رسالة من تحت الباب

الشــــــمع يعبق بعطر رائع والورد منثـــــــــور
في غرفة الصالة كأنه العالم المســـــــــــــــــحور
طعامٌ شهيٌ وشــــــــرابٌ وأطبــــــاق حلوى
ما لم يتوقعـــــــه وكل ما يعشـــــق ويهــــــــوى
وصوت الموســـيقى يملأ صمت المكــــــــان
يدغــدغ أوتار الروح بأعــــــــــذب الألحــــان
كحلـــــــم وردي في عالم الســــــــحر والجمـال
وجوٍ شاعري بين الرومانســـــــــية والخيــــال
بحبٍ صنعتُــــــه فأعددت كل هذا العشــــــاء
أطفئت النور وذهبت أرتدي ما يشــــــاء


الثوب الأحمر المكشــــــــــــــــوف أم البني
سألت نفسي أي الأثواب يناســــبنــــي
ربّما الأبيض المنقّط فقَصَتــــــــــــه جميلــــــــــة
لا ، الأسود الضيّــــــــــق يجعلنــــي نحيلـــــــــة
ورميت هذا الثوب عني ، ثم التقطتــــــه
وانحنيت أمســـــــك قِرطاً قد أسقطتـــــــــه
فوجدت تحت الفراش علبــــة مرميـــــــة
ضحكت : أهنا يخفـــــــــي عنّي الهديـــة ؟


ومن بعــــد التردد فتحتــــــــها بفضــــــــــــول
صُدمت ... وأصابني بعض الذهـــــــــــول
ربطــــــــة عنقٍ وتحتها ورقـــــــــــة بيضــــــــــــاء
خُــــطّ فيها : " في ذكـــرى أول لقـــــــــــاء "
فلتكن هديتي لك إن تقرَّبت منـّي
وحبل مشنقتك إن خيبَّـــت ظنــّــــــي
وتحتها توقيـــــــعٌ بحرفيــــــــن ميــــم . وراء
وبقايا وردةٌ ذابلــــــة وقبـلــــــــةٌ حمــــــــــراء


شعرت بانكسارٍ وصعُبت عليَّ نفسي
بكيت وبين ذراعيَّ نكست رأسي
صرخت أيخونني مع امرأة ثانيـــــة ؟
لماذا وقد كنت في حبـــه المتفانيــــــة ؟
لن أغفر قلتها : سئمت الأهانــــــــة
للمرة الثالثـــــة اكتشف الخيانــــــــة


رميت أشياءه ، ثم مسحت الدموع
ومضيت عمداً أطفئ كل الشمــــــــوع
وأوصدت باب البيت على عجالـــة
بعدما تركت له من تحته رسالـــــــة ...
يا من تماديت بجرحي ، إلى أيـــن ؟
لأنني أحببتك قد سامحتك مــــــرتين
إن كنت تعشق أرخص أنواع النساء
ارحل ... فأنا امرأة لديها كبريــــــــــــاء