عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-17-2014, 05:15 PM
 
[ قَصة رائِعة ] : يوم قاس...(قصه قصيره)



قِصة رائَعة فعلاً ، كم أثرت بيَ فعلاً

يوم قاسٍ


في احد الايام الحارة والشمس تلسع الارض بأشعتها الحارقة وبينما كنت عائدة من الجامعة اذ بهاتفي يرن بالحاح
لم أستطع الرد عليه فقد كنت منهمكة بالقيادة
لكن هاتفي طفق يرن ويرن بدون انقطاع خفق قلبي بشدة واوجست شرا
وتمتمت "استر يا رب" فأوقفت السيارة على جانب الطريق وكانت صديقتي روان المتصلة ورددت على الهاتف :
- السلام عليكم
- وعليكم السلام اتحدث معكِ من المشفى وجدنا اسمك يا آنسة سمر مدون على هذا الهاتف نريد ان نعلمك ان صاحبة الهاتف تعرضت لحادث اليم وهي في حالة خطرة جدا ارجو ان تخبري اهل المصابة كي يحضروا الى المشفى .
ووجمت ولجمت الصدمة لساني ولكنني استجمعت قواي استطعت في النهاية ان اقول بصوت اجش متحشرج :
- سوف آتي حالا
هاتفت ام روان بصوت مضطرب متلعثم وبجمل متقطعة مبتورة وبعد ان انتهيت من المكالمة
دوست على دواسة الوقود بكل قوتي وغارت عيناي بالدموع واحسست بجفاف في حلقي و بدأت ابتهل الى الله "يا رب استر يا رب يا رب لطفك حسبي انت نعم الوكيل لا حول ولا قوة الا بك يا الله"
قدت بتهور وسرعة جنونية اجتزت 3 اشارات ضوئية حمراء وذاك يصرخ وذاك يزمر وذاك يزمجر ولكنني لم اكن اعي ما يدور حولي فقد كنت على عجلة من امري وكان عقلي وجل تفكيري هناك حيث ترقد صديقتي روان يحيط بها الخطر من كل جانب .
وبعد دقائق معدودة مرت كالدهور وصلت الى المشفى
جففت انهار الدموع التي على خديّ بسرعة و ترجلت من السيارة ووقفت على قدمي كورقة في مهب الريح كنت خائرة القوى فالتعب وهول الصدمة هدا قواي توجهت الى الاستقبال بخطوات ثقيلة وسألت عنها وتوجهت الى الغرفة التي ارشدتني اليها الموظفة ورأيت الطبيب يخرج من الغرفة فأسرعت اليه واللهفة والقلق يطل من عيني وقلت في صوت يملأه الحزن :
- كيف حال روان يا دكتور
- هذه الفتاه تعرضت لحادث دهس ومن ثم تم نقلها الى المشفى وهي بحالة خطرة جدا نزفت كثيرا قبل ان يتم نقلها الى المشفى ولديها كسور في منطقة الحوض و الظهر
- وهل استطيع رؤيتها
- كلا فحالتها لا تسمح بذلك
- هل ستجرون لها عملية جراحية
- نعم ولكنني اخشى ان تتأخر العملية كثيرا بسبب عدم وجود وجبات دم من نفس فصيلة دم المصابة في بنك الدم بالمشفى و بالمنطقة لذا علينا الانتظار حتى تأتي هذه الوجبات من مشافي اخرى الذي يستغرق وقتا ربما به تتدهور حالة المريضة لذا علينا اولا بايجاد متبرع ولكن اهل المريضة كلهم ليس لدى اي منهم نفس فصيلة دم المصابة .
- انا مستعدة للتبرع يا دكتور
- حسن اذهبي الى المختبر
ومشيت الى المختبر وانا قلقة متوترة الاعصاب ويكاد قلبي ينخلع من مكانه من شدة الخفقان "صديقتي روان في خطر وحياتها متعلقة بفصيلة دمي يارب لطفك يا رب رحماك "
وبعد ان ادخلت عاملة المختبر الابرة الدقيقة في ذراعي بقيت ارقب هذه المجموعة من الدماء التي ستحدد مصير فتاة على وشك الموت بقيت واجفة قلقة مضطربة شاحبة حتى ذهبت العاملة ونادت الطبيب
بعد ان انتهى الطبيب من التمعن بشاشة الحاسوب التفت الي وعلت شفتيه ابتسامة وقد ادركت كنه هذه الابتسامة :
- حسنا سوف تأخذ الممرضة منك كمية من الدم لقد وافقت فصيلة دمك دم روان
فعلت على شفتي اشباه ابتسامة متعبة وتمتمت " حمدا لك يا رب "
بعد ان اخذت مني العاملة كمية الدم المطلوبة عدت الى حيث اهل صديقتي روان وقد اخذ مني الاعياء ايما مأخذ فجلست متهالكة على احد المقاعد وبدأت الدموع تنهمر من جديد على وجهي الشاحب وسمعت قرقرة معدتي الفارغة فانا لم آكل منذ ساعات وقد نسيت جوعي في ظل هذه المصيبة فنهضت متثاقلة وبخطوات يشوبها الارهاق متجهة الى المقصف وبينما انا اكل اذ بصوت المؤذن الرخيم ينادينا الى لقاء الله فقمت الى المتوضئ سكبت المياه الباردة على وجهي فشعرت بقشعريرة وبعد ان فرغت من الوضوء شعرت بانتعاش خفيف
وتوجهت الى المصلى شرعت بالصلاة ولم اغفل ان ادعو لروان الحبيبة في صلاتي استردت القليل من نشاطي رجعت الى الانتظار عند غرفة العمليات هذه المرة فقد علمت انها الان في العملية الجراحية
فإذا بالجو مشحون وقد اصبح اكثر توترا واضطرابا فاشتد ذعري ولكنني منعت دموعي من الانهمار وحاولت ان اضبط نفسي قدر المستطاع وذهبت الى ام صديقتي اواسيها واخفف عنها وقد كنت انا ايضا لا اقل عنها حاجة لمن يواسيني ويخفف عني "خففي عنك يا خاله اتكلي على الله ان الله سميع عليم إن شاء الله تخرج روان من جديد مشافاة معافاة ".
وقد كنت اعلم كم ان وضعها خطر وهي على سرير الموت في غرفة العمليات وان هذه العملية من اخطر العمليات
بدأت دموعي بالانهمار من جديد فقد جاشت لي ذكرى اول مرة تعرفت فيها على روان كان ذلك منذ 5 سنوات حين كنا بالصف الثالث متوسط كانت روان تماثلني بالسن و لكنها في صف مختلف تعرفنا على بعضنا في باحة المدرسة حيث وجدتها فتاة مهذبة خلوقة ولطيفة غير مهملة في دروسها ولكنها للاسف كشأن باقي فتيات اليوم (الا من رحم ربي) غير ملتزمة بالدين فشرعت اتودد اليها واحادثها فقد كانت لي علاقات طيبة مع الجميع مع انها سطحية وقد وجدت فيها تربة صالحة لبذرة الإيمان فشرعت كعادتي ادعوها الى الالتزام بالدين وبالحجاب وقد كنت قد دعوت صديقاتي الاخريات لكن لم اجد فيهن الاستجابة بل التأثر حتى !
لذا فقد بقيت ادعوا الله في كل صلواتي ان يرزقني الصحبة الصالحة التي تعينني على ديني ودنياي في زمن كثرت فيه الفتن
ان يرزقني صحبة فتاة احبها بالله حبا صادقا نقيا لا تشوبه شائبة ولا تعكر صفوه هموم الدنيا الفانية
رفيقة ارتقي وإياها سلم الجنان والتمس وإياها الطريق الى الرحمن
اجدها في السراء والضراء
استظل وإياها بظل الرحمن يوم لا ظل الا ظله


لم اكن اتوقع ان تكون روان هي هذه الفتاة
وقد اتت كنعمة وهبة ربانية واستجابة لدعواتي الملحاح
عبرت في الذكرى الى يوم اتت فيه روان الي وبسمة تملئ محياها فقلت لها :
- ما ورائك يا روان
فقالت والفرحة تطل من عينيها :
- لقد قررت ، سوف ارتدي الحجاب الشهر المقبل
كم اعترتني مشاعر الغبطة والسرور فعانقتها وقبلتها ودموع الفرحة تملئ مقلتيّ
لمَ ، لا ؟ فقد كانت هي اول من يقرر ان يمشي على درب الالتزام من صديقاتي ومع انها اخر من انضم لمجموعة صديقاتي
ومر الشهر واتت مقبلة علي بجلبابها الطويل ووجهها يشع نورا لقد كنت فخورة بها جدا وباركت لها وقلت لها وقلبي ينفطر سعادة :
- احبك في الله يا روان
- وانا احبك في الله يا سمر
سرحت بتفكيري الى الاوقات الهانئة التي ملأناها بذكر الله وطاعته الاوقات الجميلة التي قضيناها معا
ذهابنا لطلب العلم في المساجد وحفظ القران معا و اتفاقنا على ان نتناوب معا على ايقاظ بعضنا لصلاة الفجر ولا انسى رمضان الذي كان له طعم اخر حين كنا معا احسست بسعادة غامرة ونحن نذهب كل يوم الى المسجد لنصلي صلاة التراويح ونقرأ القران ونفطر معا في جو ملئ بالايمان والطاعة ويوم العيد حين ذهبت واياها لصلاة العيد في الصباح الباكر لقد كانت اياما مختلفة ورائعة بحق
تأصرت علاقتي بها واصبحت وثيقة العرى ولم اعد استطيع ان يمر يوم دون سماع صوتها الرقيق ودون ان تحدثني عن قطها الذي اغتاظ منه لانه يزاحمني على قلبها واهتمامها
لقد علمت معنى ان تحب انسانا لا لمصلحة من مصالح الدنيا اجمع لكن فقط لأنك تحبه في الله


يا الهي لا استطيع سوى ان اتخيل حياتي فارغة من دونها "الهي الطف بي لاحول ولا قوة الا بك حسبي انت يارب العالمين الهي ارجوك يا الله انك سميع مجيب اشفيها يا رب واعد الينا يا رب روان الفتاة الملتزمة الحيية الباسمة المرحة الطيبة صاحبة الابتسامة الاظرف والقلب النقي والسريرة الصافية اعدها الينا يا رب مشافاة معافاة "
واستيقظت من ذكرياتي الجميلة على صوت الطبيب الذي خرج من غرفة العمليات فهببنا كلنا واقفين بصوبه واستبقنا يقول :
- لقد تمت العملية بنجاح وحالتها مستقرة الان الا انها ما زالت في خطر
فقلت له :
- هل تسمح لنا بزيارتها ارجوك يا دكتور دقيقة فقط
- لا احبذ الزيارات في مثل هذه الحالة لكن يمكنكم الدخول واحدا واحد ولدقيقة فقط بعد ان يتم نقلها الى غرفة العلاج المكثف
- حاضر
فدخلت امها اولا ثم باقي عائلتها وكنت انا الاخيرة فدخلت الغرفة البيضاء وانا قلقة مضطربة الخطوات حزينة كاد يغمى علي من هول ما شاهدت الا انني استجمعت شجاعتي وما بقي لدي من قواي المنهارة لأروي ظمأي من رؤية الفتاة التي احبها بل حطام الفتاة التي اعرفها كانت الخدوش تملئ وجهها الساكن والضمادات تلف راسها والجبائر تحيطها من كل مكان أ هذه هي الفتاة التي اعرفها حقا لا اصدق عيناي
تفتت قلبي من هول المنظر سالت الدموع الغزيرة حارقة على خديّ وبدأت اشنج بصوت مرتفع مختنق
فهرولت الي احدى الممرضات واخرجتني من الغرفة وانا لا اكف عن البكاء والنشيج كنت في حالة يرثى لها فاعطتني الممرضة بعض المنشطات والمقويات وبدأت استعيد قواي وكانت الساعة تشارف على منتصف الليل فقفلت الى بيتي راجعة
ركبت سيارتي وقدتها بهوادة وانا خائرة القوى حزينة دامعة العين
ولكن املي بالله كبير وحسبي هو نعم الوكيل
وحين عدت الى البيت أقمت الليل ولم استطع الخلود الى النوم من القلق وبقيت اصلي واصلي وادعو الله الى ان وصلت الى قول الله تعالى :
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
فلم استطع منع نفسي من البكاء والنشيج
الى ان ارهقني السهاد وقمت الى فراشي واستلقيت انشد سلطان الكرى



في اليوم التالي عندما ذهبت الى المشفى سمعت الخبر السار لقد زال الخطر اخيرا عن صديقتي العزيزة وحبيبتي روان و بدأت حالتها بالتحسن
"حمدا لك يا رب "
بقلم الاخت الفاضله : هدى ايمن ناصر
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس