وأمام غرفة ساند خرج نادي واستند على الباب وقال:
-يا إلهي
ولكنه سمع لين يقول: نادي ما الأخبار؟
فنظر إليه وقال: حالته سيئة جدا
-فوقف لين بجانبه وقال: هل هو مستيقظ؟
-اجل ولكنه في حال صعبة
-علي أن أتصرف
-وماذا عن ألفريد؟
-حالته ليست أفضل لم يطق البقاء هنا لذلك أعدته إلى منزلي
-وهل سيكون بخير؟
-أجل لا تقلق عليه إنه بحاجة فقط للراحة والابتعاد عن هذا الجو الخانق
-أرجو هذا
-حسنا سأدخل لأرى ساند
-كما تريد
وتنحى عن الباب ليفتحه لين ويدخل ووقف في الغرفة يجيل بصره بين الحطام وقال:
-ما كل هذا؟
واستقر بصره على ساند الذي كان جالسا على سريره يضم قدميه لصدره فيما كانت عيناه تحدقان بالفراغ أمامه، فتقدم لين منه وجلس بجانبه وقال:
-ساند ساند
ووضع يده على كتفه فحول ساند بصره نحوه فقال لين:
-ساند هذا لا يفيد أرجوك رد علي
ولكنه قال بشرود: لقد ذهب
-ساند
-لقد ذهب ولن يعود أبدا
-ساند
-لن أراه مرة ثانية لقد غادر للأبد
وبدت الدموع في عينيه فأمسك لين من كتفيه وقال:
-ساند اسمعني صحيح كويت لن يعود مرة ثانية ولكنك لن تكون وحدك نحن جمعنا بجانبك
ولكنه تخلص من يديه وقال بانفعال:
-ولكنني لا أريد أي واحد منك لا أريدكم
فنظر إليه بدهشة وقال: ساند
ولكن صوته هدأ وهو يقول: لا أريد أي شخص غير كويت لا أريد
وهوى على الأرض وهو يبكي فاتجه لين نحوه وقال: ساند
ولكنه ارتمى على صدر لين وهو يبكي فأحاطه لين بيديه وقال:
-سيساعدك البكاء على الراحة
وربت على شعره فيما استمر ساند بالبكاء وهو بين يديه.
خرج لين من البوابة في قاعة الاستقبال في القصر الأحمر وقال:
-إن هذه مشكلة كبيرة
واختفى جناحيه من خلفه وخرج من القاعة وقال:
-ألفريد
واتجه نحو الطابق الثاني حيث غرف النوم ففتح إحدى الغرف وقال:
-ألفريد ألفريد
وأجال بصره في المكان ولكنها كانت فارغة فقال:
-إلى أين ذهب ؟
ونزل مسرعا للأسفل وقال: إلى أين يمكن أن يكون قد ذهب ؟
وخرج من المنزل نحو الحديقة وهو يبحث في كل مكان ولكن بلا فائدة فقال:
-يا إلهي ما الذي يحدث؟
وهم بأن يتجه نحو البوابة ولكنه وقف أمام ألفريد وسارة اللذان دخلا إلى المنزل فنظر إليهما بدهشة وهو يشير إلى سارة التي قالت بمرح:
-مرحبا لين
فتمالك أعصابه وقال: أهلا
ونظر لألفريد وقال: أين كنت؟
-لقد خرجت لأتمشى قليلا
فأشار لسارة وقال: وهذه ؟
-لقد قابلتها مصادفة في المدينة
فبدا الشك على وجهه وهو ينظر إليهما فأحست سارة بالارتباك وقالت:
-حسنا سأراكما غدا في الجامعة إلى اللقاء
وغادرت المكان فنظر لين لألفريد الذي كان يتابعها ، فانتبه له فنظر إليه وقال:
-ماذا؟
فقال لين وهو ينظر إليه: ألست معجباً بها؟
فبدا الارتباك عليه وقال: ماذا؟ ما الذي تقوله؟
-هذا واضح للجميع
ولكنه صرخ بقوة: توقف عن هذا الكلام السخيف
فقال يهدئه: حسنا حسنا تمالك نفسك
وسارا للداخل فقال ألفريد: كيف أصبح ساند الآن؟
-حالته سيئة
-ألم يتحسن؟
-كلا لقد تركته وهو في حال مزرية
-وماذا ستفعل؟
-سأذهب غدا قبل الذهاب للجامعة وسأحاول معه
-جيد
ونظر للأمام فنظر لين إليه وقال: ما بك؟
فهز رأسه نفيا وقال: لا لا شيء
-ألفريد
فتنهد وقال: لا أعرف
-إنك بحاجة للاسترخاء والراحة
-لا أستطيع هذا
فقال لين بمرح: إذن من الجيد أنك معي
فنظر إليه باستفهام فقال لين: تعال لأريك
وأمسكه من يده ليتجها نحو بوابة القصر الخارجية.
وفي مكتب سويارت كان الأخير جالساً على مكتبه والشرود بادٍ على وجهه وهو يستعيد كلمات لين في ذهنه " لن اسمح لك بفعل ما تريد " " لن ينتهي هذا الأمر هكذا أعدك بهذا" ، نهض سويارت عن المكتب ليقف أمام النفاذة ونظر للسماء التي امتدت على مدى ناظريه وقال:
-سنرى أيها المتطفل سنرى.
وفي غرفة نوم نادي كان الأخير مستلق على سريره وهو يحدق في سقف الغرفة فيما كانت تينا جالسة على أريكة صدفية بجانب السرير وهي تمسك وسادة بين يديها وقالت:
-هذا ما حدث إذن
-أجل
-يا إلهي لا بد أن حالة ساند فظيعة
-أعرف هذا
-وماذا سنفعل الآن؟
-لست أدري لقد جربت كل ما بوسعي مع لين لكن بلا فائدة
فغرقت تينا بأفكارها قليلا ونادي ينظر إليها بشك وقال لنفسه:
-إذا جلست على هذه الوضعية لدقيقة فهذا يعني شيئاً واحدا
ولكن تينا نهضت وقالت بحماس: لقد عرفت ما سأفعله
وخرجت مسرعة فتنهد نادي وقال: يعني أنها ستقيم حفلاً
ووضع رأسه على وسادته وقال: من الأفضل لي أن أنام فأنا متعب
وأغمض عينيه ليغرق في النوم مباشرة.
أما تينا فكانت جالسة في غرفتها وهي تنظر للمحيط الذي كان يحيط بنوافذها وهي تنظر لورقة في يدها وقال:
-كل ما علي فعله هو إخبار إيما وريم
وابتسمت وقالت: هذا هو العمل فليحيى الذكاء.
استلقى ألفريد على سريره بتعب وقال:
-يا إلهي لين أنت مجنون
ونظر إليه حيث كان يقف على الشرفة وهو يشرب زجاجة من العصير وقال:
-أنت تظلمني لا يوجد أجمل من البقاء في مدينة الألعاب
-آه حقاً لقد أصابني دوار فظيع
-ستعتاد على الأمر مع مرور الوقت والذهاب ثانية
فقال بفزع: ثانية أنت تحلم
-لماذا؟ إنها جميلة
فأمسك ألفريد الوسادة ورماها عليه وقال: لا تكن غبيا
فنظر إليه وقال: آه حقا سنرى
ورمى الوسادة عليه فقال ألفريد: سأريك
وانقض عليه وهما يصارعان بمرح وصوت ضحكهما يملأ المكان.
فتحت كين باب غرفة ساند ودخلت إلى الغرفة حيث كان ساند نائماً على سريره فاتجهت نحوه وصعدت للسرير وقالت:
-ساند هيا استيقظ ساند
ولكنه أبعدها بهدوء وهو مغمض عينيه قائلا:
-كويت لا أريد أن أنهض دعني
فقالت باستغراب: كويت
فقال: دعني
ولكنها صرخت بقوة: استيقظ
فنهض بفزع وهو يلتفت حوله وقال: ماذا؟
ولكنه نظر لكين التي بادلته النظر بابتسامة فقال: كين
ونظر حوله وعاد الحزن ليعتلي قسمات وجهه وأخفض رأسه ليحدق في الأرض بصمت فنظرت كين إليه وقالت:
-ساند ساند
وشدته من يده وقالت بمرح: أريد أن ألعب معك هيا أرجوك
واستمرت بمحاولاتها ولكن الغضب اعتلى وجهه فجأة وجذب يده بقوة منها وصرخ بغضب:
-أخرجي من هنا لا أريد رؤيتك
فنظرت إليه بدهشة وقالت: ولكن
فصرخ بغضب: قلت لك أخرجي
فبدت الدموع في عينيها وخرجت تبكي بسرعة فراقبها ساند لبرهة وقال:
-كين
ولكن الدموع عادت لتبدو في عينيه وانكب على وسادته يبكي. |