يوميــــــــــات ...(متجدد) | | | | يوميات مسلم بقلم :اسامه طبش اليوم كان جميلاً رائعًا، برودةٌ تكتسي بها الأجواء مع سُحُب ملبَّدة في السماء، تتخللها رذاذات من المطر منعِشَة للأرواح، مرتديًا قميصَهُ الطاهرَ، ومهذِّبًا لحيتَهُ، عبقُ المسك يفوح منه، وهو يسلك مسلكه، يقصِدُ المسجد لأداء صلاته، ونفْسُهُ مشرئِبَّة مطمَئِنَّة. مُذْ صباحِهِ الباكر قرأ آيًا من القرآن بترتيل متساوق، شرح به صدره، ثم ردَّد دعاءه، وقَدَمَاهُ تخطوان خارج بيته، انطلق بهمَّةٍ ونشاط نحو مسجده؛ لأداء صلاة الجمعة، لسانُهُ لا يفتُرُ عن الذِّكر بابتسامة مشرقة، لا تفارق مُحَيَّاه. صافح هذا، وسلَّم على هذا، وعانق هذا، أُخُوَّة دأبت واستوطنت قلبه النقي، يعيش عيدَهُ الأسبوعي بسعادة غامرة، في أدق تفصيلاته، يدعو الله متوكلاً، وينطلق في حياته لا يلوي على وسوسة أو شيطان يُثَبِّطه. ربما صادفه مسكينٌ، أو عابر سبيل، وذاك من أشد أمنياته، يود أن يسدي المساعدة في يومِهِ ذاك الأغرِّ، قد خَفَضَ جَناحَ الذل، مُوقِنًا أنه مسؤول عنهم، إن أدار لهم ظهره، فسيسأله ربه الذي رَزَقَهُ من نِعَمِهِ العظيمة الجليلة. يُقْبِل على أسرته بعد الصلاة، وهو مفعَم بالإيمان، صفا له العيش بعد أن أدى فريضةً، أجْرُها بوزن الجبال، يرى كل زاوية في بيته فِرْدوسًا رائقًا في الأرض، امتلأت رُوحه توقًا للاستزادة من العبادة؛ فهي متعة الحياة. لا تبايُنَ بين دين ودنيا، يا ليت شِعْري! كم هو مغبونٌ الذي فَصَلَ بينهما، فإما هو في حزن وكَمَد، أو جاوز به الشطَط، فما أروع وما أجمل حياتنا إن مازجها إيمان خالص، ساوره خضوع وانصياع للواقع! الإيمان يدفعك، يهديك، يسوقك إلى ما يرضيك، ويرضي عنك رب العباد. | | | | |
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |