عرض مشاركة واحدة
  #1241  
قديم 01-21-2014, 05:24 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم


فُرسَانُ البَلَاغِ لِلإِعلَام

قِسمُ التَّفرِيغِ وَالنَّشرِ



يُقَدِّمُ



تَفرِيغ

"الكلمة الصوتيّة"


[وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمُون]






لأميرِ المؤمِنِين:


أبي بَكرٍ الحُسينيّ القُرَشِيّ البَغدَادِيّ

- حفظه الله -




مُؤسَّسَةُ الفرقان لِلإِنتَاجِ الإِعلَامِيّ

ربيع أول 1435هـ - يناير 2014م





بسم الله الرّحمن الرّحيم


مُؤسَّسَةُ الفرقان لِلإِنتَاجِ الإِعلَامِيّ




تقدّم




كلمة لمولانا أميرِ المؤمِنِين:


أبي بَكرٍ الحُسينيّ القُرَشِيّ البَغدَادِيّ


حفظه الله


[وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمُون]


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد؛
إن من سنة الله تبارك وتعالى وحكمته؛ أن تختلط صفوف المؤمنين والمجاهدين بمن ليسوا منهم وبالمنافقين، وما كان الله عز وجل ليدع الصف المسلم مختلطًا بأولئك المنافقين والأدعياء، المتسترين بمظهر الإسلام، المتوارين خلف دعوى الإيمان؛ فأمضى سبحانه وتعالى في الناس سنة الفتنة والابتلاء.
قال الله تعالى: ﴿مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ [آل عمران: ١٧٩].
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت: ٣].
فلابد أن يصهر الصف ليخرج منه الخبث، ويضغط لتتهاوى اللّبنات الضعيفة، وتسلط عليه الأضواء لتتكشف الدخائل والضمائر.
ذلك؛ ولا يتوقف الصراع بين الحق والباطل، وتمضي سنة التدافع التي إن توقفت تتهدم بيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله، وتفسد الأرض، فالتدافع والصراع مستمر، والفتنة والابتلاء والتمحيص دائم، إلا أن العاقبة للمتقين، والفوز والفلاح للمؤمنين الصادقين الصابرين.
وإن المجاهد في سبيل الله لن تزيده المحن إلا نقاوة وصفاء، ولا الشدائد إلا عزيمة وثباتًا.
فاصبروا يا أيها المجاهدون في الدولة الإسلامية في العراق والشام؛
وصابروا ورابطوا ولا تحزنوا من خذلان القريب وتواطؤ الأعداء.
ولا تهولنّكم الحملة الشرسة ضد الدولة؛ فإن الله عز وجل ينصر جنده ويدافع عن الذين آمنوا.
ولا تروعنّكم عظم الفرى والتهم وما تواطأ عليه أعداء الإسلام وتواصوا به ضدكم؛ فإن الله عز وجل يعلم المفسد من المصلح، ويعلم المجاهد من المدعي، ويعلم الصادق من الكاذب، ويعلم المخلص من المنافق.
واعلموا أن المحنة التي أصابتكم في الشام؛ إنما هي إن شاء الله خير كثير لكم، فلن تلبث إلا قليلاً وتنقلب منحة عظيمة بإذن الله.
يا أبناء الدولة في الشام؛
إن الله يعلم ثم أنتم تعلمون؛ أن الدولة بذلت ما بوسعها لوقف هذه الحرب التي شُنّت عليها من قبل بعض الكتائب المقاتلة.
فيعلم الله ثم أنتم تعلمون؛ أننا ما أردنا هذه الحرب ولا سعينا أو خططنا لها، لأنها في ظاهرها وما يبدو لنا أن المستفيد الأكبر هو النصيرية والروافض، وقد أُكرهنا عليها، وبقينا على مدار أيام ندفع بها، ونسعى لإيقافها رغم الغدر الواضح بنا، والتعدي السافر علينا، حتى ظن أولئك المغرر بهم أنا الدولة لقمة سائغة، وأنهم قادرون عليها، منجرين خلف زيف وأباطيل الإعلام، فما كان لنا إلا أن نخوض هذه الحرب مكرهين، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
فإذا علمتم هذا يا أبناء الدولة؛ فتوكلوا على الله، وتبرؤوا من حولكم وقوتكم إلى حوله وقوته، واتقوا الله، فإن العاقبة لكم إن اتقيتموه، لا تظلموا ولا تغدروا، ونوصيكم بأن تكفوا عن من يكف نفسه، ويلقي من وجهكم سلاحه ممن قاتلكم من الكتائب، مهما بلغ جرمه وعظم ذنبه، وغلبوا العفو والصفح لتتفرغوا لعدو فاجر يتربص بأهل السنة جميعًا.
فإن بذلتم ما بوسعكم لإيقاف هذه الحرب، والتفرغ للنصيرية والروافض ثم عجزتم وأعذرتم عند ربكم، فتوكلوا على الله واستعينوا به، فهو حسبكم، وخوضوا تلك الحرب فأنتم بحول الله أهل لها.
وكونوا على يقين أنها خير لكم لا محالة، فإنها من تدبير الله لكم، ﴿وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢١٦].
وإياكم، إياكم؛ والظلم؛ فمن كان قد ظلم أو تعدى على أحد فليبادر مسرعًا لرد الحقوق والتوبة، فإننا نرد كل مظلمة تبلغنا، ونبرأ إلى الله من كل ظلم يصدر عن أفراد الدولة.
ونأمر كل جندي برد ما يبلغه من ظلم، ولا بارك الله بمجاهد تبلغه مظلمة ولا يردها إن كان قادرًا أو يعمل على رفعها.
وأكثروا من التوبة والاستغفار وقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
وهذا نوجهه إلى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب والجماعات على أرض الشام، قائدًا أو جنديًا:
أذكرهم أن المعركة هي معركة الأمة جميعًا، وأن المستهدف هم المجاهدون كلهم، وإنما الدولة باب إليكم لئن كُسِر فما بعده أهون على عدونا وعدوكم، فلا يأتينّ عليكم يوم تعضون أصابع الندم، ونقول لكل من زلت قدمه فقاتلنا أو تورط مع من قاتل الدولة من الكتائب:
راجعوا حساباتكم، وتوبوا لربكم، لقد أخذتمونا على حين غرة وطعنتمونا غدرًا من الخلف، وجميع جنودنا في الجبهات والرباط إلا قليل.
ثم أنتم اليوم رأيتم بعض بأسنا، ورأيتم الفرق بين الأمس واليوم؛ فقد كنتم بالأمس قبل قتالنا؛ تجولون آمنين، تنامون مطمئنين، فأصبحتم في هذا الخوف والوجل تسهرون وتحرسون مترقبين.
وها هي الدولة تمد لكم يدها لتكفوا عنها فتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية والروافض، وإلا فاعلموا أن في الدولة رجالاً لا ينامون على ضيم، مجربون عرفهم القاصي والداني.
وأما أنتم يا أهلنا في الشام؛
فلكم الله، لكم الله.
الجميع يتاجر بكم، والكل ينهش فيكم، متسابقًا للصعود على أكتافكم، بل أشلائكم، فحسبكم الله، حسبكم الله.
النصيرية: تسفك دماءكم، وتنتهك أعراضكم، وتهدم بيوتكم، بزعم قتال الإرهاب لحمايتكم.
اليهود والصليبيون: يتآمرون على الإسلام ويكيدون للمجاهدين ويحاربونهم، متباكين عليكم متاجرين بدمائكم وقضيتكم.
الطواغيت: من حكام بلاد المسلمين يشترون الذمم، ويجندون الأذناب، ويصنعون الأتباع؛ بزعم إغاثتكم.
اللصوص والسرّاق وقطاع الطرق: ينهبون أموالكم وخيراتكم، ويمصون دماءكم باسمكم وزعم نصرتكم والدفاع عنكم وحمايتكم.
فلكم الله يا أهلنا في الشام، وهنيئًا لكم إن صبرتم، فقد تكفل المولى بكم.

وأما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول لكم:



الدم الدم، والهدم الهدم.


إنما نحن نقاتل في سبيل الله وابتغاء مرضاة الله، ولا نخشى فيه لومة لائم، لا نخشى فيه لومة لائم وقد انبرينا لنصرتكم منذ أن اشتد الابتلاء بكم، ولم ندخر لذلك جهدًا، ولن ندخر إن شاء الله، ولن نبرح عن بذل ما بوسعنا إن شاء الله.
فإياكم أن يؤثّر عليكم الإعلام المخادع، ولن تجدونا إن شاء الله إلا أرحم الناس بكم وأشدهم على أعدائكم، فهذه حقيقتنا، وحسبنا أن الله يعلمها؛ حسبنا أن الله يعلم أننا سعينا بكل صدق وإخلاص لنحمي المسلمين، ونذود عن أعراضهم، ونصون دماءهم، فنتهم بين ليلة وضحاها أننا نكفر أهلنا في الشام! معاذ الله، ونستبيح دماءهم! كلا والله.
حسبنا أن الله يعلم أننا حرصنا على أمن وسلامة أهلنا في الشام وأننا الوحيدون من تحمل علانية عبء مقاتلة عصابات قطاع الطرق، وملاحقة لصوص والقتلة، فنتهم بين ليلة وضحاها أننا قتلة لأهلنا في الشام، وأصحاب المقابر الجماعية لهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حسبنا أن الله يعلم؛ أننا ما دخلنا قرية أو حيًا أو شارعًا إلا وأمن فيه المسلمون على أموالهم وأنفسهم وأعراضهم، وفرّ منه اللصوص وقطاع الطرق والمجرمون، ونتهم بين ليلة وضحاها أننا نروّع المسلمين ونستبيح حرماتهم.
حسبنا أن الله يعلم؛ أننا تكلمنا مع كل الناس وفتحنا أيدينا لكل الجماعات، ثم نتهم أننا لا نرى إلا أنفسنا، ولا نعترف بمجاهد غيرنا، ونبخس الناس أعمالهم، حاشا وكلا.
حسبنا أن الله يعلم؛ أننا لم ندعي العصمة يومًا، أو نتعمد الخطأ أو نصر عليه كما نتهم.
حسبنا أن الله يعلم؛ أننا ما هجرنا أهلنا وديارنا، وحملنا أرواحنا على أكفنا نبذلها رخيصة في سبيل الله إلا لتحكيم شرع الله، فنصوّر بين ليلة وضحاها أننا طواغيت لا نحتكم لشرع الله والعياذ بالله.
حسبنا أن الله يعلم؛ أننا من أشد الناس على الروافض والنصيرية، وقد علموا هم أنفسهم ذلك.
وحسبنا أن الله يعلم؛ أنه ليلة الغدر بنا وطعننا في ظهورنا: كان لنا جيش في ولاية الخير يقوده الشيخ عمر الشيشاني عازم على أن لا يرجع حتى يحرر الولاية كلها، وقد وضع الخطة لذلك ومضى بها، وأن لنا قوة في حلب تتقدم على الجبهة الغربيّة ضمن خطة لتحرير حلب بالكامل، وقوة أخرى تتحشّد لاقتحام مطار "كويرس" من الجبهة الشرقية، وقوة أخرى تستعد لاقتحام ثكنة "هنانو"، ومفارز مجهزة للعمل على النصيرية بالتزامن داخل الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم، وأن الله يعلم أن قوة مجهزة في ولاية "إدلب" معبّأة تنتظر جفاف الأرض لتقتحم في يوم واحد أحد عشر حاجزًا للنصيرية، وتحرر وادي "الضيف"، وأن قوة تتأهب في ولاية حماة لشنّ حملة على النصيرية.
حسبنا أن الله يعلم هذا كله، ثم جنودنا يعلمون.
وأن هذا كله توقف ليلة الغدر بنا، ثم نتهم أننا عملاء للنصيرية والروافض.
فحسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل.
سبحانه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيَأتِي عَلَى النّاسِ سَنَواتٌ خَدّاعَات؛ يُصَدّقُ فِيهَا الكَاذِب، وَيُكَذّبُ فِيهَا الصَّادِق، وَيُؤتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِين).

وأما لأهل السنة في العراق فنقول:
يا أهلنا؛ ها أنتم ترون الرافضة على حقيقتهم، وقد حملتم السلاح عليهم أخيرًا، فهذه فرصتكم فلا تضيّعوها، وإلا فلن تكون لكم بعدها كلمة.
ثم إن حربكم مع الرافضة حرب عقدية، وقد صرّح بذلك الصفوي الحاقد نوري، وكما أعلن بكل وقاحة قائلاً: "أن معركته مع المجاهدين معركة مقدسة، وأن معركته ضدّ أهل السنة معركة كفر وإيمان"، وصدق وهو الكذوب.
فالتفوا حول أبنائكم المجاهدين، وأعلنوها خالصة لله، فقد أصبحتم اليوم حصنًا لأهل السنة ضد الروافض، فلا يؤتون من قبلكم.
ويا أبناء الدولة في العراق؛
يا من نقتكم الفتن، وصفّتكم وصقلتكم الشدائد، لله درّكم، أثبت من الجبال، لا تأخذ منكم الشبه، ولا تعمل فيكم التهم.
كونوا رأس الحربة في قتال الصفويين، وابقوا في مقدمة الصف، قفوا في وجه هذه الحملة الرافضية، وازحفوا إلى بغداد والجنوب، لتشعلوا الروافض في عقر دارهم.
وإيّاكم أن تسلموا أهلكم وعشائركم، واعلموا أن عيون أهل السنة في كل مكان عليكم، وأن إخوانكم في الشام يرقبونكم.
بارك الله فيكم.
وأخيرًا؛
هذه رسالة نوجهها لأمريكا:
فلتعلمي يا حامية الصليب؛ أن حرب الوكالة لن تغني عنك في الشام، كما أنها لم تغنِ عنك في العراق، وعما قريبٍ ستكونين في المواجهة المباشرة، مرغمة بإذن الله، وأن أبناء الإسلام قد وطنوا أنفسهم لهذا اليوم.
﴿فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ﴾ [التوبة: ٥٢].

﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾[البقرة: ٢٨٦].



* * *



DOC

1.27 MB




PDF


707.38 MB





RAR






،,




__________________
تويتر
JabhtAnNusrah / @wa3tasimu / @Ahraralsham@
يوتيوب
youtu.be/Qf44sZd25IA
رد مع اقتباس