أبو الحسن الشاذلي
هو علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوسف أبو الحسن الشاذلي ، وشاذلة قرية بأفريقية مؤسسة الطريقة الشاذلية التي ينتسب إليها كثير من الصوفية وتفرع عنها طرق كثيرة .
ولد في قرية غمارة قرب سبتة بالمغرب الأقصى سنة 590 هـ تقريباً، انتقل إلى تونس واتخذ رباطاً في جبل زغوان وأخذ ينشر دعوته في بلدة شاذلة القريبة من رباطه ، سعى به أبو القاسم بن البراء قاضي الجماعة بتونس إلى السلطان أبي زكريا الحفصي فنفاه عن تونس فجاء إلى الإسكندرية .
نقل المتصوفة أن أبا الحسن كان يتعاطى علم الكيمياء قال ابن عجيبة : (( قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه صحبني إنسان وكان ثقيلاً على فبسطته ببسط وقلت يا ولدي ما حاجتك ولم صحبتني ؟ قال : يا سيدي قيل لي أنك تعلم الكيمياء فصحبتك لأتعلم منك فقلت له : صدقت وصدق من حدثك ولكن أخالك لا تقبل فقال : بل أقبل فقلت له : نظرت إلى الخلق فوجدتهم على قسمين أعداء وأحباء فنظرت إلى الأعداء فعلمت أنهم لا يستطيعون أن يشوكوني بشوكة لم يردني الله بها فقطعت نظري عنهم ثم تعلقت بالأحباء فرأيتهم لا يستطيعون أن ينفعوني بشيء لم يردني الله به فقطعت يأسي منهم وتعلقت بالله فقيل لي إنك لا تصل إلى حقيقة هذا الأمر حتى تقطع يأسك منا كما قطعته من غيرنا أن نعطيك غير ما قسمنا لك في الأزل )) [ ص 155 ]
فهذه القصة تدل على أن أبا الحسن الشاذلي مشهور بهذا العلم حتى أن الناس يقصدونه ليتعلموا منه هذا العلم ، ومعلوم أن هذا العلم قام على الاستعانة بالجن واستخدامهم وهذا الأمر ما حذر به أهل المغرب أهلَ مصر عندما هاجر الشاذلي من المغرب إلى مصر قال الفاسي وهو يقص قصة انتقال الشاذلي من شاذلة إلى مصر قال : (( ولما سافر إلى مصر كتبوا إلى سلطان مصر مكاتبات إنه سيقدم عليكم مصر مغربي من الزنادقة أخرجناه من بلادنا حين أتلف عقائد المسلمين وإياكم وأن يخدعكم بحلاوة منطقه ، فإنه من كبار الملحدين ومعه استخدامات من الجن ... الخ )) [ طبقات الشاذلية الكبرى ص 42 ]
على كل حال لأبي الحسن الشاذلي كتاب أسمه " السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " ، نسبه إليه إسماعيل باشا في هدية العارفين [ 710 / 2 ] ، وعمر كحاله في معجم المؤلفين [ ص 468 / 2 ] ، وهذا الكتاب يثبت ما نقل عن الشاذلي من تعاطي علم الكيمياء واستخدام الجن . أمثلة من كتاب السر الجليل المثال الأول : قال في ص 6 : (( وسخر لي كما سخرت الريح والانس والجن والحش والطير لنبيك سليمان بن داود عليهما السلام وبأهيا شراهيا أدرناي أصباؤت آل شداي يا من أمره بين الكاف والنون ... الخ )) المثال الثاني : قال في ص 22 : (( وقل بعد ذلك يا خدام هذه الآية الشريفة توجهوا إلى فلان بن فلانة وأدخلوا له في صفات مهولة وعرفوه عني وعن اسمي وعن كنيتي وحاجتي وما أنا طالب بحق ما تعتقدونه من عظمتها عليكم أجيبوا أهيا 2 الوحا 2 الساعة 2 بارك الله فيكم وعليكم { إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون } احضروا مقامي واسمعوا .. الخ )) المثال الثالث : ما قاله في ص 33 – 34 : (( ومن كتبها في خرقة بيضاء يوم السبت في ساعة عطارد والقمر مسعود وجعلها في رأسه وفي حلل خصاصه يتلو الآية الشريفة المذكورة في كل وقت وحين استطاع فإنه ينتصر على خصمه ويظفر به بعون الله تعالى وأما الخاتم المذكور فهو كما ترى في الصفحة التالية : المثال الرابع : قال في ص 58 : (( وهذا الخاتم للآية الشريفة وهو جليل القدر ، فإذا نزل بهذه الكيفية في حريرة بيضاء وبخر بالخور الطيب وحمله الطالب كان له تأثير عظيم في سائر أعماله ، وإن أردت الانتقام من ظالم بالسرعة والعجلة تبدئ في العلم يوم السبت وتقرأ الآية الشريفة عقب كل صلاة ألف مرة ويكون الخاتم تحت السجادة وأن كل مرسوما باسم الظالم معلقا في سيبة رمان حامض كان اسرع وأوقع في المأرب وأنجح لنيل المطلوب وهذا هو الخاتم المثال الخامس : قال : (( من أراد أن يعقد ألسنة جميع الخلائق فليجعل له لوحا من الرصاص الأسود المصطفى مقدار ثلاثة مثاقيل ثم تنقش هذه الآية عليه وتقرأ الآية ألفا واحدا على اللوح وتضعه في بطن الحوت الطري وتدفنه في الأرض المبلولة بالندا وتكتب أسماء الحاسدين والأعداد فيه تنعقد ألسنتهم بإذن الله )) [ 50 – 51 ]
وأكتفي بهذه النماذج والكتاب فيه أكثر من ذلك ، ولم يبح الشاذلي في هذا الكتاب كل ما عنده بل كان هناك اسرار من السحر يعلمها لأتباعه الخاصين عن المشافهة قال اليافعي في كتابه الدر النظيم وهو يتكلم عن أسرار الدائرة قال : ((وأبان لي الشيخ نجم الدين الأصفهاني كما أبان له الشيخ أبو العباس المرسي كما أبان له الغوث أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهم أجمعين كتب الدائرة المذكورة نفعنا الله بها وذلك لي منافعها وسرها فوق ما ذكرته لا تسمح بكتابته بل الغالية للرجال في الصدور وقال أوصاني العباس المرسي كما أوصاني الشيخ أبو الحسن رحمة الله عليهم .. الخ )) [ ص 99 ]
وهذه هي صفة الدائرة المذكورة :
وقال اليافعي أيضا في ص 40 : (( ورأيت بخط الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه هذه الأشكال وقد شاع بأنها اسم الله الأعظم وقسم من أقسام الله المكرم وهذه صورته : وهذه الأشكال لو فتحت أي كتاب سحر سوف تجدها في طلاسمهم وأوفاقهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |