أحياءٌ نرجمهم وأمواتٌ نمدحهم!
~
في يوم من الأيام توفى عدو من ألد
أعداء فولتير.. فأسرع أحدهم لإخباره
بالنبأ السعيد قائلاً: لقد مات عدوك
اللدود فجأة حلت الصدمة ورحلت
النقمة .. وأجاب فولتير:
سأشتاق إليه كثيراً وبدأ بالبكاء
وهو يقول: كان رجلاً عظيماً..
ذكاؤه حاداً.. حياته جميلة ..
وخسارته لا تعوض .. لم يصدق
ناقل الخبر نفسه حين سمع الجواب.
حين يكون أحدهم حياً يتنفس .. فأننا لا نهتم به .. لا نزوره.. لا نكلمه ولا نكترث لأمره .. لم نفكر يوماً بأن نجلس بجانبه .. ومحبتنا نشاركه.. لم نرقص ونحتفل معه .. ولو للحظات ولكن عند الممات... بعد الممات نتذكره حياً .. وكأننا لم نعلم أنه كان حياً .. الآن مات.. وهذا هو الحال مع الكثير .. عداوات وخلافات وشتائم وسِباب .. وحين يرحل أحدهم عن الدنيا .. تدمع العين ويتحسر القلب .. ويصبح الراحل عظيماً رائعاً .. وتبدأ مآثره بالإعلان عن نفسها.. نندم ونشعر بالحسرة .. لأننا شتمناه أو خاصمناه .. فقط حين يرحل الناس نكرمهم .. ونحترمهم ونبجلهم وبالأوسمة .. لكن أحياء... لا قيمة لهم ولا لعملهم أو لإبداعهم .. أحياء نحن لا نراهم... أحياءنرجمهم وأموات نمدحهم ..