الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين . ولا إله إلا الله إله الأولين والآخرين وقيوم السموات والأرضين ومالك يوم الدين الذي لا فوز إلا في طاعته ولا عز إلا في التذلل لعظمته وازكى صلاته وتسليمه على المصطفى صفيه وحبيبه وعلى اله وصحبه . وبعد . قال تعالى يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور .
يحكى ان الإسكندر مرَّ بمدينةٍ قد ملكها أملاكٌ سبعة وبادوا،
فقال: هل بقي من نسل الأملاك الذين ملكوا هذه المدينة أحد؟
قالوا: نعم، رجل يكون في المقابر.
فدعا به فقال: ما دعاك إلى لزوم المقابر؟
قال: أردت أن أعزل عظام الملوك عن عظام عبيدهم فوجدت عظامهم وعظام عبيدهم سواء.
قال له: فهل لك أن تتبعني فاحيي بك شرف آبائك إن كانت لك همة؟
قال: إن همَّتي عظيمةٌ إن كانت بغيتي عندك،
قال: حياةٌ لا موت فيها،
وشبابٌ ليس معه هرم،
وغنىً لا فقر بعده،
وسرور بغير مكروه،
قال: لا،
قال: فامض لشأنك ودعني أطلب ذلك ممن هو عنده ويملكه.
قال الاسكندر: هذا أحكم من رأيت.
لله در القائل
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ ** فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ**مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد** ولا يدوم على حالٍ لها شان
رحم الله امرؤ نظر فاعتبر ووعظ فازدجر |