ـ أفلتني ، هيا أعرف طريقي جيدًا
كان يحكم قبضته على رسغي مانعا الدم يجري في عروقي ، تبــًا ، ألا يتذكرني ؟ إنها المرة الخامسة التي يقودني إلى القسم
ـ هـــــــــــــــــــــي ! هل تسمع ؟ قلت أفلتني
مددت يدي اليسرى أمام وجهه ذو التعابير الجادة ، ألا يغير لباسه هذا ؟
ـ هذه مكان القهوة التي أوقعتها ، عندما اعتقلتني قبل البارحة !
أشرت على قميصيه الأبيض من عند الخصر بإصبعي السبابة ، رمقني بعيناه الغامقة جاعلًا القشعريرة تسري في جسدي
ـ هـ هـ هـ أحكم قبضتك على يدي هيــا ! مابك هل بدأت تشعر بتعب أنا سأقبض على يدي اذًا !
قلتها بتوتر ، مشيحتًا نظري عنه ، عندما أراه على بعد مدينتين أخـــاف ، جسده مفتول العضلات بشرته غامقة عيناه غامقة كذلك ، وطويل القامة يجعلني أرتعب
ـ إلى الداخل
أَفْلَتَ قبضته عن يدي ، أوه هل نسيت نبرة صوته هـ نوعًا ما تذكرني بفلم رعب ...
ـ كن لطيفــًا يا رجل !
حككت يدي بعد أن أفلت المسخ من قبضته ، أشعر بالدم ، ويلاه ، أستطيع تحريك يدي
ـ هـ جانيت مرة أخرى
نظرت لصاحب الصوت ، رجل نحيل ذو بشرة غامقة يرتدي زي الضابط ويحتسي قهوته ويتناول بعض من الشوكلاته
ـ جوني ، يا رجل مازلت مدمن كافيين ؟
نظر لي بحقد ، كم أمقته هذا الرجل يشعرني بالقرف الشديد
ـ آه نعم ، لما أنتي هنا ؟ تجارة دون رخص أو تخريب ممتلكات عامة؟
حركت عيناي بطريقة إنزعاج ، وقح !
ـ هل مازلت أعزب ؟
رأيت الإحراج على وجهه ، أخذت نفسًا عميقــا وأخرجته متوجهتًا إلى رئيس القسم
ـ سجل يا عزيزي ، خمس نقط لي و صفر لك أهاهاهاها
هـ ما أجمل طعم النصر على ضابط شرطة ! أكملت مسيرتي لذلك الرجل ، لن أنكر أنه أوسم رجل قابلته.
**
ـ حقــًا ! هذه سادس مرة في هذا الشهر
نظرت للأرض ، ربما كان لدي القليل من المشاعر اتجاههـ لكن ماذا عساي أن أفعل قلبي أنثوي
ـ هيا يا رجل أنت تعرف وضع عائلتي ؟
قلتها واضعتًا يدي في جيب بنطالي المفضفض
ـ أخخـ لو أن أخاكي لم يكن صديقي لسجنتكي أسبوع بأكمله ، هيـــا يومان
ابتسمت ابتسامة عريضة ، قادني رجل إلى زنزانتي المحددة ، وكأني لا أعرفها بت أمضي معظم وقتي فيهــا ، أحيانا أتسبب بسجني حتى أجد مكان لأفكر فيه.
ـ لديكي شريكة !
قالها الرجل ناحيتي ، رفت حاجبي الأيسر بكل استغراب ، البعض يخاف من طريقة رفع حاجبي يالهم من مغفلين ، دخلت الزنزانة وأنا في قمة الهدوء ، رأيت ذلك الشعر الأصهب خارج قبعة سوداء وكانت تحمل بيدها شيء ما !
ـ مرحبــــا
قلتها بهدوء مرتميتًا على السرير السفلي، لم تتحرك كانت تهمس لنفسها ، هل هي مجنونة ؟
رفعت تلك الفتاة ناظرها ، ومن ثم التفت لجهتي ، فازعتًا ألقت أوراق على الأرض ، نظرتُ لها برعب ، تبدو مجنونة ، كانت عيناها باللون العسلي مكحلة بطريقة جميلة ، وملابس أشبه بملابس الفضفاضة ، لا غنى عن أذنها التي حوت ثلاث ثقوب
ـ من أنتي ؟
رفعت أصبعي السبابة وهو يرتجف من الخوف
ـ أنـــا !
نظرت لي بسخرية ، وابتسمت نصف ابتسامة ، ونهظت عن الأرض
ـ هل من احد غيرك هنا يا جميلة ؟
توالت أفكاري في دماغي جعلتني أرتعب منها ما بالها ؟
ـ أنا جانيت ، جانيت بينيت
تقدمت الفتاة خطوة للأمام جاعلتا جميع الشكوك تتشكل في دماغي كفلم
ـ ا...اسـ ... اسمعي ربمــا بدأنا بطريقة خاطئة دعينا لا نتهور !
قلتها ساحبتًا قدماي لجسدي وأنا على وشك البكاء
ـ ليس بهذه السهولة جانيت !
بدأت أرتجف بعد كلماتها تلك ، ستقتلني ! ستبيع أعضائي !، اقتربت من أكثر فأكثر
لم تبتعد عني سوى خُطوة ، ظٍلها قد حجب الضوء بدأ قلبي يدق ويدق
ـ ليس قبل أن تقولي لي !
بدأت الدموع تتجمع في عيناي و تلك الفتاة انحت لجهتي
ـ لمــــــــــــــــا أنتي هنـــا ؟