جلست الأم في ركنها المعتادأمامها كل متطلبات جلسة ( لمة ) الأسرة
طاولة خشبية مستديرة عليها قطع الخبز الساخن
شرائح الجبن، و حبات الفول السوداني المحمصة
الأم بجلستها ترسم صورة زاهية بألوان الأصالة والتقاليد
يفوح منها عبق التاريخ العطر
في حركاتها بهجة وسرور، في نظاراتها حب وأمل
من بين يديها يتدفق العطاء
في فمها أمثال وحكم
وفي ذاكرتها حكايات عن مجد تليد
متوارثة عن الأمهات والجدات
نادت الأم زوجها و اولادها وبناتها كلاً بأسمه
أحداً لم يستجيب لـ ندائها!
الكل مشغول بعالمه الخاص
وضعت الأم يدها على خدها
وعادت بها الذاكرة إلى الماضي
كانوصغاراً يتحلقون حولها
يتوسدون ركبتها
ينامون على صدرها
يأكلون من يديها
اليوم لا أحد يشاطرها جلستها الطيبة
..