عرض مشاركة واحدة
  #158  
قديم 01-24-2014, 03:33 PM
 
الإمام جعفر الصادق رحمه الله
بين الرافضة وشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :

فهذه نتف من كلام شيخ الإسلام وشامة الشام الإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الدمشقي - رحمه الله - في الإمام جعفر بن محمد المعروف بجعفر الصادق - رحمه الله - وذلك ليعلم الحق و ينصف العالم ، والله الهادي إلى سواء السبيل .

وسأذكر كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في هذه القضية ليتبين من خلاله محبة شيخ الإسلام - رحمه الله - ، لجعفر الصادق - رحمه الله - ، وذلك خلافا لما ينسبه إليه الرافضة من أنه يبغضه ، ويبغض آل البيت - رحمهم الله جميعا ورضي عنهم - .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى :
" والإسماعيلية والقرامطة والباطنية الثنوية والحاكمية وغيرهم من الضلالات المخالفة لدين الإسلام ، وما ينسبونه إلى علي بن أبى طالب ، أو جعفر الصادق ، أو غيرهما من أهل البيت ، كالبطاقة والهفت والجدول والجفر وملحمة بن عنضب وغير ذلك من الأكاذيب المفتراة باتفاق جميع أهل المعرفة ، وكل هذا باطل فإنه لما كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم به اتصال النسب والقرابة ، وللأولياء الصالحين منهم ومن غيرهم به اتصال الموالاة والمتابعة ، وصار كثير ممن يخالف دينه وشريعته وسنته يموه باطله ويزخرفه بما يفتريه على أهل بيته وأهل موالاته ومتابعته ، وصار كثير من الناس يغلو إما في قوم من هؤلاء أو من هؤلاء ، حتى يتخذهم آلهة أو يقدم ما يضاف إليهم على شريعة النبي وسنته ، وحتى يخالف كتاب الله وسنة رسوله وما اتفق عليه السلف الطيب من أهل بيته ومن أهل الموالاة له والمتابعة وهذا كثير في أهل الضلال " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 11 ، صفحة 55

وقال أيضا رحمه الله : فإنه قد كذب على جعفر الصادق - رضى الله عنه - ما لم يكذب على غيره ، وكذلك كذب على علي رضى الله عنه وغيره من أئمة أهل البيت رضى الله عنهم " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 2 ، صفحة 217 .

وقال أيضا : " وأما الكذب والأسرار التي يدعونها عن جعفر الصادق فمن أكبر الأشياء كذبا ، حتى يقال ما كذب على أحد ما كذب على جعفر - رضي الله عنه - ومن هذه الأمور المضافة كتاب الجفر الذي يدعون أنه كتب فيه " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 78 .

وقال أيضا : " ومثل كتاب رسائل إخوان الصفا الذي صنفه جماعة في دولة بني بويه ببغداد وكانوا من الصابئة المتفلسفة المتحنفة ، جمعوا بزعمهم بين دين الصابئة المبدلين وبين الحنيفية ، وأتوا بكلام المتفلسفة وبأشياء من الشريعة ، وفيه من الكفر والجهل شيء كثير ، ومع هذا فإن طائفة من الناس من بعض أكابر قضاة النواحي يزعم أنه من كلام جعفر الصادق وهذا قول زنديق وتشنيع جاهل " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 79 .

فتأمل يا رعاك الله أن شيخ الإسلام رحمه الله في كلامه السابق يدافع عن جعفر الصادق ، وكذا عن علي رضي الله عنهما ، وينفي عنهما الكذب الذي نسب إليهما مما فيه مخالفة صريحة لكتاب الله سبحانه وتعالى ولسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وقد بين الشيخ أن من ينسب تلك الأقوال إليهم كذبا وزورا إنما هو صاحب باطل يريد أن يزخرف لباطله بما ينسبه إليهم ، أو أنه لم يوفق للصواب ، فصدق تلك الأكاذيب فبنى مذهبه عليها ظانا أنه على الحق ، وزعم أنه على مذهب آل البيت رضوان الله عليهم .

وصنيع شيخ الإسلام هذا هو الحب الحقيقي لآل البيت ، وليس الحب الحقيقي بأن ينسب لآل البيت عقائد مخالفة للقرآن والسنة كالقول بتحريف القرآن ، ثم يقول إنني أحب آل البيت ، ولذا فأنا الذي أتبع مذهبهم ... ، وهو إنما يتبع ما نسب إليهم من كذب ... ، فمن الصادق في المحبة ؟ .

وقال أيضا رحمه الله : " وكذلك ما يذكر في دمشق من قبور أزواج النبي - صلى الله عليه سلم - وإنما توفين بالمدينة النبوية ، وكذلك ما يذكر في مصر من قبر علي بن الحسين أو جعفر الصادق أو نحو ذلك ، هو كذب باتفاق أهل العلم ، فإن علي بن الحسين وجعفر الصادق إنما توفيا بالمدينة ، وقد قال عبد العزيز الكناني الحديث المعروف : ليس في قبور الأنبياء ما ثبت إلا قبر نبينا ، قال غيره : وقبر الخليل أيضا ، وسبب اضطراب أهل العلم بأمر القبور أن ضبط ذلك ليس من الدين فإن النبي قد نهى أن تتخذ القبور مساجد فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 516 .

فلاحظ أن ضرورة ضبط القبور ، وما يتبعه من أمور كجعلها مساجد وتعظيمها ، والبناء عليها وتجصيصها ، والذبح لها وتقديم القرابين ونحو ذلك ليس من دين الإسلام ، وإنما نهى الإسلام عن البناء عليها وتجصيصها ونحو ذلك ، وهو الموافق لمعتقد آل البيت ، كما جاء في الكافي وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عليا - رضي الله عنه - : أن لا يدع صورة إلا طمسها ولا قبرا مشرفا إلا سواه ... الحديث [ الكافي 6/528 ] .

وأنت ترى في كلام شيخ الإسلام الإشارة إلى هذا ، وأن جملة من القبور المنسوبة إلى بعض الصالحين غير صحيح ، فلو كان أمرا مشروعا لكان أمرا بينا لا يختلف فيه اثنان ، فتأمل .

وقال أيضا رحمه الله : " وكذلك ما يأثره أبو عبد الرحمن عن بعض المتكلمين فى الطريق أو ينتصر له من الأقوال والأفعال والأحوال ، فيه من الهدى والعلم شيء كثير ، وفيه أحيانا من الخطأ أشياء ، وبعض ذلك يكون عن اجتهاد سائغ ، وبعضه باطل قطعا ، مثل ما ذكر في حقائق التفسير قطعة كبيرة عن جعفر الصادق وغيره ، من الآثار الموضوعة ، وذكر عن بعض طائفة أنواعا من الإشارات التي بعضها أمثال حسنة واستدلالات مناسبة وبعضها من نوع الباطل واللغو " كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 11 ، صفحة 42 .

فبالله عليك أليس هذا من الإنصاف ، وأن ما ينسب إلى جعفر الصادق - رحمه الله - منه ماهو صحيح ، ومنه ماهو كذب وهو الكثير ، فمن الذي أنصف آل البيت ؟ ..

وقال أيضا : " ولهذا كان أعظم الأبواب التى يدخلون منها : باب التشيع والرفض ، لأن الرافضة هم أجهل الطوائف وأكذبها وأبعدها عن معرفة المنقول والمعقول ، وهم يجعلون التقية من أصول دينهم ويكذبون على أهل البيت كذبا لا يحصيه إلا الله ، حتى يرووا عن جعفر الصادق أنه قال : " التقية ديني ودين آبائي " و التقية هي شعار النفاق ، فإن حقيقتها عندهم أن يقولوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وهذا حقيقة النفاق ، ثم إذا كان هذا من أصول دينهم صار كل ما ينقله الناقلون عن علي أو غيره من أهل البيت مما فيه موافقة أهل السنة والجماعة يقولون هذا قالوه على سبيل التقية ثم فتحوا باب النفاق للقرامطة الباطنية " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 13 ، صفحة 263 .

فأنت ترى أن غرض الشيعة إنما هو مخالفة أهل السنة وليس اتباع مذهب آل البيت حقيقة ، وإلا لقبلوا ما ينقل عن آل البيت مما هو ثابت عنهم ، والذي هو بلا شك موافق لمذهب أهل السنة والجماعة وخاصة في الاعتقاد .

وقال أيضا رحمه الله : " فمنهم من يعتمد على جدول يزعمون أن جعفر الصادق دفعه إليهم ، ولم يأت به إلا عبد الله بن معاوية ، ولا يختلف أهل المعرفة من الشيعة وغيرهم أن هذا كذب مختلق على جعفر اختلقه عليه عبد الله هذا ، وقد ثبت بالنقل المرضي عن جعفر وعامة أئمة أهل البيت ما عليه المسلمون وهو قول أكثر عقلاء الشيعة " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 25 ، صفحة 179 .

فهل أدركت بعد هذا كله أن جعفر الصادق - رحمه الله - كُذِبَ عليه كما ذكرت لك ، وأن شيخ الإسلام إنما هو من أشد المدافعين عنه حقيقة لا ادعاء أجوفا .. ، ولكن إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ..

قال رحمه الله : " ونحن نعلم من أحوال أئمتنا أنه قد أضيف إلى جعفر الصادق - وليس هو بنبي من الأنبياء - من جنس هذه الأمور ما يعلم كل عالم بحال جعفر رضى الله عنه أن ذلك كذب عليه ، فإن الكذب عليه من أعظم الكذب حتى نسب إليه أحكام الحركات السفلية ، كاختلاج الأعضاء وحوادث الجو من الرعد والبرق والهالة وقوس الله الذي يقال له قوس قزح وأمثال ذلك ، والعلماء يعلمون أنه بريء من ذلك كله ، وكذلك نسب إليه الجدول الذي بنى عليه الضلال طائفة من الرافضة ، وهو كذب مفتعل عليه افتعله عليه عبد الله بن معاوية أحد المشهورين بالكذب مع رياسته وعظمته عند اتباعه ، وكذلك أضيف إليه كتاب الجفر والبطاقة والهفت ، وكل ذلك كذب عليه باتفاق أهل العلم به ، حتى أضيف إليه رسائل إخوان الصفا ، وهذا في غاية الجهل ، فإن هذه الرسائل إنما وضعت بعد موته بأكثر من مائتي سنة ، فإنه توفي سنة ثمان وأربعين ومائة ، وهذه الرسائل وضعت في دولة بنى بويه في أثناء المائة الرابعة في أوائل دولة بنى عبيد الذين بنوا القاهرة ، وضعها جماعة وزعموا أنهم جمعوا بها بين الشريعة والفلسفة فضلوا وأضلوا ، وأصحاب جعفر الصادق الذين أخذوا عنه العلم ، كمالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، وأمثالهما من الأئمة ، أئمة الإسلام براء من هذه الأكاذيب ، وكذلك كثير ما يذكره الشيخ أبو عبد الرحمن السَلَمي في كتاب "حقائق التفسير" عن جعفر من الكذب الذي لا يشك في كذبه أحد من أهل المعرفة بذلك .. ، وكذلك كثير من المذاهب الباطلة التي يحكيها عنه الرافضة ، وهي من أبين الكذب عليه ، وليس في فرق الأمة أكثر كذباً واختلاقاً من الرافضة من حين نبغوا ، فأول من ابتدع الرفض كان منافقاً زنديقاً يقال له : عبد الله بن سبأ ، فأراد بذلك إفساد دين الإسلام كما فعل "بولص" صاحب الرسائل التي بأيدي النصارى ، حيث ابتدع لهم بدعاً أفسد بها دينهم ، وكان يهوديا فأظهر النصرانية نفاقا فقصد إفسادها ، وكذلك كان ابن سبأ يهوديا فقصد ذلك " مجموع فتاوى شيخ الإسلام 35/183 ، وانظر أيضا : منهاج السنة 4/54 .

وقال أيضا رحمه الله : " ولم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته ، كما كذب عليه فنسب إليه علم البطاقة والهفت والجدول واختلاج الأعضاء ومنافع القرآن والكلام على الحوادث وأنواع من الإشارات في تفسير القرآن وتفسير قراءة السورة في المنام ، ,كل ذلك كذب عليه ... " منهاج السنة 7/534 .

وقال أيضا رحمه الله : " والنفاق والزندقة في الرافضة أكثر منه في سائر الطوائف ، بل لا بد لكل منهم من شعبة نفاق ، فإن أساس النفاق الذي بني على الكذب ، وأن يقول الرجل بلسانه ما ليس في قلبه ، كما أخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، والرافضة تجعل هذا من أصول دينها وتسميه التقية ، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله عن ذلك ، حتى يحكوا عن جعفر الصادق أنه قال التقية ديني ودين آبائي ، وقد نزه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك ، بل كانوا من أعظم الناس صدقا وتحقيقا للإيمان ، وكان دينهم التقوى لا التقية وقول الله تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة } . " منهاج السنة 2/ 46 .

وقال أيضا : فالآفة وقعت من الكذابين عليه لا منه ... ، وحتى كل من أراد أن ينفق أكاذيبه نسبها إلى جعفر ... " منهاج السنة 4/54 .

وفيما سبق يتبين لك أن كلام شيخ الإسلام في الرافضة ليس هو لاتباعهم أهل البيت كما يزعمون ، ولكن لكذبهم على آل البيت ، ومن ثم اتباعهم لهذا الكذب وتسميته بمذهب آل البيت !! .
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس