لقطة كاميرا.......!!! | | | | لقطة كاميرا إيمان أحمد شراب هل هذا الشيء المقلوب صورة؟ • نعم، هي صورة. ولماذا تقلبينها؟ • تؤلمني.. تشعرني بالذنب والتقصير.. أقلبها لأنسى؟ أو لأهرب من تأنيب ومسؤولية؟ لا أدري، لكني مع ذلك أعطيتها اسماً يجبرني على التفاؤل. هل أنظر إليها؟ • طبعاً. • سامحك الله يا صاحبة العدسة البارعة، تخيلت أني سأرى شيئاً مرعباً، لكنهم أطفال صغار يلعبون وسط حطام المباني، وخلفهم دمار رهيب، يلعبون، لا بل ويبتسمون. • وهنا لغز الصورة، هنا روحها وحياتها، أتسمعين مثلي الأنفاس؟ أترين القوة في النظرات؟ وما رأيك في ذلك التحدي في لعبهم؟ لقد صنع خيالهم ألعاباً من بقايا صاروخ حاقد دمر منزلهم، ففرحوا بذكائهم ولعبوا بها لعبة الحرب، لأن الحرب هي ما يسمعون وما يتنفسون وما يعيشون وما يلعبون! أترين تلك الطفلة؟ تأمليها جيداً! إنها لا ترى ولا تسمع إلا ما تصنع، تنظم وتركب قطعاً لا تفهمين ما هي، ولكنها تنظمها من جديد، لتجعل لها شكلاً قد يقنع الغير وقد لا يقتنع به سواها! وما تصنعه غالباً يكون جميلاً، يشبه طفولتها الغضة البريئة. كل يوم وكل ساعة وكل لحظة يشوهون الطفولة، لا بل الطفولة عندنا هي الهدف والغاية. علموا أن الطفولة استثمار الأمم لمستقبل الأمم، فحاربوها بكل الوسائل. دولة نفطية كالعراق، هل تصدقين أن بها مليون طفل عراقي تحت خط الفقر؟ في العراق مليون وخمسمائة ألف طفل يعانون من نقص التغذية! في بلاد النفط يجوع الأطفال؟! في فلسطين ثمانمائة وواحد وثمانون طفلاً معتقلاً في السجون الإسرائيلية عام 2012، والتهمة إلقاء حجارة! في سوريا، والأعداد في زيادة، مات أكثر من اثني عشر ألف طفل، اثنان وتسعون منهم تحت التعذيب، والمئات قضوا بالذبح والرمي بالرصاص والإعدام!!! طفل يعذب يا صديقتي؟ طفل يعذب أيها العالم الميت؟ وأطفال في بورما يحرقون أحياء!! أطفال الشوارع في مصر حوالي مليون وستمئة ألف طفل! أحد هؤلاء الأطفال سمعته في لقاء يقول أمنيته. تخيلي ما هي؟ • أن يكون له بيت وأسرة ومال؟؟ • كانت كل أمانيه أن يحمل شهادة ميلاد! المسكين لا يعرف سبب هذه الأمنية، لكنه ربما يريد أن يثبت للعالم أنه حي مثلهم وها هي شهادة الميلاد! يقولون: إن الأطفال الذين يعيشون جزءاً من طفولتهم أو جلها أو ربما كلها في أجواء الحرب والقصف والإرهاب يكبرون بعقد نفسية ومشاكل في الشخصية يصعب التخلص منها.. قد يبدو هذا منطقياً، لكن هل تصدقين أن 75% من فتيان وفتيات فلسطين يحلمون بالشهادة؟ فأين العقد والخوف؟ وهذا ما رأيته في صورتي هذه.. رأيت طفولة تتحدى، تتحدى قهر الحاكم المجرم، وتتحدى الاستعمار الظالم، والكافر العنصري الحاقد، وتتحدى تغافل من يُنتظر منهم النصرة وتجاهلهم، وتتحداني وأنت، لتقول لنا جميعاً: لن تهزنا الأحداث، ولن يقتلنا القصف ولا الخوف، على العكس، نحن نكبر قبل أواننا، ونفهم أكثر مما يفهمه كثيرون من الحكماء، ونعي ما حصل وما سيحصل... ما حصل كثير منكم شريك فيه، لكن ما سيحصل سيكون بأيدينا، لن نُفصِح عنه الآن، لكننا قادمون ومنتصرون.. هل أقلب الصورة كما كانت؟ • لا لا، تجدد لديّ التفاؤل بعد أن رويتُ لكِ قصتها، إنها: "وتنتصر الطفولة"، فكيف نقلبها؟ | | | | |
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |