سار لين في الرواق المؤدي نحو غرفة ساند وقف أمام الباب طرقه وقال:
-ساند هل أنت مستيقظ ؟ ساند
وفتح الباب ودخل حيث شاهد ساند يقف على الشرفة يحدق أمامه بشرود فاتجه نحوه وقال لين: ساند
ولكنه لم يجبه فتقدم لين ليقف بجانبه ووضع يده على كتفه فنظر ساند إليه وقال:
-لين
فابتسم بهدوء وقال: هذا أنا
-لين
فحاول ساند أن يقاوم دموعه التي غطت عينيه فقال لين:
-ساند أرجوك حتى كويت لم يكن ليقبل برؤيتك هكذا
فمسح دمعه بيده وقال: لا أستطيع لا يكنني أن أصدق ما حدث
-ساند
وأمسكه مت كتفيه وقال: نحن جميعنا معك هنا لن نتركك صدقني
فنظر إليه فيما حدق به لين بهدوء وقال:
-سيلقى سويارت جزاءه أعدك بهذا
فابتسم بوهن وأرخى رأسه على كتف لين فربت الأخير على شعره وقال:
-ستكون بخير هذا وعد مني.
وفي المكتب الملكي كانت إيما جالسة مع ريم وتينا مع الملك والملكة وقالت الأخيرة:
-حقا؟
فقالت ريم: أجل نحن سنتولى الأمر هل تسمحان لنا ؟
فنظرا لبعضهما وقال الملك: ما قولك؟
-حسنا لا مشكلة
فبدت السعادة على وجه الفتيات وقالت تينا: ممتاز
ونهضن وقالت إيما: سنبدأ حالاً
واحنين أمامهما وخرجن فقال الملك: ما قولك؟
فابتسمت وقالت: أعتقد أنهن سينجحن ولكن لننتظر.
وفي ساحة القصر كان نادي جالساً مع بيكا وراي وألفريد فيما كانت كين تبكي وهي جالسة في حضن خالها فقال بيكا:
-يكفي يا كين
-لا أريد لِم عاملني هكذا؟ أنا لم أرتكب أي خطأ
فقال بيكا: هو ليس غاضباً منك بل من شيء آخر
فنظرت إليه وقالت: حقا
-أجل
ومسح دموعها وقال: بالتأكيد هيا اذهبي لا بد أن الملكة تبحث عنك الآن
-حسناً
ونهضت وغادرت نحو القصر فقال راي: يا لهذا الأمر؟
فقال نادي: هل سيستمر هذا الوضع طويلاً؟
فقال بيكا: لست أدري
ونظر لألفريد الذي جلس صامتا وقال: ما بك أيها الأمير؟
فنظر إليه وقال: لا شيء
فقال نادي: لا تقلق يا ألفريد كل شيء سيكون بخير
-أرجو هذا
ولكن راي قال وهو ينظر للأمام : ويبدو أن لين قد بدأ بتصحيح الوضع
فنظروا إليه حيث اتجه نحوهم مع ألفريد فقال نادي: ساند
فوقفوا أمامهم وقال لين: مرحبا
فوقف نادي ليقف أمام ساند وقال: كيف تشعر الآن؟
فرسم ابتسامة مزيفة على وجهه وقال: أنا بخير
فوضع نادي يده حول رقبة ساند وقال بمرح: إذن ستكون مستعدا لحفل صديقاتك
فنظر إليه باستغراب فقال نادي:
-ستعرف عن قريب
أما لين فنظر لألفريد الذي تقدم نحو ساند وقال:
-ساند
فنظر الأخير إليه ببرود فقال ألفريد:
-حمدا لله على السلامة
ولكن ساند استمر ينظر إليه دون أن يتفوه بحرف واحد فأردف قائلا:
-أردت أن أعتذر عما حدث لكويت إنني آسف حقا
ولكن ساند نظر إليه نظرات حادة وقال: وما الذي تفعله هنا حتى الآن إذن؟
فبدت الدهشة عليه فيما تابع ساند:
-من هو الشخص التالي الذي سيكون على لائحة موتاك
وما أن نطق بتلك الكلمات حتى شعر ألفريد بسهم يمزق جسده ولكن ساند تابع بانفعال:
-ما أريده منك هو شيء واحد لا أريد رؤية وجهك هنا بعد الآن
فقال لين بعتاب: ساند
ولكنه تجاهله وقال: سمعت هذا غادر المكان حالا ولا تعد إليه أبداً
فضغط ألفريد على السيف في يده وأغمض عينيه وتقدم نحوه ليمد السيف أمامه وقال:
-هذا سيف كويت
فبدت الدهشة على ساند وهو ينظر للسيف فيما قال ألفريد:
-كنت أريد أن أعطيك إياه في ظروف مختلفة ولكن
فتناول ساند السيف منه فيما التفت ألفريد ليغادر المكان فقال لين:
-توقف يا ألفريد
واتجه نحوه وقال: إلى أين أنت ذاهب ؟
فنظر إليه وقال: سأعود للمنزل فليس مرحبا بي هنا
-لا تقل هذا ساند كان يمزح فقط
ونظر للأخير وقال: ساند
ولكنه أدار رأسه دون اهتمام فقال ألفريد:
-لا بأس يا لين سأكون في المنزل
وغادر المكان فنظر لين لساند وقال: ساند ما هذا التصرف؟
ولكن ساند التفت عائدا للقصر دون أن يتفوه بحرف واحد وهو يحمل سيف كويت بين يديه.
خرج لين من البوابة ونظر لألفريد الذي كان يقف أمامه وهو ينظر للنافذة وقال:
-ألفريد أرجو أن لا تغضب لم يقصد ساند ما قاله ولكنه لا يزال تحت صدمة ما حدث
ولكن الفريد قال بصوت هادئ:
-أنا لا ألومه
-ماذا؟
فنظر للين وقال: إذا كنت أنا ألوم نفسي على ما حدث لبيير فكيف تريد لساند أن يتقبل الأمر برحابة صدر ، أو أن يتقبل فكرة وجود قاتل صديقه بجانبه
-ألفريد
ولكنه استمر يقول بتلك النبرة الهادئة:
-أعرف مدى صعوبة ما حصل ولكنني لم أقصد حدوث ذلك لم أقصد
واتجه نحو الباب فقال لين: ألفريد
-أريد أن أرتاح قليلا
وخرج من القاعة ولين يراقبه.
وفي غرفة ساند كان الأخير جالسا مع ريم وإيما وتينا اللواتي كن يعبثن بخزانة ثيابه في حين كان نادي جالسا على إحدى الأرائك أما ساند كان واقفا يراقبهن وقال بغيظ:
-للمرة الألف لن أحضر حفلكن السخيف هذا مهما حدث
ولكن تينا قالت وهي تعبث بالخزانة:
-ومن طلب رأيك أصلا؟
-ماذا؟
فقالت ريم: هذا صحيح نحن لم نطلب رأيك ستأتي للحفل سواء قلت نعم أو قلت لا هل هذا واضح؟
فشعر بالنار تغلي في داخله وقال: تباً لكن
ولكن تينا أمسكت ثوبا بلون أسود وأحمر وقالت: أليس هذا مناسباً ؟
ووضعته على جسد ساند فقالت إيما:
-إنه ممتاز
فقالت ريم: جيد ساند ستلبس هذا بعد غد واضح
فهم بأن يمسك الثوب ويمزقه ولكن تينا قالت:
-لا تتعب نفسك
وأخذته منه وقالت: وأنا سأكون مرافقتك في الحفل
-ماذا؟
-أجل
وقالت ريم: أما أنا فسأكون برفقة ألفريد
وما أن سمع اسمه حتى قال: ستكونين برفقة من؟
فنظرت إليه وقالت: ألفريد فهو سيأتي برفقة لين
ولكنه قال بغضب: مستحيل ذلك الشخص لن يدخل للقصر مرة ثانية
فقالت تينا: ساند ما الذي تقوله؟
-كما سمعتني إما أنا وإما هو في هذا المكان
فقالت ريم: ساند
ولكنه قاطعها قائلا: هل سمعتن ما قلته؟
ولكن نادي قال: هلا تركتمانا قليلا يا فتيات
فنظروا إليه حيث نهض ووقف بجانبهم فقالت تينا: حسنا
وخرجن من الغرفة فيما نظر نادي لساند الذي جلس على السرير وقال:
-ما الذي حدث لك؟
فنظر ساند إليه قال: ما الذي تقصده؟
-تعرف ما أقصد يا ساند لقد تغيرت كثيرا لم أعهدك حقودا هكذا
ولكنه نظر للسماء أمامه في حين تابع نادي:
-أعرف أنك غاضب على ألفريد ولكن صدقني لقد شعر بالذنب أكثر مما شعرت وكان على وشك مغادرة المكان للأبد لولا أن لين أوقفه
ولكن ساند استمر بالصمت فقال نادي:
-هذا ليس ساند الذي اعرفه ،كنت دائما مسامحاً ولطيفاً ما الذي حدث لك؟ حتى كويت نفسه لم يكن هكذا
فضغط ساند على يده في حين اتجه نادي نحو الباب وقال:
-عليك أن تعيد النظر في موقفك يا ساند الأمر ليس مجرد لعبة نريدها نحن، إنه أمر يخص مستقبل الجميع
وخرج من الغرفة فيما نظر ساند لسيف كويت الموضوع على السرير بجانبه ، فحمله واتجه ليقف على الشرفة وقال:
-لماذا ذهبت يا كويت؟ لماذا؟.
وصباحا وداخل المطبخ كان لين وألفريد جالسين بملابس النوم وهما يتناولان حبوب الإفطار مع الحليب، ألفريد كان يحرك طبقه بالملعقة بشرود في حين أغلق لين هاتفه وقال:
-يا له من أمر ممل
فنظر ألفريد إليه وقال: ماذا؟
فرمى الهاتف على الطاولة وقال: ألا يمكن للشخص أن يرتاح حتى بعد أن ينتقل من منزل عائلته؟
-لا أظن
-هذا لا يساعدني
-لم ما الذي حدث؟
-إنها خالتي
-تريد الاطمئنان عليك
-أجل وتريد مني العودة للمبيت عندهم في عطلة نهاية الأسبوع
-وستذهب؟
-أذهب ؟ مستحيل
وتناول من طبقه فقال ألفريد: لِم؟
-صدقني الحرية هي هدفي
-آه
ولكنهما سمعا صوت جري الباب فقال ألفريد: من يأتي في هذا الوقت المبكر؟
ونهض ليتجه نحو الباب في حين تابع الفريد العبث بطبقه بشرود ولكنه سمع لين يقول:
-ألفريد تعال وانظر من هنا؟
فنهض ووقف أمام الباب ليرى رومي مع سارة فقال: سارة
فنظرت إليه وقالت: صباح الخير
فاتجه نحوهم وقال: صباح الخير
فقال لين: وما سبب هذه الزيارة الصباحية؟
فقال رومي: سأخبرك بما أن اليوم إجازة فقد قررنا أن نذهب للشاطئ لذلك غيرا ثيابكما وهيا معنا
فقال ألفريد: نحن فقط؟
فقالت سارة: كلا أيان والباقين على الشاطئ بانتظارنا هيا
فقال ألفريد: ولكن
ولكن سارة أمسكته من يده وقالت: هيا ألفريد سنستمتع كثيرا
-آه
ولكنها دفعته أمامها وقالت: لا يوجد اعتراض هيا
وصعدا للأعلى فقال رومي: واو هذا هو سبب إصرارها على القدوم
فأغلق لين الباب وقال: صدقني لم تعرف الآن . |