شكل القصة بتجنن ، بسس تمنيت لو أنها منسقة أكثر
لككن الحين بقرأها ، أستني رديَ
-
مرحباآ .. كيف الحال ؟
طبعاً هالمرة هي أول مرة أكتب فيها قصة قصيرة ,, :ice:
-
أتمنى تعجبكم ,, -
+ أنتظر ردودكم الحلوة ,,
ولا أوصي عَ اللايكات والتقييم :nop:
-
المهم,, أترككم مع القصة .... " class="inlineimg" /> -
-
رواية قصيرة بعنوان .. "الظلام" ..
-
-
في الظلمة الحالكة .. ذلك النوع الذي لا تستطيع حتى أن تعتاد عينيك عليه .. ظلمة ثقيلة تغطي المكان, وكأنها غيمة مشبعة بمطر اليأس تثقل كاهل كل حي وكل موجود, كأنها قدر يمسك بك بقوة ليمنعك من التنفس, تموت الحياة في كل شيء وفي كل زاوية .. لا يدرك المرء مدى قسوة وثقل هذا الظلام حتى يجربه ويشعر به, هذا ما فكرت به نهى وهي تحمل المصباح وتجول في حياتها البائسة, على الأقل تحمل مصباحاً, أملاً .. لا بل أملٌ كاذب, سيأتي الزمن بجنوده ليطفئ هذا الأمل, نعم سينطفئ في نهاية المطاف فلا شيء خالد .. بعد اختفائه ستضطر لتتحسس ما حولها إلى أن يقضي ثقل هذا الظلام عليها ولا تعود أكتافها قادرةً على تحمله, فتتهاوى كورقة الشجر التي انتهت مهمتها على هذه الأرض ..!
-
تحمل نهى مصباحها الصغير وتجول, اصطدمت بالطاولة الدائرية, إن لها مع تلك الطاولة حكاياتٍ وحكايات .. ولكنها الآن أصبحت موطناً للغبار وتعابير الزمن .. ماذا عن الخزانة في الزاوية ! صوت بابها المزعج يصدح في كل مكان ويتردد صداه معلناً عن النهاية, أي نهاية هذه؟ لا أحد يعلم, داخلها الملابس تنوح في حزن, فقدت بريقها وكل بهائها لتصبح كالخرقة البالية في نظر صاحبتها ..
-
في المقابل لا نجد إلا كرسياً هزازاً قديماً, اعتراه الهم, لم يعد أحد يهتم له أو يجلس عليه أو حتى يداعبه ويحرك زواياه المهترئة, فهو أصبح ذكرى من الماضي من لحظة دخول الأجهزة الإلكترونية .. حتى جهاز الحاسوب لم يعد كما كان, أصبح مجرد قطع مركبةٍ فوق بعضها ..
-
خرجت من الغرفة لتتجول في الغرف الأخرى, لم يكن حالها أفضل من سابقتها, ما هذا المكان ومتى وُجد؟ هل كان يوماً رمزاً للحياة ؟ وهو الآن يمثل نهايتها ؟ الموت ؟؟ ..
تجمعوا في أوسع تلك الغرف على ما يبدو, لا ترى مَن حولك بوضوح, لكنك تحس بوجودهم فواحدهم الجسم الحي الوحيد الذي لا يزال يكافح ولم يستسلم بعد ..
-
حسن "ابتعد من هنا سامر !"
هند "أنا لست سامر, ثم أبعد قدميك عن حلقي, خنقتني يا فتى"
حسن "أبعدي يديك من تحتي وسيهون كل شيءٍ حينها"
كريمة "كفاكما شجاراً, وكأننا في وضع يتحمل سذاجتكما"
سامر "أين نهى؟"
هند "أنا هنا .."
حسن"نحن لا نرى شيئاً, هذا صحيح, ولكن يبدو بأنكِ تفقدين حاسة السمع عند غياب النور .."
نهى "أنا هنا سامر, خلفك مباشرةً"
كريمة "ألا يوجد مصباح آخر؟"
نهى "لقد كُسر مع الأسف"
-
وكأن الحال هنا يمثل حال العالم بشكل مصغر, البعض يتشاجر باستمرار, والبعض الآخر يكتفي بالمشاهدة, مع كل دقيقة تمر تزداد ضعفاً, تسمع صوت عقارب الساعة التي تمتد إلى الما لا نهاية, تتحرك دون ملل فقط لتزيد وطأة الزمن على المكان, كل حركةٍ لا تعاد, وكل نداء استغاثة لا يمكن إغاثته, فهو وحيد ! مهما نادى فلن يستمع له أحد أو يلتفت إليه, فتنطفئ شمعة الأمل وتتحول إلى أحلام ذهبت مع الريح ... !
-
وقف حسن وقال بصوتٍ عالٍ "هل ستكتفون بالجلوس؟ أنا لن أفعل .."
تحرك حسن بعد أن تبعه الجميع ..
هند تستعمل هاتفها علّ مسؤولاً يرد, علّ منقذاً يسمع ..
سامر وحسن يمدون حطام اليأس وحجارة سلم النجاح المزعوم فيحاولون دون جدوى تجميعه, ولكن نور الطريق لا يُضاء وكأنه يعاندهم ..!
كريمة أمسكت المصباح المكسور محاولةً إصلاحه ..
-
ونهى, تحاول العثور على نفسها, أين هي وماذا ستفعل؟ لن تجلس وتغمض عينيها مقنعة نفسها بالسلام المعهود والسعادة المفقودة .. بل ستتجه بكل حزم وتبدأ بمساعدة حسن وسامر ..
-
حسن "نهى, صِلي هذا مع الذي أصلحه سامر"
نهى "حسناً, سامر أين الذي أصلحته؟"
سامر "لحظة, لم أنتهِ منه بعد"
كريمة بنبرةٍ سعيدة "يا رفاق, لقد أصلحت المصباح"
رفعت نهى رأسها وزينت وجهها بابتسامة ..
سامر "نهى, أعطِني سلك حسن"
نهى "ها هو"
-
حاولا وصل الأسلاك, فصلها, قطعها, تجديدها, صيانتها, ولكن لا شيء تغير, لا شيء.
-
أصيب الجميع بالإحباط, جلسوا بجانب الحائط مرتكين بظهورهم عليه, كريمة ممدةٌ أمامهم, وسامر يجول في المكان دون هدف ..
-
حسن "هند, هل ....؟"
قاطعته هند قائلةً "سيحاول خليل إصلاح العطل"
سامر "ألم تجدي شخصاً أفضل من خليل؟ في المرة السابقة تسبب بمشكلةٍ تفوق أضعافاً التي سبقتها ..!"
هند "الكل مشغول, لنثق به علّه يجد الحل"
نهى "ماذا الآن؟"
سامر "علينا انتظار النتائج, لقد قمنا بكل ما علينا القيام به ولم نُهمل شيئاً .."
كريمة مقاطعة "وإن لم نتج نتائج مرضية فسنحاول من جديد"
سامر "قرأتِ أفكاري كريمة"
-
أرجعت نهى رأسها للخلف متنهدةً بعمق ..
-
بعد دقائق معدودة, محاولاتهم أجنت ثمارها, فقد أضاء المكان, وأضائت وجوه الجميع بالابتسامات والضحكات, عادت الحياة لتدب في كل زاوية .. عادت الألوان .. عادت السعادة وعاد الهناء ... فقط لأنهم صبروا, حاولوا صحيح, لم يجدوا النتائج التي أرادوها تماماً, ولكن .. الأمر كان خارجاً عن إرادتهم جميعاً, حتى عن إرادتي أنا ..!
هند "ألم أقل لكم بأن خليل سيحل الأمر !"
حسن "هذا رائع ..!"
-
ما أجمل تلك الألوان وما أجمل الزهرة التي تتفتح في قلبكَ كل صباح لتقول .. اليوم يومٌ جديد, فخُذ من الماضي عبرة ومن الحاضر عملاً ومن المستقبل .... أملاً !!
---
--
-