بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي رسول الله
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخلو الشعر العربي والأدب الرزين
من ذِكر محاسن التواضع
فأمهروا ادبياتهم وأشعارهم بدُرر
ثمينة تبين ان التواضع سبيل لرضي الخالق
والخلق ...فقد قال بعضهم
قال الشاعر:
تواضع لرب العرش علّك تُرفعُ *** فما خاب عبدٌ للمهيمن يخضعُ
وداوِ بذكر الله قلبك إنه *** ﻷشفى دواءٍ للقلب وأنفعُ
وقال آخر:
تواضع تكن كالنجم ﻻح لناظرٍ *** على صفحات الماء وهو رفيع
وﻻ تك كالدخان يرفع نفسَه *** إلى طبقات الجو وهو وضيعُ
وقال آخر:
تواضع إذا ما نلتَ في الناس رفعةًً *** فإن رفيع القوم من يتواضعُ
وقال آخر:
وﻻ تمشِ فوق اﻷرض إﻻ تواضعاً *** فكم تحتها قومٌ هُمُوا منك أرفعُ
وإن كنت في عزٍ رفيعٍ ومنعةٍ *** فكم مات من قومٍ هُمُوا منك أمنعُ
قال الشاعر:
لو فكر النّاس فيما في بطونهـم *** ما استشعر الكبر شبّانٌ وﻻ شيب
وقال آخر:
قل لمن فاخر بالدنيا وحامى *** قتلت قبلك ساماً ثم حاما
ندفن الخِلَّ وما في دفننا *** بعده شك ولكن نتعامى
إن قدامك يوماً لو به هددت *** شمس الضحى عادت ظﻼما
فانتبه من رقدة اللهو وقم *** وانف عن عين تماديك المناما
صاح صح بالقبر يخبرك بما *** قد حوى واقرأ على القوم السلام
فالعظيم القدر لو شاهدته *** لم تجد في قبره إﻻ العظاما
وقال أبو العتاهية:
يا عجباً للناس لو فكروا *** وحاسبوا أنفسهم أبصروا
وعبروا الدنيا إلى غيرها *** فإنما الدنيا لهم معبر
ﻻ فخر إﻻ فخر أهل التُّقَى *** غداً إذا ضمهم المحشر
ليعلمن الناس أن التُّقَى *** والبرَّ كانا خير ما يدخر
عجبت لﻺنسان في فخره *** وهو غداً في قبره يقبر
ما بال من أوله نطفة *** وجيفة آخره يفجر
أصبح ﻻ يملك تقديم ما *** يرجو وﻻ تأخير ما يحذر
وأصبح اﻷمر إلى غيره *** في كل ما يقضي وما يقدر
يضيف أبو العتاهية:
فَﻼ تَمـشِ يَوْماً فـي ثِـيـابِ مَخيلَة *** فـإنَّـكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ للـه شاكِـراً *** وقـلَّ امـرؤٌ يرضَى لـهُ بقضاء
ولـلّــهِ نَعْمَاءٌ عَـلَينا عَـظيمَة *** وللـهِ إحسـانٌ وفـضلُ عـطـاءِ
يقول المتنبي:
ولقد رأيت الضر أحسن منظراً *** وأهون من مرأى صغير به كبر
بارك اللهم لي ولكم
وجعلنا ممن يتواضعون حُباً في مرضاته
وكسباً لقلوب عباده...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيكم.. اندبها