حكمة اليوم الحمد لله الذي عرف أولياءه غوائل الدنيا وآفاتها. وكشف لهم عن عيوبها وعوراتها حتى نظروا في شواهدها وآياتها، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بعدد ما في السموات والارض وما فيها وبعد . صفة الدنيا
قال الفضيل: طالت فكرتي في هذه الآية " إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً "
وقال بعض الحكماء: إنك لن تصبح في شيء من الدنيا إلا وقد كان له أهل قبلك وسيكون له أهل بعدك، وليس لك من الدنيا إلا عشاء ليلة وغداء يوم، فلا تهلك في أكله، وصم عن الدنيا وأفطر على الآخرة، وإن رأس مال الدنيا الهوى وربحها النار.
قال سفيان: أما ترى النعم كأنها مغضوب عليها قد وضعت في غير أهلها.
وقيل لبعض الرهبان: كيف ترى الدهر؟ قال: يخلق الأبدان ويجدد الآمال ويقرب المنية و يبعد الأمنية: قيل: فما حال أهله؟ قال: من ظفر به تعب ومن فاته نصب. وفي ذلك قيل:
ومن يحمد الدنيا لعيش يسره ... فسوف لعمري عن قليل يلومها
إذا أدبرت كانت المرة حسرة ... وإن أقبلت كانت كثيراً همومها |