عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 01-07-2014, 06:32 PM
 
الحلقه (10) (رحله نور من الظلمات الي النور)



لم يكن مرض والدي بالشئ اليسير علي ...بل إني تأثرت لذلك أشد التأثير
خاصةً أني كنت أحبه حباً شديداً وتعلقي به شديد جداً
وطيبته معي وأيضاً لمعاملته لي باللين والحب على الرغم من إسلامي
ودفاعه عني في كل كبيرة وصغيرة أمام أي أحد
لا يمكن أن أنسى عطفه وحنانه وحبه لي
كم أحبه..

مرض مرضاً شديداً ونقل سريعاً إلى المستشفى
حتى أننا ظننا أنه مرض الموت وكنت أخشى عليه أن يموت على النصرانية
كنت أزوره يومياً بالساعات وكان بالكاد ينطق بصعوبة
وأتفقت أنا وأخي على أن نتناوب المكوث معه ولا نتركه طول اليوم
هو بالليل وأنا بالنهار نتناوب على رعايته وأيضا استغلال الوقت لدعوته للإسلام
لعل الله يشرح صدره
كنت أقول له:
يا أبي.. أنا بدونك لا أساوي شئ..
ولو حدث لك أي شئ أخشى على نفسي الضياع لولا يقيني بالله.
قال لي: يكفيكي الله.
قلت له: أي إله يا أبى تقصد ؟؟؟
...سكت


قلت له: يا أبي إني أحبك والله وأخشى عليك..
فقلت له قصة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما عاد يهودي مريض
وأمر ابن اليهودي أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
فنظر الطفل إلى أبيه
فقال له الأب: أطع أبا القاسم يا بني وفعل الطفل.
وقلت له: يا أبي كان إذا يهودي أو نصراني أو مشرك مات على الشرك
بكى الرسول وقال أبكي على نفس هربت منى إلى النار..

يا أبى
لما لا تقولها
يا أبي أرحني يا أبى وأسلم لله وحده
قال لي: إنتي ما تعرفيش أعمامك ممكن يعملوا ايه..
..يا أبي
أنا لا أعرف اإلا الله ورسول الله
كلما قال لي تعرفي كذا
أقول لا أعرف إلا الله ورسوله
تعرفي كذا
لا أعرف إلا الله ورسوله
لا أعرف كنت أتكلم بلسان بليغ وحجة قوية
الكلام كان يأتى إلي وكنت أتكلم بكل حجة
وكان يتكلم بصعوبة وينطق بصعوبة


وفي خضم كلامي معه
دمعت عيناه..
فمسكت يده قبلتها وأنا أبكي
ونزلت على قدمه قبلتها وأنا أبكي بكاءً شديداً
وقلتها له: يا أبي أخشى عليك والله
أخشى عليك من النار يا أبي..
قولها يا أبي..
قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
كلمة تنجيك من النار..
قلها من قلبك يا أبي
يا أبي..
خسارة هذه اليد أن تدخل النار..
فول وجهه عني ودموعه لم تتوقف
جاء في هذه اللحظة أحد أعمامى من غلاظ القلوب
فتركت مكاني وخرجت..

وكان أخي قد جاء
فذهبت إلى البيت وأنا حزينة جداً
وفي المساء اتصل بي أخي هاتفياً وقال لي
تعااااااااااااااالى
الحقى !!
تعااااااااااااااااااالى بسرعة !!!
وقعت السماعه من يدي
ولم أدر بنفسي إلا وأنا في المستشفى

وكان أخي على يميني وأنا على يساره
قال: أبي رفض أن ينطق الشهادة إلا في وجودك
ونظرت إلى أبي والدموع تملأ عيني
فقال بصوته الواهن:
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
فقلت بأعلى صوتي
الله اكبر
الله اكبر
حتى سمعني كل من في المستشفى وجاء الطبيب والممرضات
متخيلين أن هناك أمر ما حدث لأبي


وانهلنا أنا وأخي تقبيلا لأبي وهو في قمة سعادته
الآن نحن ثلاثة مسلمين في البيت
وأبي خرج من المستشفى ولله الحمد إن كان ليس بطبيعته
ولكنه يصلي إما جالساً على كرسي أو في فراشه
بعد أن تعلم الوضوء والصلاة
ونعيش في استقرار وأمن ولله الحمد
الآن الدور على أمي
ترى هل تلبي نداء الإسلام
تابعوني ..
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !