نظر ألفريد إلى ساند وقال: ستجدهما هناك في القصر إذا أردت
فقال نادي: هذا فظيع
أما ألفريد فصعد على خيله وقال:
-لا يهمني إن صدقتموني أم لا فمن انتم أصلا حتى أهتم لكم
وهم بأن يغادر ولكن لين قال: توقف
فنظر إليه حيث كان يقف بجانب القبر فقال: ماذا تريد؟
ولكن لين كان يداعب الزهرة الصغيرة وقال:
-لمن هذا القبر؟
فعاد الحزن ليسيطر عليه ولم يجب بل تهافتت صور بيير لذاكرته، نظر إلى لين وقال:
-وبماذا يهمك هذا؟
فنظر لين إليه وقال: لا بد أنه كان شخصا عزيزا أليس كذلك ؟
فضغط ألفريد على لجام الخيل وهو يحس بالنار تشتعل في داخله فيما أردف لين:
-صحيح أخمن أنه لصديق قتل أثناء المعركة مع سويارت
فأغمض عينيه بشدة وقال بغضب:
-إلمَ تهدف من وراء هذا؟
ولكن لين قال بهدوء: أهدف لأن أذكرك بأن هناك من قتل على يد شخص انت ترفض حتى مقاتلته للانتقام له
فنظر ألفريد إليه بدهشة فقال لين:أعرف شعورك جيدا فجأة فقدت كل شيء وأصبحت في وضع جديد عليك التعامل معه سواء أرغبت أم لا
فبدت الدموع تترقرق في عيني ألفريد الذي قال:
-أنت لا تفهم أي شيء لقد خسرت كل ما أملكه خسرت أثمن شيء وهو شيء لن أستعيده مهما فعلت حتى قوتي خسرتها فما الفائدة من بقائي حياً
فقال لين: لقد تعلمت الكثير من تجاربي السابقة وأهم ما تعلمته ان ما فقدته أستطيع أن أستعيده
فنظر إليه بدهشة مضاعفة وقال: ماذا؟
-أجل لقد خسرت اعز أصدقائي ذات مرة ولكنني عرفت أصدقاءً أكثر ساعدوني ووقفوا إلى جانبي بقوة
وأكمل وهو يبتسم: قد لا تصدق ولكن ساند كان واحد منهم
فبدا الغضب على ساند الذي صرخ بقوة: لين
فنظر لين إلى ألفريد وتقدم منه وقال:
-يمكنك ان تستعيد كل شيء فقدته ولكن عليك ان تنهض على قدميك من جديد أولا
فصمت ألفريد لبرهة وهو يحدق أمامه ولكن ميوو أيقظه من تأملاته بصهيله فنظر إليه وابتسم بوهن وقال: كما تريد
ونزل عن ظهره ونظر للين الذي قال: هل أنت مستعد؟
-أجل
-يسرني هذا
ونظر للباقين وقال:هيا لا بد أن الملك ينتظرنا
فقال نادي: صحيح
أما بيكا فقال: يبدو أن لين قد نضج كثيرا
فقال راي: صحيح لقد أصبح أكثر حكمة
وأضاف بعد برهة: أحيانا
فابتسم بيكا وقال: صحيح .
وفي قاعة الاجتماعات في القصر كان لين والباقين مع ألفريد أمام الملك وروميد وقال الملك:
-إذن حسب تقديرك فسويرات يمتلك من القوة الكثير
فقال ألفريد: أجل لقد قال أنه لم يستعمل منا سوى القليل وعن قريب سيبدأ بعملية السيطرة على العوالم الخمس جميعها
-ألا تملك أي فكرة عن كيفية فعله لهذا ؟
-كلا
-حسنا لا تهتم بهذا نحن سنتدبر الأمر
ونظر للين وقال: لين أريد منك أن تصطحب ألفريد معك لعالم البشر
فقال باستغراب: عالمي لماذا؟
-سويارت سيعرف أنه هنا في يدنا عما قريب وأستطيع أن أخمن مقدار الغضب الذي سيشتعل به والذي سيفعله بعدها هو القدوم للبحث عنه وقتله بأي وسيلة ولكنه لن يتمكن من ذلك لأنه أصلا لن يكون هنا
-كما تريد
فنظر الملك لألفريد وقال: عليك أن تثق بي حسنا
-حاضر يا سيدي
-هذا جيد يمكنك المغادرة يا لين
-حسنا
ونهض وقال: هيا بنا يا ألفريد
-حسنا
ونهض وخرجا من القاعة .
خرج لين مع ألفريد من البوابة في قاعة الجلوس فأجال ألفريد بصره في المكان فيما أغلقت البوابة خلفه فقال لين: ما رأيك؟
فنظر إليه وقال: ليس سيئاً
-يسرني انه أعجبك
واتجه نحو الستائر وفتحها لينظر للنجوم وقال:
-الوقت متأخر
والتفت لألفريد وقال: سأدلك على غرفتك
-حسنا
وخرجا من القاعة متجهين للطابق الثاني فتح لين الباب ودخلا إلى الغرفة وقال:
-أرجو أن تعجبك
فنظر ألفريد إليها وقال: إنها مناسبة
-حسنا اسمعني
فنظر إليه فيما قال لين:إذا كان هناك شيء يزعجك فيمكنك أن تكلمني فأنا مستمع ماهر
-سأفعل
-حسنا تصبح على خير
وغادر الغرفة فيما وقف ألفريد ينظر لعالمه الجديد.
أما سويارت فطرق طاولة المكتب بغضب وقال:
-ماذا قلت؟
فقال بيكار الذي كان يقف أمامه: هذا ما عرفناه إنه الآن في مملكة مصاصي الدماء
فضغط على يده بغضب وقال:
-تبا لهم يريدون اللعب من الآن حسنا لهم ما يريدون لهم ذلك
وطرق الطاولة بغضب شديد وقال:
-بيكار غير موعد الاجتماع للغد
-حاضر
وصباحا كان لين يشرب بعض العصير في المطبخ بهدوء وأثناء هذا وقف ألفريد أمام الباب وقال: يبدو أنك معتاد على البقاء وحدك
فنظر إليه وقال: كيف عرفت هذا
-هذا واضح من تصرفاتك
-ربما أنا لست بارعا في تحليل شخصيات الآخرين
ونهض وقال: هل أنت جاهز؟
-لماذا؟
-سنذهب للجامعة
فقال باستغراب: إلى أين؟
-ستعرف حالا هيا
وأمسك مفاتيح سيارته عن الطاولة وخرج فقال ألفريد:
-يبدو أن الوضع لن يكون سهلا
ولكنه سمع لين يقول: ألفريد
-حسنا أنا قادم
وخرج من المطبخ.
قاد لين سيارته في طريقه للجامعة وبجانبه كان ألفريد جالسا وهو يتأمل الناظر التي تسير أمامه بإعجاب وقال:
-إنه عالم جميل
فقال لين: يسعدني انه قد أعجبك آه بالمناسبة
فنظر إليه وقال: ماذا؟
-إذا سألك احد ما عن شخصيتك فأنت ابن عمي أتيت لقضاء بعض الوقت معي حسنا
-من أين أتيت بهذه الكذبة؟
-لقد أمضيت الليلة الماضية وأنا أحاول صياغتها
-ابن عمك
-أجل فهو أهون من أن تخبرهم انك أمير
ولكنه قال بشرود: أنا لم أعد كذلك حتى
ولكن لين قال: لا تكن متشائما
-ماذا؟
-سيسير كل شيء على ما يرام وسترى فكل شخص نقطة ضعف
-تعتقد هذا
-أجل هذا أكيد لا يوجد شخص كامل
-هذا كان رأي بيير أيضا ولكن الآن انظر أين هو
-تقصد ذلك القبر
-أجل هو
-ولكنه قتل في وقت مختلف الآن الجميع سيقف لمنع ذلك الرجل
-أرجو ذلك
أوقف لين السيارة أمام الجامعة وقال:
-ها قد وصلنا
والتفت لألفريد وقال: أنت ابن عمي لا تنسى هذا
-حسنا لقد فهمت
-جيد هيا
وخرجا من السيارة في طريقهما للجامعة. |