عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 02-01-2014, 01:41 AM
 

اليوم الرابع

أبرقت إلى الرمز أُحيِّيه
أرجو منه وفاءً للوعدِ... وأطريه
أشرح ما حصل الأمس، فوزير العودة مُنشغِلٌ
بعمامته... وتجارته.... وإحياء لياليه
وشفعتُ جوابي بذهابي ثانيةً
علِّي أحظى بالصكِّ... ومِن حضرته
يأمُر فيه وزير الحُكم بعودة مذبوحٍ
يتمنى أن يرقُد فوق ثرى إبراهيم.....
الصمت يُخيِّم، والناسُ نيامٌ
إلا مِن سيارات الشرطة
هذا اليوم امتنعت إسرائيل عن استقبال العُمالِ
فذِكرى (يَحيى عياش) تُطارِدهم
هذا الأسد الضاري أزعجهم حيًّا... أزعجهم ميتَا
نصَبوا أعينهم في كل مكانٍ
وكلاب السُّلطة ساهِرةٌ
لا تسمح إطلاقًا بالتكبير وبالتهليل
ففي التكبير وفي التهليل التحريضُ على الثورة
والثورة في أيدي السُّلطة
والسُّلطة يَحكُمها سلم
والسلم استِسلام وقَّعه بطل مُكرَه
سرتُ وحيدًا أتملَّى
أتفرَّج في طرقات مُسخَت كل معالمها
فنفايات الناس مكدَّسة
وتُحاصِرها بِرَك الوحلِ وزحف الرَّمل
فيا سُبحان الله متى نتعلم أن نُصبِح مثل الناس
وصلتُ إلى أرض السُّلطة
هذا بيت أبي عمار
في مرتفع تحضنه دبابات خُضر، وتوجِّه كل مدافعِها نحو البيت
وحُرَّاس القائد - حراس الأمن - كما هم
وتقدَّمت إلى حيث يُقابِل قائدُنا مَن يرضى عنهم
استوقفَني الحارس... قال: اذهب لرئيس الأمن هناك
رئيس الأمن وقور جدًّا
أغلق باب المكتب... منظره" حقًّا راعب
والسيجارة لا تبرَح فمه
ويداعِب مجترئًا أُنثى
يتحسَّس أخبار مفاتِنها
ماذا تبغي في هذا الوقت؟
أُريد أُقابل قائدَنا
ادخُل في القاعة
ما دقَّق، ما سأل لماذا؟ فهو الآن في شُغلٍ
إذ أوصد باب المكتب بالمفتاح
ودخلتُ القاعة مُعتدًّا... وأُسجِّل اسمي في الموعودين
وقد جلَسوا
البعض أتى يطلُب ترقيةً
والآخر يسأل مَكرُمة
وأنا أسأل: ماذا؟
صعد الأول والثاني.. والثالث... والرابع قالوا لي:
اذهب لمقابلة الدكتور - رئيس المكتب
أُريد مقابلة القائد
القائد مشغول.... سيُقابِل وفدًا صحفيًّا... لا تغضَب
ولماذا أغضب؟
يسألني الدكتور عن اسمي... واسم أبي.. والعائلة المُحترَمة، واسم الأم الكامل أيضَا ويُسجِّل كل بيانات العودة في ورقة.... ويقول:
أخيرًا.. ماذا تطلب؟
ماذا أطلب؟ أتمنَّى أن أبقى في أرض فلسطين
لا بأس..... ستَنال الرقم الوطني
سيكون لك ولأولادك أرقام وهويَّات.... لكن
راجِعْنا بعد ثلاثة أشهُر
أبشر بالعودة مُنتصِرَا
وانسَ مرارة إبعاد
جهِّز نفسَكَ .... واستبشِر
لا تقلق.... فالعود حميدٌ.. وعلى الأبواب



__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس