توقفت السيارة الحمراء المكشوفة أمام ذلك المبنى الضخم ومنها نزل لين وهو يرتدي قميصا عاري الذراعين بلون بني وبنطال قصيرا بلون بني أيضا فيما وضع نظارة سوداء على شعره الذي حرك الهواء خصله برقة ، ورفع بصره ليستقر على تلك اللوحة التي أشارت وبوضوح لكونكم تقفون أمام جامعة ميتشال الدولية فتنشق الهواء وقال:
-وأخيرا ها نحن في الجامعة
ولكنه سمع صوت رومي يقول:
-لين
فنظر إليه حيث شاهده مع أيان وريما وديما فقال بسعادة:
-مرحبا يا رفاق
فوقفوا أمامه وقال أيان:
-ما أخبارك يا صديقي؟
فقال بابتسامة:
-ممتازة وأنتم؟
فقالت ديما:
-كوننا أصبحنا طلابا جامعيين فهي رائعة
-هذا ممتاز وكيف كانت الإجازة فقالت ريما:
-رائعة
وأضافت ديما: ممتازة
فيما قال رومي: لقد كانت الأروع
أما أيان فقال:
-بالنسبة لي كانت الأروع بعد فوزنا
فقال لين:
-معك حق .
عودة لمدة خمسة أشهر للوراء ، وبالتحديد لملعب كرة السلة الوطني المباراة النهائية بين الفريقين في بطولة المدارس الثانوية
الساعة تشير لدقيقة واحدة وتنتهي المباراة
النتيجة سار ورفاقه متقدمون بفارق نقطة واحدة
وفي الملعب كان الجميع في حالت من التعب والإرهاق وهم يحاولون التقاط أنفاسهم
لين يقف أمام سار وكل منهما يلهث بشدة فيما كانت الكرة بين يدي الأول الذي كان يحاول بلا فائدة أن يجتاز ذلك الحاجز أمامه ومع كل محاولة كان سار له بالمرصاد
أدرا بصره ليستقر على الساعة التي أشارت للثواني الأخيرة
حول بصره نحو رفاقه الذين كانوا على حافة الإعياء ، لا يمكن لهم أن يخسروا كل هذا على الأقل من أجل ساندر
شد بيديه على الكرة
نظر للوحة
كز على أسنانه بقوة وقال:
-لن أخسر أبدا
وبدأ بتنطيط الكرة بقوة و\نظر لسار بحدة وقال:
-حاول أن توقفني
فبدت الدهشة على سار من تلك النظرة ألا يزال قادر على الحركة بعد كل هذا
لحظة غفول واحدة فقال لين: الآن
وانقض نحو سار الذي بوغت بهجومه ليجتازه بسرعة وهو يسابق الزمن الذي تجاوز الثواني الخمس الأخيرة فقال أيان:
-لين هيا
أما إيمار فنظر إليه وقال: لين
أما ساي فقال: سددها
في حين صاحت ريما:
-لين أسرع
فزاد من خطاه بقوة متجاهلا المحاولات العبثية لإيقافه
ثلاث ثوانٍ على النهاية
تجاوز المدافع الاخير
صرخت ديما بقوة: هيا
ثانيتين
واحدة
قفز للأعلى بقوة
انتهى الوقت
استقرت الكرة داخل السلة
تحول العداد لتفوقهم
علت صيحات النصر من المشجعين
انهار اللاعبون على الأرض من التعب والفرحة
استلقى لين على الأرض وحدق بالسقف وقال:
-لقد فزنا
وأغمض عينيه.
نهض لين من ذكرياته على صوت رومي قائلا:
-أين سرحت
فنظر إليه وقال:
-لا لا شيء مهم
فقالت ريما:
-إذن ما الذي ننتظره هيا لندخل
فقال أيان:
-أنا موافق على هذا هيا يا رفاق
فقالوا:
-هيا
وخطوا أولى خطواتهم نحو عالم جديد كليا.
وداخل إحدى الغرف الصغيرة كان ألفريد نائما على السرير وهو يتعرق بشدة فيما كانت حرارته مرتفعة وبيير جالس بجانبه وهو يمسك بيد والقلق بادٍ على محياه، ولكن فتاة دخلت للغرفة بمرح وقالت:
-مرحبا
فنظر إليها وقال:
-وأخيرا ريم لِم تأخرت ؟
-فاتجهت نحوه وقالت:
-آسفة المهم كيف هو؟
-حاله سيئة
-لا تقلق سأهتم به
وجلست بجانبه ووضعت يدها على جبينه وقالت:
-يبدو أنه أصيب بالحمى
-أجل
ولكنها انتبهت لللدماء التي غطت ظهره فرفعته قليلا برفق لترى مكان جناحيه ملطخا بالدماء فقالت بدهشة:
-با إلهي هذا خطر
فقال بيير بنبرة قلقة:
-هل سيكون بخير ؟
فأعادته للسرير وقالت:
-أجل سأهتم به ولكن أولا
فنظر إليها وقال:
-ما الأمر؟
فتحت ريما الباب ودفعت بيير للخارج وقالت:
-لا أريد أن أراك إلى أن أنتهي
وابتسمت وقالت:-إلى اللقاء
وأغلقت الباب فراقبها بيير لغباء بلحظة ثم استوعب ما حدث وصرخ بغضب:
-ريم.
وفي إحدى غرف الجلوس التي طغى عليها اللون الزرق وهو اللون الذي ميز شعور وعيون المجنحين ،جلس فيها أيكان مع رفاقه وهم يتحدثون ، فدخل بيير للغرفة بغيظ فنظروا إليه وقال لاي:
-كيف أصبح الأمير الآن يا بيير ؟
ولكنه جلس وقال بغضب:
-ذكروني أن لا أطلب مساعدة ريم مرة أخرى
فنظروا إليه مستفهمين ولكن روند فهم الأمر وقال:
-لقد طردتك
فنظر إليه بلوم وقال:
-هل يسعدك هذا؟
-أنا لا
وسرت ضحكات مكبوتة بينهم فقال:
-لِم تضحكون؟
فقال سام:
-تعرف أنها ستفعل هذا
-تبا
ولكن ريام قال:
-أيكان ماذا سنفعل الآن؟
ونظر الجميع إليه فأغمض عينيه وقال:
-نحن في وضع صعب علينا أن نفكر في كل خطوة سنقوم بها وإلا ستكون نهايتنا
فبدا القلق على الجميع وهم ينظرون إليه.
وفي الجامعة كان لين وأيان ورومي يجلسون في كافتيريا الجامعة الرئيسية يتناولون المثلجات ولكنهم سمعوا صوتا مألوفا يقول:
-مرحبا يا أصدقاء
فنظروا للقائل ليجدوا سار يقف أمامهم فقال لين :
-سار
فاتجه نحوهم وجلس بجانبه وقال:
-ما أخباركم؟
فال أيان:
جيدة وأنت؟
-ليست سيئة إذن ماذا قررتم أن تدرسوا يا رفاق
فقال لين بحماسة:
-سأدخل في قسم الصحافة والإعلام
فيما قال أيان: وأنا الطب
وقال رومي: أنا سأدرس التجارة
فقال سار:
-سنكون رفاقا إذن يا أيان
فابتسم وقال:
-يسرني هذا
فنظر سار للين وقال:
-إذن يا لين
-ماذا؟
-هل ستنضم لفريق كرة السلة؟
-كرة السلة؟
-أجل ستبدأ اختبارات اختيار لاعبي الفريق من طلاب السنة الأولى غدا
-وهل ستشارك؟
-وهل تحتاج هذه لسؤال ؟
فقال لين بتحدٍ:
-إذن سألقاك هناك غدا
-وأنا متحمس لهذا
ونهض وقال:
-سأراكم غدا يا رفاق والأمر ينطبق عليك يا أيان
-سأحاول
-حسنا إلى اللقاء
وغادر المكان فتناول رومي من طبقه وقال:
-هل ستنضمان حقا للفريق؟
فقال لين:
-ما رأيك أيان؟
-لا مشكلة بالنسبة لي
-إذن اتفقنا
ونهض وقال:
-علي أن أسرع الآن فلدي محاضرة بعد قليل
فقال رومي:
-حسنا
-إلى اللقاء
وغادر المكان فيما تابع رومي وأيان تناول المثلجات وهما يتبادلان الحديث.
وداخل المكتب الملكي وقف سويارت وهو يتأمل ذلك الأثاث الأزرق الفخم برضى ولكن بيكار دخل للمكتب وقال:
-سويارت
فنظر إليه وقال:
-ما الأمر؟
-لم نعثر عليهم؟
-حقا؟
-أجل فتشنا في كل مكان بلا فائدة
فجلس سويارت على المكتب وقال:
-وهل فتشتم مقرات الفرقة الزرقاء ؟
-فتشنا المقرات الرئيسية ولكننا لم نعثر على شيء فيها
-ألم تفتشوا المقر الجبلي
فقال بدهشة:
-المقر الجبلي
-أجل سيكونون هناك بلا شك
-سأفتشه حالا
-جيد
فخرج بيكار من المكتب فتابعه سويارت وقال:
-سنرى.
خرج بيكار إلى ساحة القصر الرئيسية حيث كان عدد من الجنود يحاولون السيطرة على حصان أبيض ناصع بجناحين أبيضين هائج وهو يرفسهم بأقدامه فقال بيكار:
-إنه حصان بيير الخاص
أما الحصان فأطاح بالجنود بقوة بقدميه وفرد جناحيه لينطلق للأعلى بقوة فراقبه بيكار وقال:
-علي أن أسرع بتفتيش ذلك المكان .
حرك ألفريد يده بهدوء وفتح عينيه ببطء ليرى ضوء الشمس يملأ الغرفة فحاول أن ينهض ولكن ظهره آلمه بشدة ومع هذا تحامل على ألمه ونهض وهو يستند إلى الحائط حتى وصل إلى النافذة ووقف عليها لينظر لتلك الجبال الهائلة التي امتدت أمامه فراقبها بغبطة وهو يشعر بالهدوء يتسلل إلى داخله ونظر للسماء لبرهة ولكنه فوجئ بحصان أبيض يحلق نحو ذلك المنزل الجبلي فحدق به قليلا ثم قال فجأة:
-ميوو
وهم بأن يتجه للباب ولكن الألم اشتد عليه فجثا على الأرض بتعب ويده على صدره وقال:
-يا إلهي
ولكن باب الغرفة فتح ليدخل بيير الذي دهش بمنظره وقال:
ألفريد
واتجه نحوه وقال:
-لماذا غادرت السرير؟
فقال بصوت متعب:
-ميوو
-ماذا ولكنه ليس هنا
-بل هو هنا
فأسنده بيير لكتفه وقال بتأنيب:
-لا بد أنك تحلم
فابتسم ألفريد بتعب وقال:
-كلا إنه هنا
-ألفريد لا تعاندني
ولكن ريام دخل للغرفة وقال:
-أيها الأمير
فنظرا إليه وقال ألفريد:
-ما الأمر ريام؟
-خمن من جاء لرؤيتك؟
فقال بسرعة:
-ميوو
فبدت الدهشة على وجهه وقال:
-كيف عرفت؟
فقال بيير : لا تسأل
فقال ريام: حسنا هيا لتره
-هيا
وخرج من الغرفة وهو يستند إلى كتف بيير .
وفي الخارج في ساحة صغيرة أمام المنزل وقف أيكان مع لاي وسام وريم والأخيرة تداعب ميوو فيما قال سام:
-ولكن كيف قدم إلى هنا؟
فقال أيكان:
-كما يقال الفرس يتبع فارسه
ولكن ميوو شاهد ألفريد يخرج مع بيير وريام فاتجه نحوه مسرعا ليلعق وجهه بسعادة فربت ألفريد على رأسه براحة وقال:
-أنا سعيد لأنك بخير
ولكنهم سمعوا صوت روند يقول:
-يا رفاق
فنظروا إليه حيث هبط على الأرض بجانبهم وقال بلهفة:
-إنهم قادمون إلى هنا؟
فبدت الدهشة عليهم وقالت ريم:
-ماذا؟
-أجل بيكار مع جنوده
فقال سام: تبا لهم
فقال لاي: أيكان
-فنظر أيكان لألفريد وبيير واتجه نحوهما وقال:
-غادرا هذا المكان
فقال بيير:
-ماذا؟
-اسمعاني سويارت يريد السيطرة على المملكة ولكنه لن يتم هذا طالما أنك حي أيها الأمير لذا غادرا الآن واختفيا عن الأنظار حتى تتمكنا من الوقوف في وجهه
فنظرا لبعضهما ولكن ريام قال:
-هيا ما الذي تنتظرانه؟
فنظرا إليه وقال ألفريد:
-ريام
-هيا
وحمل ألفريد ليجلسه على ميوو وقال:
-عليك هذا
فقال سام:
-بيير اهتم به جيدا
فنظر إليه وقال:
-سأفعل
فقالت ريم:
-ألفريد اهتم بنفسك جيدا فجرحك لا يزال حديثا
-حسنا ولكن توخوا الحذر
فقال أيكان:
-لا تهتم هيا غادرا حالا
فقال بيير:
-حسنا هيا ألفريد
فنظر ألفريد إليهم وقال:
-أرجوكم كونوا حذرين
فقال أيكان:
-لا تقلق علينا فنحن فرسان الفرقة الزرقاء
فابتسم وقال:
-أثق بكم هيا
وانطلق ميوو بسرعة وبيير يحلق بجانبه فراقبوهما حتى اختفيا وقال سام:
-والآن وقت العمل
والتفتوا للأمام حيث شاهدوا بيكار مع جنوده يقفون أمامهم فقال أيكان:
-ها قد بدأنا
وبدت الرماح في أيديهم وانقضوا عليهم.
دخل بيكا وتاي إلى المكتب الملكي حيث كان الملك أيروسين جالسا على مكتبه ولكن بيكا قال:
-سيدي
فنظر إليهما وقال:
-ما الأمر ؟
فوقفا أمامه وقال تاي:-لقد وصلتنا أخبار عديدة من مملكة المجنحين
فبدا الحذر على وجه الملك وقال:
-ما هي؟
فقال بيكا:
-لقد حدث انقلاب في المملكة وسيطر سويارت عليها
فعتلت الدهشة وجهه وقال:
-ماذا ؟ سويارت ثانية
-أجل
-ماذا عن تونر؟
-لقد قتله
-وألفريد
فقال تاي:
-لا أحد يعرف عنه أي شيء لقد اختفى منذ فترة
فطرق المكتب بيده بغضب وقال:
-تبا ليس سويارت مرة ثانية
فقال بيكا:
-سيدي ماذا سنفعل الآن؟
فنظر إليهما وقال:
-تاي أعلم الممالك الخمس بالأمر بيكا جهز لاجتماع طارئ على مستور الملوك هذا أمر لا يجب إغفاله مهما حدث
فقالا:
-حاضر سيدي
وخرجا من المكتب فيما ضغط الملك على يده بغضب وقال:
-كان علينا التخلص منه منذ تلك الحادثة ولكن
ووضع يده على رأسه وقال بحسرة:
-لقد فات الأوان على هذا الكلام.