عرض مشاركة واحدة
  #155  
قديم 01-24-2014, 03:27 PM
 

الشيعةُ في زمنِ الذهبي كما يصورهم
قال الإمامُ الذهبي في " السير " (5/375) : " وَكَانَ النَّاسُ فِي الصَّدْرِ الأَوَّلِ بَعْدَ وَقْعَةِ صِفِّيْنَ عَلَى أَقسَامٍ : أَهْلُ سُنَّةٍ : وَهُم أُوْلُو العِلْمِ ، وَهُم مُحِبُّوْنَ لِلصَّحَابَةِ ، كَافُّوْنَ عَنِ الخَوضِ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُم ؛ كسَعْدٍ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ ، وَأُمَمٍ .
ثُمَّ شِيْعَةٌ: يَتَوَالَوْنَ ، وَيَنَالُوْنَ مِمَّنْ حَارَبُوا عَلِيّاً ، وَيَقُوْلُوْنَ : إِنَّهُم مُسْلِمُوْنَ بُغَاةٌ ظَلَمَةٌ .

ثُمَّ نَوَاصِبُ : وَهُمُ الَّذِيْنَ حَارَبُوا عَلِيّاً يَوْمَ صِفِّيْنَ ، وَيُقِرُّوْنَ بِإِسْلاَمِ عَلِيٍّ وَسَابِقِيْه ، وَيَقُوْلُوْنَ : خَذَلَ الخَلِيْفَةَ عُثْمَانَ .

فَمَا عَلِمتُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ شِيْعِيّاً كَفَّرَ مُعَاوِيَةَ وَحِزْبَهُ ، وَلاَ نَاصِبِيّاً كَفَّرَ عَلِيّاً وَحِزْبَهُ ، بَلْ دَخَلُوا فِي سَبٍّ وَبُغْضٍ ، ثُمَّ صَارَ اليَوْمَ شِيْعَةُ زَمَانِنَا يُكَفِّرُوْنَ الصَّحَابَةَ ، وَيَبْرَؤُوْنَ مِنْهُم جَهلاً وَعُدوَاناً، وَيَتَعَدُّوْنَ إِلَى الصِّدِّيْقِ - قَاتَلَهُمُ اللهُ - .

وَأَمَّا نَوَاصِبُ وَقْتِنَا فَقَلِيْلٌ ، وَمَا عَلِمتُ فِيْهِم مَنْ يُكفِّرُ عَلِيّاً وَلاَ صَحَابِيّاً " . ا.هـ.

وقال أيضاً في " السير " (7/370 - 371) : " قَالَ وَكِيْعٌ : حَسَنُ بنُ صَالِحٍ عِنْدِي إِمَامٌ . فَقِيْلَ لَهُ : إِنَّهُ لاَ يَتَرحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ . فَقَالَ : أَفَتَتَرحَّمُ أَنْتَ عَلَى الحَجَّاجِ ؟
قُلْتُ : لاَ بَارَكَ اللهُ فِي هَذَا المِثَالِ .

وَمُرَادُهُ : أَنْ تَرْكَ التَّرَحُّمِ سُكُوْتٌ ، وَالسَّاكتُ لاَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ قَوْلٌ ، وَلَكِنْ مَنْ سَكَتَ عَنْ تَرحُّمِ مِثْلِ الشَّهِيْدِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ ، فَإِنَّ فِيْهِ شَيْئاً مِنْ تَشَيُّعٍ ، فَمَنْ نَطَقَ فِيْهِ بِغَضٍّ وَتَنَقُّصٍ وَهُوَ شِيْعِيٌّ جَلْدٌ يُؤَدَّبُ ، وَإِنْ تَرَقَّى إِلَى الشَّيْخَيْنِ بِذَمٍّ ، فَهُوَ رَافِضِيٌّ خَبِيْثٌ ، وَكَذَا مَنْ تَعرَّضَ لِلإِمَامِ عَلِيٍّ بِذَمٍّ ، فَهُوَ نَاصِبِيٌّ يُعَزَّرُ ، فَإِنْ كَفَّرَهُ ، فَهُوَ خَارِجِيٌّ مَارِقٌ ، بَلْ سَبِيْلُنَا أَنْ نَستغفِرَ لِلْكُلِّ ، وَنُحِبُّهُم ، وَنَكَفَّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُم " .ا.هـ.

وقال أيضاً (11/538) : " وَقَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ : سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ : مَنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي صَلاَتِهِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ ، حُشِرَ مَعَهُم .
قُلْتُ : هَذَا الكَلاَمُ مَبْدَأُ الرَّفْضِ ، بَلْ نَكُفُّ ، وَنَسْتَغْفِرُ لِلأُمَّةِ ، فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ فِي إِيَّاهُم قَدْ عَادَى بَعْضهُم بَعْضاً ، وَاقْتَتَلُوا عَلَى المُلْكِ ، وَتَمَّتْ عَظَائِمُ، فَمِنْ أَيِّهِم نَبْرَأُ ؟! " .ا.هـ.

وقال أيضاً (17/591) : " قَالَ ابْنُ حَزْم : الإِمَامِيَّةُ كُلُّهُم عَلَى أَنَّ القُرْآن مُبَدَّلٌ ، وَفِيْهِ زيَادَةٌ وَنقصٌ سِوَى المُرْتَضَى ، فَإِنَّهُ كَفَّر مَنْ قَالَ ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ صَاحِباهُ أَبُو يَعْلَى الطُّوْسِيّ ، وَأَبُو القَاسِمِ الرَّازِيّ .
قُلْتُ : وَفِي توَالِيفه سَبُّ أَصْحَابِ رَسُوْل اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ علمٍ لاَ ينفع " .ا.هـ.

من هو هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الذي ورد ذكره في حلقةِ الليلة ؟
قال الإمامُ الذهبي في " السير " (10/545) في ترجمةِ " هِشَامِ بنِ الحَكَمِ " :

هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الكُوْفِيُّ الرَّافِضِيُّ

وَكَانَ فِي هَذَا الحِيْنِ المُتَكَلِّمُ البَارِعُ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الكُوْفِيُّ ، الرَّافِضِيُّ ، المُشَبِّهُ ، المُعثرُ ، وَلَهُ نَظَرٌ ، وَجَدَلٌ ، وَتَوَالِيْفُ كَثِيْرَةٌ .

قَالَ ابْنُ حَزْمٍ : جُمْهُوْرُ مُتَكَلِّمِي الرَّافِضَةِ كَهِشَامِ بنِ الحَكَمِ، وَتِلْمِيْذِهِ ؛ أَبِي عَلِيٍّ الصَّكَّاكِ ، وَغَيْرِهِمَا يَقُوْلُوْنَ : بِأَنَّ عِلْمَ اللهِ مُحْدَثٌ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئاً فِي الأَزَلِ ، فَأَحْدَثَ لِنَفْسِهِ عِلْماً .

قَالَ : وَقَالَ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ فِي مُنَاظَرَتِهِ لأَبِي الهُذَيْلِ : إِنَّ رَبَّهُ طُوْلُهُ سَبْعَةُ أَشْبَارٍ بِشِبْرِ نَفْسِهِ .

قَالَ : وَكَانَ دَاوُدُ الجَوَارِبِيُّ مِنْ كِبَارِ مُتَكَلِّمِيْهِم ، يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ لَحْمٌ وَدَمٌ عَلَى صُوْرَةِ الآدَمِيِّ . قَالَ : وَلاَ يَخْتَلِفُوْنَ فِي رَدِّ الشَّمْسِ لِعَلِيٍّ مَرَّتَيْنِ .

وَمِنْ قَوْلِ كُلِّهِمِ : إِنَّ القُرْآنَ مُبَدَّلٌ ، زِيْدَ فِيْهِ ، وَنُقِصَ مِنْهُ ، إِلاَّ الشَّرِيْفَ المُرْتَضَى وَصَاحِبَيْهِ .

قَالَ النَّدِيْمُ : هُوَ مِنْ أَصْحَابِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ، هَذَّبَ المَذْهَبَ ، وَفَتَقَ الكَلاَمَ فِي الإِمَامَةِ ، وَكَانَ حَاذِقاً ، حَاضِرَ الجَوَابِ " .ا.هـ.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس