عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 01-24-2014, 01:32 AM
 
الحمد لله حمداً يبلغ رضاه، وصلى الله على أشرف من اجتباه، وعلى من صاحبه ووالاه، وسلم تسليماً لا يدرك منتهاه. وبعد في مسند أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل فقال: يا محمد: إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومسقاها.
وضرر الخمر على الفرد في دينه وجسمه وعقله ونفسه وماله مما لا ريب فيه، وكذلك ضررها على المجتمع والأسرة.
في معجم الادباء ان الشاعر خيار بن أوفى النهدي دخل على معاوية فقال له: ما صنع بك الدهر؟ فقال يا أمير المؤمنين. صدع قناتي، وشيب سوادي، وأفنى لذاتي، وجرأ علي أعدائي، ولقد بقيت زماناً آنس بالأصحاب. وأسبل الثياب. وآلف الأحباب. فبادوا عني، ودنا الموت مني. فقال له أنشدني ما قلت في الخمر والنهي عنها، فقال:
أنهد بن زيدٍ ليس في الخمر رفعة ... فلا تقربوها إنني غير فاعل
فأني وجدت الخمر شيئاً ولم يزل ... أخو الخمر حلالاً شرار المنازل
فكم قد رأينا من فتى ذي جهالةٍ ... صحا بعد أزمان وطول تجاهل
ومن سيدٍ قد قنعته مذلة ... فعاش ذليلاً ضحكةً في المحافل
فلله أقوام تمادوا بشربها ... فأضحوا وهم أحدوثة في القوافل
فقال معاوية: صدقت والله لكم من سيدٍ أدمنها فتركته ضحكةً وأحدوثةً، ومن ذي رغبةٍ فيها قد صحا عنها فصار سيد قومه، والله ما وضع شيء الرجل كما وضعه الشراب، والله لهي الداء العياء.
رد مع اقتباس