبه سينفطر وأردف .. أم ربما هناك الأسوء

لم يتمالك أعصابه هذه المره فأطلق العنان ليده لتصفع صديقه البائس

تلك الصفعة استقرت على وجه ذلك الفتى القصير لتترك أثر واضح .. آلمته حقاً لكنها لم تكن أول مره يصفع بها... فقط أختلف الشخص الذي يصفعه

وقف دون حتى ان يلقي بالاً لخدهـ المحمرمشى بخطوات سريعة متجاوزاً
فالون وهو يهمس .. "سأردها لك أضعافاً مضاعفة"


أمسكه الأخير ونطق بصوت متألم : لم أقصد أن أفعلها اقسم لك .. كنت اريد ان تسمعني فحسب

ـ أيزعجك رؤيه هذا الوجه متألم ؟؟!!

ـ أجل إنه يؤلمني كثيراً أكثر مما قد يألمك

ـ حسناً سأسمعك وبعدها ان كان الأمر سيء سأنتحر اقسم لك أني سأفعلها

انقبض قلبه بعد سماعة لتلك الكلمات القليلة

ـ أعدك أني لن أدعك تموت يكفيني ما فقدت إلى الآن

ـ أنت غبي تعلقك بي مزعج أتعلم .. أنت إنسان محطم تماماً

بعد انتهاء عملنا ستنهار فالون .. بصوت مرتفع ونبرة متأثرة ، أنت ستموت حقاً لأني سأختفي للأبد هذا إن قاومت وطئ المعركة الأخيرة

ـ أخرس لا تسمعني صوتك .. لا تتحدث بأمور كهذه مطلقاً ، أتبعني وحسب جان

شدد على نطقه للأسم بشكل ملحوظ

ليسمع صوت قهقهه ليست بغريبة عليه

وجه الأثنان نظرهما لصاحبهما المتطفل لتشتد صدمتهم كثيراً

مارك أم ميرك من انت منهما ؟؟

سؤال مميز أطلقه فالون مع انه يعلم تماماً انه مارك لكن تصرف كهذا لا يمكن ان يصدر من مارك مطلقاً

توقفت تلك القهقهة ليبتسم صاحبها بخبث مطلق غريب كل الغرابة عليه : فالون الغبي لقد أوقعت نفسك بالمشاكل إذاً

ـ ما الذي تقصده؟!

كاد ان يجيب بكل فخر لكن ميرك أحتضنه ووضع يده على فم توأمه الخارج عن السيطرة

ميرك بأبتسامة مشاكسة : أكمل عملك فالون ولا تتحدث مع مارك لانه مصاب بأنهيار عصبي

ـ كذبه واهيه من أكاذيبك ميرك صحيح؟؟

ملامح جان كانت أكثر من جادة .. لكن فعلاً معه حق مارك مهما كان ضعيفاً هو لا يكذب ولا يتصرف بقله احترام خاصة أنه وفالون مقربان جداً وهو يحترمه

أبعد مارك أخاه وقال: نحن في النهاية لسنا أعداء لو بقينا هكذا سنفقد إيساو وأنا لا أريد أن أفقده

أنا أعرف كل شيء عنك فالون وعن جان ايضاً كنت هناك يوم الحادثة

أقصد أنه من الغريب ما يحصل هنا الآن صحيح ؟َ!!

رفع فالون يده وكأنه مجرم تمت محاصرته وعلق ساخراً أنا استسلم






__________________

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ماكتبت يداهـ فلا تكتب
بخطك غير سطراً يسرك في القيامة أن تراهـ


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
كن هادءاً كالماء، قوياً كالدب، شرس كالمستذئب

التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 01-06-2014 الساعة 03:35 PM
رد مع اقتباس