عرض مشاركة واحدة
  #487  
قديم 01-12-2014, 07:40 PM
 

بعدما جعلنا ديانا تستلقي على سرير سام لتنام، و في الحقيقة بقيت انا بجانبها إلى ان اغمضت عينيها بإطمئنان مؤقت و نامت، فخرجت من الغرفة و اغلقت الباب، فسألني اوز: هل هي بخير؟
فأجبته: حسناً، لا يمكنني ان اجاوبك بـ"نعم"..
.. في صباح اليوم التالي ..
استيقظنا على صوت ستيفان و هو ينادينا لكي نستيقظ، فإعتدلت انا في جلستي و انا اعاني آلام في الظهر، للأننا جعلنا سام ينام على سرير كريستا السابق للأنه حالة خاصة، و اوز و ستيفان على الارائك للأنني قد خسرت ضدهم في لعبة حجرة-ورقة-مقص..
إنتصبت على رجلي و انا امدد عمودي الفقري، فرأيت ستيفان و هو يطهو الفطور، حسناً، سوف اكذب ان قلت بأنني لست منصدماً..
إلى ان قام اوز و قال له بسخرية: لم اتوقع انك مربية منزل ممتازة.
ستيفان: اخرس!
جاء سام بعدها هو الآخر و قال لنا بإبتسامة: كما ترون فهو مثل المربية، الحارس و الخادم في نفس الوقت لماريا في السابق.
فجأة احمر وجه خجلاً، و قال لنا جميعاً: اخرسوا جميعاً! و إلا لم اعد لكم وجبتكم اللعينة!
إبتسم سام برقة، يبدو بأنه قد تجاوز محنة كريستا بسرعة، إلى ان انزل مستوى نظره لوولف، الذي هو الذئب الساكن معه، و قال له: اذهب و اوقظ ماريا.
فقال له اوز: هل تستطيع التكلم مع الحيوانات؟
فأجابه: أنا لا افهمها، لكنها تفهمني.
بينما أنا و يبدو بأن ستيفان مثلي، و اوز قد لاحظ للتو، كيف نادا سام ديانا "ماريا" بدلا ً من اسمها الذي اعتدنا أن نناديها به "ديانا"..
فقال له ستيفان: سام، لا نستطيع –
قاطعه و قال له بهدوء و رزانه: اعرف ماذا سوف تقول، لكنكم فقط تفرون من واقع انتم تريدونه، ألم تحسو بهذا الشئ؟ "ديانا" يجب ان تدرك من الآن فصاعداً بأنها "ماريا"، لكي تنسى شخصيتها القديمة، و تعود لها ذكريات ماريا مرة اخرى.
إلى ان سمعنا طرق الباب، فذهب سام لفتحه، لنرى جولي و ريفين واقفاً خلفه، و قد كان يبتسم، و قال له و هو في مكانه: سام على حق، فقبر ماريا ليس سوى وهماً.
ثم دخل و اغلق الباب ورائه، فسأله اوز: ماذا تقصد بوهم؟
فأجابه: للأنني حفرت قبرها، فلم ارى شيئاً.
سام: الاهم من هذا، كيف عرفتم بأننا هنا؟
ريفين: كما ترى ، ذهبنا حيث منزل لوكا فلم نرى ديانا، لذا جئنا هنا.
بعد هذا ظهرت ديانا، أم ماريا، لا ادري، و برفقتها ذلك الذئب و هي تفرك عينيها، فتقدم لها ريفين، حاول ان يكلمها، لكنها فجأة تجاهلته، و تقدمت لي، و القت جسدها علي بحيث اسقط على الاريكة التي قربي!
بينما الجميع ينظر لي بصدمة، فسألني ريفين بنوع من الغضب: شين..!
ثم اردف و قد اخرج مسدساً من معطفه: ماذا فعلت لها؟
فقلت له: لاّ! لا! إهدأ! إنه كله بسبب اختك و ابوك ليلة البارحة.
فتبدلت ملامحه و قال: سيلينا كانت هنا؟ لماذا؟
فسمعنا ذلك الصوت الانثوي فجأة و هو يقول: جئت هنا للأرى صديقتي التي لم اراها بالطبع! ريفين!
فإلتفتنا للخلف لنرى سيلينا واقفة بكل كبرياء و ثقة، فسألها سام: كيف دخلتي؟
فقالت له بإبتسامة كبيرة: كما ترى الباب كان مفتوحاً بدون ان تعلم.
ثم تقدمت لي ، و امسكت يد ديانا الشبه نائمة و جعلتها تقف، و قالت: تسألون لما حالتها هكذا؟
ثم قالت بإبتسامة كبيرة: أن تكون متواجداً مع ستة شباب في نفس المكان، يجعل المرء هكذا.
ثم جعلتها تدور لكي ترجع حيث كانت، ووضعت يدها على كتفها و قالت لها بمرح: دعينا نتكلم كلام فتيات ،ماريا!
.. ديانا ..
ماذا حدث؟ الجميع بدأ بمناداتي "ماريا" فجأة و بدون مقدمات، هل هذا ما يسمونه "وضع الانسان في مواجهة الواقع "؟
على كل، جعلتني سيلينا اجلس على السرير، و اغلقت الباب، ثم توجهت لي، و جلست قربي، مسحت على رأسي بيدها، ثم قالت: هل أثر فيك كلامي البارحة؟
فلم ارد عليها، ثم قالت: يمكنك أن تثقي بي-
قاطعتها و قلت: تعلمت أن اكون حذرة من من يقولون لي "ثقي بي".
ثم اكملت كلامي: واحد من اصدقائي الذين في اليابان، و كريستا حبيبة سام، ابسط الامثلة التي تجعلني لا اثق في اي احد.
إبتسمت برقة عندها، و ملأت الدموع مقلتيها فجأة، فظلت تمسحها قبل ان تسقط، فأمسكت برأسي و اسندته على رجليها، و قالت لي: لا الومك ان كنت لا تثقين بأي احد..
فأحسست في تلك اللحظة بدموعها الحارة و هي تسقط علي، عندما نظرت لوجهها، قالت لي و هي تعتصر الالم: أشعر بالندم للأنني تركتك في ذلك البئر بدون مساعدتك، حتى انني لا اعرف ماهي الاشياء التي عانيتها، إذن لماذا ابكي؟
ثم ظلت تمسح دموعها التي لا تتوقف و هي تصدر ضحكات خفيفة، إلى ان هدأت، و قالت: لكن إن كان لديك أناس بجانبك، يثقون بك، و يحبونك، فلماذا لا تثقي بهم؟
ثم اردفت: صحيح بأن الماضي سوف يستمر في ملاحقتك، لكن هذا الشئ لا يستدعي للحزن بشأنه، الماضي اشياء قد مضت لا نستطيع تغييرها، يجب ان نتعلم من الماضي لتصحيح المستقبل.
فجأة! فتح اوز الباب و هو يمسك هاتف شين، و قال بإبتسامة كبيرة: يوزان يريد الحديث معك!
فجائه شين من الخلف و هو يقول له بغضب: أنت! اعد إلي الهاتف!
ظل يبعد الهاتف عن شين كلما جاء للأخذه، إلى ان اخذ جولي الهاتف، و اعطاني اياه، فوضعته على اذني و قلت بتردد: مرحباً..
فسمعت صوت السيد يوزان و هو يقول بصوت عال: مرحبا! كيف حالك؟
بعدها سمعت صوت هاروكا و هي تقول من الجانب الآخر ليوزان: اعطني الهاتف!
ثم كلمتني هاروكا و قالت لي :ديانا! كيف حالك؟ هل انت بخير؟!
سمعت اصوات كثيرة، فومي، سايا، كوجو، الرئيسة سايا، حتى هارو! اصواتهم كلها متداخلة في ما بينها! لم استطع في تلك اللحظة منع العبرات التي بدأت تسقط على خدي، وضعت يدي على فمي، إلى ان قالت لي هاروكا: هل تبكين؟
ابعدت الهاتف عن اذني، و ناولته لاوز، و انكست رأسي للأسفل، بينما ضمتني سيلينا لصدرها..
.. شين ..
اخذت الهاتف من عند اوز اخيراً، ووضعته على اذني و قلت: مرحبا-
قاطعني صوت هاروكا الغاضبة، و هي تقول لي بغضب: شين! هل انت السبب؟
تنهدت بملل، و قلت لها: هل انتم متصلين لي لكلام ديانا فقط؟ أين ذهبت أنا؟
فسمعت صوت يوزان يقول لي: كما ترى فأنا اشعر بالاطمئنان بشأنك! أنا قلق على اختي الصغيرة اللطيفة-
قاطعته و قلت له: إخرس!
فسمعت ضحكاته الخفيفة عندها، ثم قال لي بحنان مفاجأ: إعتني بها .
ثم اغلق الخط! فنظرت لديانا، أو بالاحرى ماريا، لقد انتقلنا إلى آخر مرحلة بدون أي مقدمات، الجميع بدأ بمناداتها ماريا ، و على الاقل علمنا بأن امها هي من سببت كل هذه المشاكل، لكن السؤال الجديد هنا، ماذا سوف يحدث بعد هذا؟
قطع حبل افكاري صوت سام و هو يقول مغيراً الموضوع: لدي موعد الآن في المشفى، هل تريدون المجئ معي؟
وضع ستيفان يده على خصره و قال: لكن من الخطر أن تخرج ماريا للخارج-
قاطعه ريفين و قال: لا تقل لي بأنك تنوي حبسها هنا؟
فقال له بغضب: إخرس! أنا قلق فقط..
فإبتسمت سيلينا، و قالت: لاداعي للقلق، يجب ان تخرج هي ايضاً لكي ترى العالم في الخارج، بجانب..
ثم اردفت و هي تنظر لنا جميعاً: لا اعتقد بأن اي احد سوف يدنو منها و معها كل هؤلاء الحراس.
فقال جولي بحزم: لا تضمني معهم.
فقالت له سيلينا بإستهزاء: و من قال لك بأنني قد حسبتك معهم؟
نظر إليها بغضب، فإبتسمت اكثر و قالت: أنا اعلم لماذا انت هنا، لذا لا داعي للقلق.
. . .
بعد مرور فترة من الزمن، خرجنا جميعنا من المبنى الذي يعيش فيه سام، بينما جولي قد انصرف عنا، فأصبحنا سبعة اشخاص، حسناً، الآن، كيف سوف يكون ترتيبنا و معنا سيارة ريفين الصغيرة و دراجة ستيفان ..
ركب ستيفان على دراجته، و قال لنا: من سوف يركب معي؟
فصمت الجميع، إلى ان رفعت سيلينا يدها و قالت :أنا!
فإرتسمت على وجه ستيفان ملامح التعجب و الانزعاج فجأة، لكن سيلينا تجاهلته و ركبت خلفه، و قالت بإبتسامتها الكبيرة المعتادة: ما الخطب؟
ريفين بإبتسامة مصطنعة: على كل، دعونا نركب نحن السيارة.
. . .
.. ديانا ..
بعد ان ركبنا و انطلقنا، و نحن في منتصف الطريق، قال لنا ريفين: ما رأيكم في سيلينا؟
فقال اوز بغير مبالاة: حسناً، غريبة بعض الشئ.
فسألت انا ريفين: لماذا تسأل؟
إبتسم قليلاً، و قال: حسناً، هي بإختصار "عبقرية"، بديهتها حاضرة في جميع الاوقات، لا اعرف ما إن كانت استنتجت موضوع جولي بنفسها أم بمساعدة احد..
فقلت له: انت تقصد بموضوع جولي.. هو الانتقام.. أليس كذلك؟
هز رأسه موافقاً، ثم قال: هي لا تذهب للمدرسة او جامعة، معظم وقتها فراغ، لا اعلم طبيعة عملها او حياتها كذلك، لكن في رأيي هي تهتم بالامور التي تثير انتباهها فقط لا اكثر، بمعنى آخر تهتم لنفسها فقط..
ثم اردف: إذا كان هنالك أناس تهتم لهم، فهي انت يا ماريا لا غير، حتى انا الذي اكون اخيها لا تعير لي اهتماماً و احتراماً كثيراً.
. . .
بعد ان وصلنا للمشفى، توجهنا حيث يقودنا سام للأنه صاحب العمل بالطبع، إلى ان سأله اوز: لماذا انت هنا ؟
فأجابه سام: أنا مريض بالسكر كما تعلم، لذا جئت هنا للآخذ أبر "الانسولين" .
على كل، واصلنا المشي داخل المشفى، إلى ان وصلنا حيث غرفة معينة، فتح سام الباب ليدخل، بينما اوز، ستيفان و شين قد جلسوا على الكراسي الذين في الخارج، جئت انا لكي اجلس معهم، إلى ان قال لي ريفين: انت تعالي معنا، هناك شخص يجب ان تقابليه.
فدخلت انا و ريفين و سيلينا و سام، للأرى ذلك الطبيب، هل هو طبيب حقاً؟ إنه لا يزال في عمر الشباب، يبدو بأنه اكبر مني بسنة او اثنتان! نسخة طبق الاصل من ريفين، شعر اسود، و اعين ذهبية..
جلس سام بالقرب من الطبيب، فنظر لي الطبيب فترة من الزمن، ثم قال: ماريا ..؟
فقال ريفين له: هذه الفتاة التي قلت لك بأنها ماريا، لوي.
فقلت متمتمة: لوي؟
فقال لي سام: إنه اخ ريفين الاصغر، لوي.
فقلت متمتمة: أليس صغيراً على ان يكون طبيباً؟
فقالت لي سيلينا بصوت عال: كما ترين فهو عبقري، لذا انهى دراسته مبكراً.
ثم نظرت لريفين و قالت بمكر: ريفين الوحيد الاحمق بيننا.
إلى ان سحب ريفين اذن اخته الصغرى، و قال: ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
بينما انا نظرت لهذا المدعو لوي، لا ازال لا اصدق بأنه عبقري لدرجة انه قد اصبح طبيباً في هذا العمر الصغير، على كل! أنا لا اتحمل التواجد في مكان فيه طبيب أو رائحة ادوية، لذا خرجت من الغرفة، فسمعت اوز و هو يقول : أنا جائع!
فقال له ستيفان بجدية: ألم تكفك وجبة الفطور؟
فقال له: إن اردت الصراحة، فهي لم تكفيني.
إلى ان قلت لهما: انا ايضاً جائعة، فأنا لم اتناول الفطور كما تعلمان.
فقال لي شين: إذن، دعينا نذهب و نشتري بعض الطعام من المتاجر القريبة من هنا.
ستيفان: لحظة! أنا سوف اذهب معكم ايضاً.
فقال له اوز: يجب ان تكون انت مع سام.
ستيفان بغضب: اخرس، في المقام الاول انا من كان حارس ماريا، لذا لا داعي لتواجدك هنا!
اوز بغضب: ماذا قلت يا هذا؟
فقلت لهما: لا تتشاجرا! سوف نذهب جميعنا! اما سام فسوف يكون مع ريفين!
بعد انتهاء الجدال، اخبرنا سام بأننا سوف ننزل لشراء الاطعمة، فتوجهنا للمصعد، ضغطنا الزر لكي يأتي، فجاء بالفعل! كا ممتلأ إلى حد ما، لا يكفينا جميعاً! فجأة! دفع اوز شين و ستيفان ليدخلان داخل المصعد، ثم لوح بيده لهما و قال بإبتسامة كبيرة: الوداع!
و تم اغلاق باب المصعد! حتى انني اكاد استطيع سماع صرخات ستيفان الغاضبة، إبتعدت قليلاً عن اوز، و قلت له: لماذا فعلت هذا؟
فإبتسم و قال: لا يذهب فكرك بعيداً، فأنا لم اخونك ابداً..
ثم اردف بمرح: يمكنك ان تعتبريه انتقاماً من ستيفان و شين.
فسألته: لماذا؟
إلى ان جاء المصعد الآخر،كان فارغا، ركبنا فيه، بعد ان اغلق بابه، نظر اوز للجانب الآخر و قال: حسناً، كيف اقول هذا، شين معك على مدار اليوم، أما ستيفان فهو خادمك الخاص، احسست بأنني لا داع لوجودي بينما هذان الاثنان معك.
فأمسكت يده و قلت له بإبتسامة: هذا غير صحيح، فأنت من الاشخاص الذين اثق بهم، و المهمين بالنسبة لي، صحيح بأنك لا تملك علاقة بماضي، لكنك لا تزال احد اصدقائي.
عندها اظهر علامات الصدمة الممزوجة بخيبة الامل على وجه، لكنها سرعان ما تلاشت، و رفع يده و ربت على رأسي بينما هو ينظر للأسفل، ثم قال متمتماً: أصدقاء..
ثم اردف و قد رفع رأسه، كان يبتسم ابتسامة كبيرة لم اعهدها منه و قال: دعينا نبقى اصدقاء إلى الابد! فأنت اول صديقة لي!
فجأة توقف المصعد عند احد الطوابق، فتح بابه و دخلت لداخل المصعد امرأة، امرأة فراعة الطول ، جسمها منقوش بإتقان، لديها اعين حادة ذات لون ازرق، و شعر طويل ذو لون اشقر قاتم، بدت على قسماتها ملامح من الغضب، و الانزعاج، لباسها يوحي بالثراء، لكن ما اثار استغرابي، هو ذلك الندب الذي استوطن وسط وجهها ..
ما إن ركبت المصعد، حتى ظلت تحدق بنا بصدمة شديدة! حتى ان عينها كادت تخرج منها! بينما اوز وجه مسدسه امامها و قال بحدة: ماذا تفعلين هنا، كريستا؟
فقلت بإستغراب: كريستا؟
عندها مر كلام سيلينا ووالدها جون على مسامعي و كأنني اسمعه مرة اخرى و للأول مرة! كريستا.. ساكوراكو.. إذن، هل هذه المرأة هي.. هل هي حقا هي؟ لم اتوقع بأن تأتي هي بنفسها لي هكذا.. لكن..
لا يجب ان اجعل مشاعري تسيطر علي.. يجب ان اتذكر نصيحة يوزان! و هي بأن استعمل عقلي و ليس قلبي.. بجانب.. أمي قد ماتت منذ سنة تقريباً.. أبي مات منذ مات قبلها بثمان سنوات.. الموضوع ليس في من قاست آلام الحمل.. ليس في من اخرجتني لهذه الدنيا من رحمها.. الموضوع هو في ماذا سوف يحدث بعد هذا!
"أمي" و أبي لم تجمعهما علاقة زوجية.. لكني مؤمنة.. بأن تلك المرأة هي أمي الحقيقة!
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس